تنافس شرس بين معلمي الإخوان وفلول الوطني للفوز بكعكة النقابة

حجب كشوف الناخبين ..والإشراف القضائي المنقوص ..كان سمة انتخابات نقابة المعلمين
كمال سليمان : مليون ونصف معلم لهم حق "تصويت"
انتخابات المعلميين
شهدت انتخابات المعلمين صراعا كبيرا بين مرشحي الإخوان وفلول النظام السابق في اللجان النقابية على مستوى المحافظات ماعدا محافظة المنوفية ، وبعد أن عقد المعلمين المحسوبين على جماعة "الإخوان" صفقة مع وزير التربية والتعليم للفوز بكعكة انتخابات نقابة المهن التعليمية ، دفعت الجماعة بألفين مرشح لخوض الانتخابات بكل المحافظات ، في مواجهة منها لفلول الوطني.
استخدم معلمو الإخوان كافة الأساليب الدعائية لجذب المعلمين حيث قاموا بتوزيع برامج انتخابية تتضمن إصلاح العملية التعليمية والعمل على مطالبة الحكومة بإعادة هيكلة أجور المعلمين.
شهدت اللجنة النقابية للمعلمين حالة من الشد والجذب شهدتها بديوان عام وزارة التربية والتعليم ، فى أول انتخابات نقابية لنقابة المهن التعليمية منذ أكثر من عشر أعوام ماضية.
ومع أول ساعات فتح باب التصويت للمرشحين ، شهدت اللجنة العديد من الخلافات بين المرشحين وبعضهم ،نتيجة لعدم وجود كشوف باسماء بعض العاملين ممن لهم حق التصويت ،واتهم المرشحين "إبراهيم الشبكشي" - رئيس اللجنة النقابية بديوان عام الوزارة سابقا - بأنه وراء حجب كشوف اسماء بعض العاملين بديوان الوزارة الذين لهم حق التصويت في الانتخابات لصالحه في مقابل إعلان كشوف اسماء المعاشات للتصويت له ، الامر الذي أدى إلى احتدام الشد والجذب بين المرشحين الذين هددادوا بتحرير محاضر ضد الوزارة ونقابة المهن التعليمية لتواطئهم في حجب الكشوف لصالح المرشح إبراهيم الشبكشي.
خرج اللواء "حسام أبوالمجد" ، رئيس قطاع الأمن المركزي بالوزارة ، لتهدئة العاملين والمرشحين ، كما ارسل نسخة بكشوف اسماء العاملين بالوزارة إلى القاضي لإعلانها في حين أكد البعض أن القاضي المشرف علي اللجنة الانتخابية كان قد تسلم ظرفين بكشوف اسماء المصوتين إلا أنه فتح ظرف واحد وأعلن الكشوف التي به ولكنه نسى فتح الظرف الأخر.
أكد بعض المرشحين على تقديم طعون في الانتخابات أي كانت النتيجة نظرا لما سموه بوجود تلاعب في كشوف اسماء المصوتين الذين لهم حق التصويت.
فيما شهدت اللجنة النقابية بمدرسة محمد علي العديد من التجاوزات في الإشراف على الصناديق الانتخابية وكشوف الناخبين حيث اشتكى المعلمين من عدم وجود اسمائهم ضمن الكشوف و ورود أخطاء في بعض الاسماء مما أدى إلى رفض القاضي المشرف على اللجنة التي ضمت 10 صناديق انتخابية يشرف عليها قاضيان فقط إلى عدم الموافقة لهم بالتصويت ، مؤكدا على أنه لا يقبل أي اسم غير المسجلة لديه في الكشوف كما طالبهم بتحرير محاضر في قسم شرطة السيدة زينب لإثبات حالتهم.
أثار الإشراف القضائي المنقوص حالة من الاستياء بين المرشحين ، متسائلين : "كيف لقاضيين فقط مراقبة أعمال الاقتراع على 10 صناديق فى 5 لجان ؟!".
