لا يا صديقى ..ليس الآن .. فإن " آخر كلام " لم يقل بعد. نعلم جميعا من خلال الكثير من الشواهد والدلائل أن هناك ضغوطا تمارس ،وقيودا تفرض وحواجزا توضع فى طريق الحقيقة لتمنعها من الوصول كاملة والعجيب والمؤسف فى الوقت نفسه أن يحدث هذا بعد 25 يناير لكن مهما كانت الضغوط والممارسات فليس من حل إلا البقاء على الجبهة والاستمرار فى المواجهة ... نعم على الجبهة فإن" آخر كلام "لم يعد مجرد برنامج ذو شعبية يقدمه إعلامى كبير صاحب مصداقية وتأثير وإنما صار جبهة للقتال الإعلامى والسياسى ضد كل ماهو فاسد ومزيف وسفيه لقد تحول بحق فى نظر الكثيرين إلى لواء مدرع من ألوية الثورة يقوده جندى مخلص فضلا عن كونه نافذة تطل بملايين المصريين على نهر الحقيقة فلا تجفف رافدا حيويا من روافد هذا النهر بينما الملايين عطشى ، أرجوك لا تغلق هذه النافذة الآن ..وليس عليك كإعلامى مقاتل إلا البقاء على الجبهة حتى آخر نفس وليس آخر كلام حتى وإن تخلت عنك القيادة أو فرغت بندقيتك – ولا أظنها تفرغ أبدا – عليك أن تقاتل بأظافرك فتغرسها فى جسد الباطل والضلال والتضليل الذى يروج له الكثيرون ولعل إظهار أو كشف جزءا من الحقيقة أو جانبا منها فليكن نصفها أو ربعها أفضل بكثير من ترك المساحة خالية أمام فرسان الكذب ؛فلربما كون المشاهد من الشظايا المتناثرة هنا وهناك ومن أجزاء الحقيقة المبعثرة بالقياس والاستدلال والمقارنة صورة كاملة ومعان مكتملة. لا ليس الآن فإنها الثورة يا صديقى مازالت فى مهدها والطريق أمامها مازال طويلا ، وفى كل شبر ثعبان يتربص ،وذئب يعوى. إنها الثورة التى تحتاج اليوم أكثر من أى وقت مضى لكل مصرى مخلص وكل كفاءة مدربة وإلى كل صوت حر وجرىء ،بل أقولها بلا أدنى مبالغة وأنا أعى وأدرك وأفهم جيدا ما أقول وربما يؤيدنى آخرون دون حجر على رأى أحد أن الثورة تحتاج إليك بالأسم يا يسرى ..ولست وحدك من تحتاجه بل تحتاج إلى عشرات بل مئات المخلصين لها وللوطن ومنهم : الأسوانى وبلال وعبد الحليم قنديل وغيرهم كثيرون والتسمية للمثال فقط وليس للحصر بكل تأكيد ؛ فالمخلصون فى مصر ملايين نزلوا جميعا فى ثورة مشهودة لم يخلق مثلها فى البلاد ..هؤلاء الشرفاء وغيرهم لا يقبلون الدنية فى وطنهم ،ولا يرضون عن كرامته بديلا ،منهم من لا يعبأ بتهم وشائعات تطارده ليلا ونهارا و قد تصل إلى أن تمس شخصه وشرفه ومنهم من يتهم فى دينه وفى وطنيته.. وتذكر وأظنك لست فى حاجة لمن يدفعك إلى هذا أن أرضا رحل عنها الصدق سوف يحتلها الكذب والتضليل ،وأن مساحة من السماء كان الضوء يغمرها سوف تلبد بعد رحيله بالغيوم ،فإن الحقيقة تغيب بغياب صانعيها وناقليها . لا يا صديقى ليس الآن ؛فهل فاتك أننا مقدمون على انتخابات برلمانية قد تكون بل هى بالفعل معركة الوجود و البقاء بالنسبة للفلول؟ فإما أن نقف جميعا من أجل حسمها لصالح الثورة وحمايتها وكشف عوراتها المحتملة - وبرنامجك ركن فى هذا –حتى لا تحدث الانتكاسة ويعود النظام تدريجيا بعودة فلوله ..وإما أن يسقط البرلمان فى أيدى الثعابين وساعتها سوف نقول على الثورة السلام ..وهل سألت نفسك ماذا يمكن أن يحدث لو أن الجميع وخاصة من هم مثلك وهم بالقطع قلة توقفوا إلى أجل غير مسمى فى حين تمر مصر بالمرحلة الأصعب والأخطر فى تاريخها وفى مسيرة الثورة إذن فليهنأ الذين شكلت حلقات برنامجك دائما عبئا عليهم ، وحجرا ثقيلا على صدورهم ،وشوكة فى أظهرهم وغصة فى حلوقهم ..هل تريد لهم السلامة والعمل فى هدوء ضد الثورة وضد مصر كلها ..بينما أنت غارق ومتأمل فى صمتك الاختيارى لا .. لا أظنك تفرح لهذا . عد فالوقت يداهمنا جميعا ولا تسهم بغيابك فى تصدع الإعلام الحر فى مصر التى قامت ثورتها فى الأساس من أجل الكرامة والحرية .. إرجع فليس الآن وقت الوقفات لا مع النفس ولا مع الآخرين فإن حلقة واحدة قد تساعد فى تصحيح المسار – وتذكر حلقة شفيق – ليس الآن يا صديقى .. ليس الآن فإن مستقبل الوطن قد يسرق فى لمحة ..بينما نحن واقفون ..أو متوقفون لأجل غير مسمى.