رغم الإعلان المدون أعلاه، إلا أن ما أريد أن أتكلم عنه اليوم ليس له علاقة بتاريخ الطب وأصل مصطلح تذكرة داوود ولا استخدام العطارين للمصطلح في صنع الوصفات والتركيبات وتداوله. وإن كانت تذكرة داوود التي أتكلم عنها هي برضه وصفة شفاء سحرية، تذكرة داوود التي أنا بصددها الآن مش موجودة عند العطارين، ولا عند الأطباء، ويمكن ما تكونش موجودة غير عنده هو بس. هي تذكرة سينمائية وصفة خاصة جدا ماحدش يقدر يوصفها ولا يمتلك مكونات تركيبتها سواه حكيم السينما المصرية الأوحد. من وجهة نظري الخاصة أنا وناس تانية ممن يمكن أن يصيبهم الاكتئاب والمرض والأسي من الحالة المتردية للصناعة السينمائية، فأنا فعلا أصبحت أصاب بحالة احتار في علاجها الاطباء والعطارين وشيوخ الطرق، الأغلبية العامة من الأفلام التي تنتج الآن بقت فيروس ليس له أي علاج بس من رحمة ربنا بعبيده الغلابة ولأن سبحانه ما بينساش إنسان غلبان قد ابتلاه تعالي بأن يكون مواطنا في بلد تحولت فيه صناعة مهمة من المفترض أن له الريادة فيها حسبما تذكر كتب التاريخ العريقة، بلد قد تحولت فيه تلك الصناعة التي من المفترض أن تكون مسئولة عن رقي الإنسان وإحياء مشاريعه وتربية ذوقه وتدريب تفكيره، لي مجرد نزوات وممارسات أشبه بالعادة السرية وحب الشباب والنكت الرخيصة. أقول إنه من رحمة ربنا بينا وعشان نقدر عايشين كل خمس أو ست سنين بيبعت لنا معجزة تذكرة داوود سحرية يذكرنا فيها تعالي بضراوة بأننا بني أدمين عندنا مشاعر وبنحس وعندنا عقل وبنفكر، علاج شبه الرسالة اللي لقاها يوسف وهو بيصطاد رسالة اختار القدر أن تكون من نصيبه هو، مكافأة له لأنه يستحقها علشان يوسف لسة بيحس ولسة عنده مشاعر وسلام. بالرغم من أن أحدا لم يستطع قراءة الرسالة وفك طلاسمها، يمكن عشان قراءة ما بين السطور، وفهم المعاني الكبيرة البسيطة أصبح منعدما وسط عالمنا المادي الذي تحولت فيه السنارة إلي أصابع ديناميت، ورغم أن يوسف «بيتهته» ويجاهد لقول الكلام بس الدفقة كانت قوية من غير تهتهة ولا مجهود سيل جارف من المشاعر الناعمة والبسيطة والعميقة والممتعة فقط لكل اللي لسة بيحسوا، ومش مطلوب منهم بس غير إنهم يحسوا وساعتها هيفهموا المكتوب في الرسالة بكل بساطة. أنا خرجت من «رسايل البحر» وكأني كنت في جلسة تحليل نفسي دقيقة رغم بساطتها خرجت وأنا في حالة شجن شديدة مستغني عن كل ما هو مادي في الحياه ومستكفي بكل اللي جوايا حاسس قوي وبفكر قوي وممتن جدا للحكيم اللي حسسني إني لسة بني آدم وإن سحر السينما عمره ما هيزول حتي لو كان شحيح وما بيصبش النفر مننا غير كل خمس أو ست سنين مرة وحتي لو كان اللي حصل لي ده بقي ما بيحصليش غير علي ايد الحكيم ده بس صاحب التذكرة .. تذكرة داوود.. عبد السيد.