كشف كل من "محمود سعد سيد" و "جمال صبري" ، المعلمين بمدرسة الوحدة العربية بنات بالمنيرة ، "للدستور الأصلي" أنهما قاموا بتحرير محضر بقسم السيدة زينب ، نظرا لعدم وجود كشف اسماء معلمي المدر سة ضمن كشوف الناخبين.
أكد المرشحون بلجنة مدرسة "محمد علي" على أن هناك مدارس كاملة لا يوجد اسماء معلميها ضمن كشوف الناخبين مثل مدرسة مبارك كول الصناعية والمدرسة الالكترونية بمنطقة زينهم ، إضافة إلى عدم وجود كشف اسماء موجهي العلوم على مستوى إدارة السيدة زينب ، الامر الذي حال دون التصويت للمرشحين ، موضحين أنه تم إبلاغ الإدارة التعليمية بتلك المشكلة إلا أنهم لم يحركوا ساكنهم ، وارجع المرشحين سبب ذلك للإهمال المتعمد من قبل الإدارة التعليمية ونقابة المهن التعليمية ، مؤكدين أن مازالت عقلية النظام السابق تدير المسألة الانتخابية.
لم يختلف المشهد فى مدرسة بدر الغعدادية ، حيث اشتكى المرشحين من عدم وجود كشوف باسماء الناخبين ، وقال حسين الشلقامي ، أحد المرشحين على مقعد الرئيس ، أنه قام بتحرير محضر فى قسم شرطة الدقي لحجب كشوف اسماء 5 مدارس بالكامل ، منهم مدرسة جمال عبد الناصر التجريبية ، مدرسة بين السرايات الابتدائية ، ومدرسة الدقى بنات ، اتهمالشلقامي مسئولي الإدارة التعليمية بالاتفاق مع نقابة المهن التعليمية لحجب كشوف الناخبين للتلاعب فى العملية الانتخابية.
الانتخابات التي شهدت تجاوزات عديدة و تنافسا حادا بين المعلمين المحسوبين على جماعة الإخوان المسلمين وفلول النظام السابق للفوز بكعكة نقابة المهن التعليمية والتي أثارت تحفظ المعلمين واستيائهم ،مما جعل بعضهم يقررون التقدم بطعون في إجراء الانتخابات مهما كانت النتيجة المعلنة فيما اعتبرها البعض باطلة من قبل ما تجري مؤكدين على أنهم سيتقدموا بالعديد من الطعون في هذه الانتخابات أي كانت النتيجة.
"إجراء انتخابات المعلمين .. باطل" ، هكذا قال "مجدي عبد الفتاح علام " ، وكيل مدرسة بإدارة شبين الكوم التعليمية وعضو اللجنة التنسيقية العليا للمعلمين ، مؤكدا على أن إجراء الانتخابات على مستوى المحافظات يعد مخالفا للقانون 79 لسنة 1969 الخاص بنقابة المهن التعليمية.
كشف "علام" أن هناك ثلاث أحكام قضائية صدرت مؤخرا بمحمكة القضاء الإداري بمحافظة المنوفية بأرقام 7443/12ق ، 8144/12 ق ، 7616/ 12 ق ،حيث صدرت الأخيرة بجلسة 10 سبتمبر الجاري ،والتي تلزم جميعها نقابة المهن التعليمية بوقف إجراء الانتخابات فى 14 سبتمبر الجاري، وألزمتها بإجراؤها في شهر فبراير القادم ، ورغم ذلك تصر النقابة على إجراؤها على مستوى المحافظات ، عدا محافظة المنوفية – في إشارة من النقابة بالإلتزام بإحكام القضاء.
