قال الأديب البيروفي ماريو فارغاس يوسا، الحائز على جائزة نوبل للآداب 2010 وهو يتحدث عن الحركات الإجتماعية الراهنة: "أن يكون هناك ردّ فعلٍ عنيف جداً ضد النظام أمر مفهوم، ونأمل أن يتحول هذا الى عملية إبداعية، تسهم في إصلاح النظام وليس تدميره". أن رواية القصص والإستماع إاليها تعد متعة ووسيلة من أجل إثراء الإحساس عند البشر، ولكنها أيضاً بمثابة سلاح فعال لمواجهة فشل الأنظمة. هكذا لخّص الكاتب فارغاس ليوسا رؤيته للأدب، ولضرورة أن تتحلى حياة الناس بالقليل من الخيال، أثناء مشاركته في فيينا، في لقاء واسع تم خلاله توزيع كتابه " الأبلادور" مجاناً، ضمن مشروع "مدينة واحدة. كتاب واحد" الهادف الى تعميق الرغبة في القراءة، وتحت رعاية بلدية فيينا. وأكد يوسا على أنه الى جانب المتعة الواضحة التي تمنحنا إيّاها، فأن القراءة تجعل الناس أكثر وعياً بإخفاقات العالم، وتعمل على خلق روح مفعمة بالحيوية. وأن هذا القلق، والإنزعاج، والشعور بالنقد، هو دائماً الدافع القوي للتغيير، وللإصلاح، والتطور. والأدب يساهم في تكوين المواطن الصالح. ويعتقد مؤلف رواية "المدينة والكلاب" أن: "الأدب سلاح عظيم، ليس فقط لإثراء خيالنا، وأحاسيسنا، بل للعمل من أجل الإبداع في العالم الذي نعيش. وأن حدوث رد فعل عنيف جداً ضد النظام أمر مفهوم، ونأمل أن يتحول ذلك الى إبداع، ويسهم في إصلاح النظام، وليس في تدميره". لذلك يصرّ فارغاس يوسا على العمل من أجل تصحيح النظام من الداخل، والدفاع عن الإحتجاجات الإيجابية التي تسعى الى إصلاحه، ولكن في إطار من الحذر من الذين يطمحون الى تدميره. وضمن مشروع "مدينة واحدة. كتاب واحد" الذي يقام منذ عشر سنوات، تم توزيع 100 ألف نسخة من رواية "الأبلادور" الصادرة في العام 1987، ويؤكد فيها الروائي البيروفي على أهمية القص. والمنشأ الحقيقي لأحداث هذه الرواية هو شهادة لغوي عاش مع القبيلة التي يرد ذكرها في الكثير من تفاصيلها، شرح لفارغاس يوسا كيف ان الناس كانوا يسقبلون أحد رواة القصص بلهفة شديدة.