تحية للإرادة .. تحية للصمود.. تحية لرجال حركة حماس وجناحها العسكري كتائب الشهيد عز الدين القسام التي كانت قد أثمرت عمليتها (الوهم المتبدد) المنفذة قبل خمس سنوات ونصف في أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، لقد آن أوان جني الثمار بصفقة تاريخية وانتصار عظيم شمل إطلاق سراح 1027 أسيرا وأسيرة من أبناء الشعب الفلسطيني من مختلف الجهات والفئات حيث شملت الصفقة إطلاق سراح 450 أسيرا أولا، على أن يتم إطلاق باقي الأسرى في غضون شهرين من الآن، وهكذا يتحقق النصر بالصمود والمقاومة والتحدي والإصرار والصبر حيث كابد أبناء قطاع غزة العدوان والحصار وما زال الشهداء يتساقطون منهم باستمرار ولكنها الشهادة التي تعقبها الجنة مرحى بها وهيهات عندما تكون إحدى الحسنيين الشهادة أوالنصر. اليوم تحقق وعد الأبطال المناضلين، فلم تجد حكومة الكيان الاسرائيلي أفضل مما كان ورضخت صاغرة للإرادة وقبلت الصفقة على مضض وهي التي لم تترك وسيلة إلا جربتها من مجازر وجرائم لكنها لم تجن سوى خيبة الأمل، وبقي الحق مع الثوابت والمقاومة، فتحية صادقة لكم يا أبطال المقاومة في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وتحية لجميع فصائل المقاومة في فلسطين وفي كل شبر من الأراضي العربية، لقد جاءت بشرى الانتصار على لسان الناطق الرسمي للمقاومة وتبعها تصريح الرجل المقاوم خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) الذي حيى فيها المقاومة وحيى الأبطال الذين رسموا الانتصار بدمائهم الزكية، وحيى كذلك جمهورية مصر العربية التي أصبحت اليوم الحاضنة الحصينة للأمة العربية، وقد تعهد مشعل في كلمته مؤكدا ان العهد قائم حتى يتم تحرير كامل الأسرى وحتى يتم تحرير الأرض بإذن الله وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون. بعد شهرين من الآن سيتم تحرير من تبقى من العدد الذين شملتهم الصفقة وهم من مختلف أطياف الشعب الفلسطيني من قطاع غزة ومن الضفة ومن القدس ومن عرب 48 ومن الشتات ومن الجولان السوري، إذن هو انتصار لفصائل المقاومة جميعا وهو انتصار للأمة العربية والاسلامية كلها، ومن اللافت أن القائمة شملت جميع الأسيرات الفلسطينيات والمرضى ومن بين الأسرى عدد من المحكوم عليهم بالمؤبد وعدد من المحكوم عليهم بأحكام مختلفة وترفض إسرائيل تسليمهم وكان يعتقد أن منهم مروان البرغوثي أمين سر حركة فتح ومفجر الانتفاضة الثانية والقائد أحمد سعدات أمين عام الجبهة الشعبية ولكنهم سيظلون رموزا للمقاومة والتحرير! بالفعل يعتبر هذا الانتصار انتصارا للمقاومة وتأكيدا على أن المقاومة هي الطريق لاستعادة الحقوق، وأن من تبقى من أسرى فلسطين في سجون الاحتلال الصهيوني والمقدر عددهم ب8000 أسير لا بد أن يشملهم نجاحات قادمة بعون الله والمقاومة ماضية في طريقها، وهذا تأكيد على أن المقاومة هي الطريق الأوحد للقضية الفلسطينية، وهو نجاح جديد يضاف للنجاحات السابقة ويبدو أن اسرائيل اليوم بدأت تخسر الرهان وبدأت أوراقها تتطاير ولم تحقق من عدوانها المتكرر سوى خيبة الأمل، وهي تعيش أسوأ مراحلها ولن تفلح قوته الغاشمة في الحفاظ على أمنها واستقرارها ولم تفلح تحالفاتها في تخفيف الضغوطات عنها، وهكذا حال المحتل المعتدي الغاصب دائما ! لقد تعهد خالد مشعل بمواصلة الجهود للإفراج عن جميع الأسرى الفلسطينيين، ولكن لا بد أن نذكر بأن هناك قضايا أخرى أولها المصالحة الوطنية الفلسطينية التي يتوجب على الأخوة في حماس وفتح المضي نحوها وهي ما ينتظره الشعوب العربية منهم ولا بد من إتمام الوحدة الوطنية، وبالتالي فهناك طريق مشترك لا بد من توحد الرؤى حوله وهو مشروع المقاومة والنضال من أجل تحرير كامل الأرض وخصوصا أن واقع الأمة اليوم قد تغير بعد اجتياح رياح التغيير على الوطن العربي وهو ما يمثل ثورة على الظلم والفساد كما هو ثورة على الاحتلال ولا بد من الاستفادة من الموقف العربي في سبيل دعم المقاومة والانتقال بالقضية الفلسطينية إلى مراحل متقدمة لاسترداد جميع الحقوق المشروعة، ولا بد من فك الحصار عن قطاع غزة وتفعيل الحراك العربي والإسلامي في فك الحصار، وهناك قضايا أخرى هامة أيضا كحق العودة الذي ما زال ينتظر البت فيه وقضية القدس والحدود والسيادة والمستوطنات والمياه والمعابر وغيرها من القضايا التي تمثل الحقوق العربية الفلسطينية كخطوة أولية نحو استعادة كامل الحقوق التي ستعود كما وعد الله، والله نعم المولى ونعم النصير.