أكد "علام" على أن إصرار النقابة في إجراء الانتخابات يعد مخالفة لإحكام القضاء وإهدار للمال العام ، متسائلا بلهجة تهكمية : "كيف ستجرى الانتخابات فى كافة المحافظات ، ومحافظة المنوفية متوقفة؟!، في حين أن انتخابات نقابة المعلمين انتخابات تصعيدية تجرى على ثلاث مستويات ، كل مستوى يعتمد على المستوى الذي قبله ،وبالتالي إذا كان إجراء الانتخاب في أي مستوى باطل يبطل إجراء بقية المستويات".
طالب "علام" بوقف انتخابات المعلمين والإلتزام بإحكام القضاء، قائلا : "أن إجراؤها بالمخالفة سيهدر ما لا يقل عن مليون جنيه من المال العام ،في الصرف على إجراؤها والمشرفين عليها والأوراق المطبوعة ، في حين أن النقابة تعلم أنها باطلة".
أشار الدكتور "محمد كمال سليمان" ، الأمين العام لنقابة المهن التعليمية ،إلى أن الانتخابات أجريت علي كافة اللجان النقابية بمستوى المحافظات فيما عدا محافظة المنوفية التي حصلت علي حكم قضائي بوقف الانتخابات، مشيرا إلى أن هذا الحكم خاص بمحافظة المنوفية فقط ولا يسري تطبيقة علي بقية المحافظات ، قائلا : "أن الخلاف بين النقابة وبين لجان محافظة المنوفية هو خلاف على وقت إجراء الانتخابات ففي حين تمسكت لجان محافظة المنوفية بقانون النقابة وإجراء الانتخابات في االنصف الأول من العام فبراير، مارس، إبريل ، رأت النقابة أنه بصدور حكم المحكمة الدستورية العليا ببطلان العمل بالقانون 100 للنقابات المهنية في 2 يناير الماضي واعتبار مجلس النقابة القديم قد حُل ، قامت النقابة بالتجهيز لانتخابات جديدة واستطاعت النقابة الحصول علي حكم قضائي بذلك في يوم 17 غبريل الماضي.
كد سليمان على أن هذه الانتخابات هي أول انتخابات نقابية تشهد إشراف قضائي علي عملية الاقتراع ، مؤكدا على أن هناك 315 لجنه نقابية على مستوي الجمهورية وعلى أن هذه اللجان تضم داخلها 1500 لجنه انتخابية وتتراوح أعداد اللجان الانتخابية في كل لجنة نقابية ما بين أربعة إلى عشرين لجنة انتخابية في اللجنة النقابية الواحدة في حين تضم كل لجنة انتخابية صندوقين للاقتراع صندوق لرئاسة اللجنة وصندوق عضوية ، حيث تم تشكيل 47 لجنة انتخابية بمحافظة القاهرة و20 لجنة بمحافظة الجيزة.
أشار سليمان إلى أن مليون ونصف معلم لهم حق في التصويت ، مؤكدا علي ثقتة الكبيرة في وعي المعلمين وقدرتهم على اختيار من يمثلهم ، خاصا وأن يضمن لمعلمين أن تكون الانتخابات نزيهة وشافا خاصا في ظل الإشراف القضائي عليها.
وعن نتيجة الانتخابا قال سليمان أنه من المقرر إعلان نتيجة التصويت مساء غدا فور إغلاق صناديق الاقتراع وإجراء عمليات الفرز، على أن يتم بعدها تحديد موعد لفتح باب الترشح للمستوى الثاني للانتخابات وهو الاقتراع على اللجان الفرعية بالمحافظات.
قبل ساعات من إغلاق باب التصويت ، قرر القاضي المشرف على صناديق اقتراع لجنة مدرسة الثانوية الصناعية بشرق مدينة نصر وكذالك القاضي المشرف علي لجنة الدرب الأحمر الانتخابية إلغاء الانتخابات بهما ، لعدم إرسال الإدارة التعليمية كشوف باسماء الناخبين ممن لهم الحق في الإدلاء بأصواتهم للمرشحين.