نحن الشعب الذي جاء للدنيا بمَثَل «يعمل من الفسيخ شربات» واستطعنا بالفعل إننا نعمل للفسيخ قيمه ووضع وهيبة وهليلة وزيطة..! بل إننا ساوينا بين الفسخانية والجزارين حيث لا يقل محل الفسخاني عن محل الجزارة من حيث الموقع المتميز والرخام اللي في الواجهة والزحمة اللي في المواسم والسعر اللي في العلالي.. وهو في الأول وفي الآخر ومع احترامي لكل اللي بيحبوه وبيبيعوه وبياكلوه سمك منتن!! ومن ساعة أما المثل ده دخل حياتنا وإحنا بنطبقه في كل المجالات وفي كل المناسبات وهنا تكمن شطارة وتميز الشعب المصري عن باقي الشعوب.. معلش بقه الحته دي بتاعتنا! مايجيش حد يقوللي لأ الشعب اللبناني تفوق علينا لأن لسانه حلو، وبياع شاطر، وبربند في الكلام، تقولش بالع محطة إل بي سي بحالها؟!! ماشي موافقة، وأحب أضيف علي كل الكلام ده إنه شعب كله حلو وأمور ومستحمي ومابياكلوش فسيخ ولا يعرفوه.. لذلك تسقط هذه الصفة من عندهم لأن أصلا ماعندهمش فسيخ عشان يعملوا منه شربات إنما إحنا من كتر الفسيخ ماحرق قلبنا أصبحنا مبتكرين ومبدعين فيما يتعلق بتحسين الصورة وتنضيفها وتلميعها بكم القميص لتصبح جديدة نوفي وبراقة وهي أصلا صورة مأيحة وحالتها بلا....!!! وإذا دققت في مشاهد فرحة الشعب المصري النارية الهستيرية في كل شوارع مصر ومدنها وقراها تجد أن الصورة من فوق شكلها يفرح.. آلاف بل ملايين من البشر في استطاعتهم أن يلمسوا السماء بأعناقهم وبهتافاتهم القوية المدوية وباتحادهم واتفاقهم وانسجامهم... تشوف المنظر تقول دول بعون الله يحتلوا أمريكا في كام ساعة... لو قاموا عليها الجماعة بتوع حوش عيسي من سبعة الصبح.. علي اتنين الضهر يكونوا خلصوا ع البلد ومستنيين أوباما بره!!... هذه هي الصورة الإعلامية الشربات من فوق أسطح المنازل إنما جرب تعمل زووم علي الناس وقرب الصورة أكثر فأكثر لتجد الفسيخ بقه علي حق! غلب ما بعده غلب، ناس شاقيانه.. الفقر ناهش في أشكالهم، والعوز والاحتياج يسبق الفرحة في الوصول أولا للمشاهد... ولو نزل عمرو الليثي في وسطهم بميكروفون لتحولت الأغاني والطبل والزمر لسرادق عزاء بعد ماهتكتشف إن الفشل الكلوي والكبدي والسرطان وما خلفته مياه الشرب العكرة أو مياه المجاري أو المبيدات المسرطنة أو الأسماك الفاسدة، في بطون من كانوا يأكلون الزلط.. والآن يتساءلون فين أيام الزلط الجميل..؟! نحن عملنا من الفسيخ شربات حينما قام مؤلفونا العظام بتأليف كلمات تقشعر لها الأبدان في حب تراب الوطن وآلاف من شبابنا مستعد يموت غرقا في عرض البحر هربا منه... لقد تحول الفسيخ لشربات بالفعل بعد ما ظللنا من 2006 إلي 2010 لا نسمع عن أي إنجازات لمصر سوي خروجها من قائمة أفضل 500 جامعة في العالم لم تكن من بينها أي من جامعات مصر العريقة.... 4 سنوات بالتمام والكمال لم نسمع فيها عن أي إنجاز سوي إنجازات حسن شحاتة وفريقه وإحنا معاهم... فيها لاخفيها!!! لو خسروا يبقي حته ماتش كورة لا راح ولا جه وهات يا سلخ في المدير الفني واللاعيبه اللي بنبيعهم عند أول جول يهز شباكنا (ارجع بالذاكرة لماتش مصر وأمريكا في كأس القارات، أو اكتب في البحث علي اليوتيوب فضيحة عمرو أديب ونجاسة اللاعيبه)... بس لما نكسب كله يجري ويزاحم بكتافه عشان يدخل في الصورة ويتمسح في الإنجاز التاريخي واكتب عندك أنا اللي فتحتلهم باب المجد من أبوابه وأنا اللي كنت بزورهم في التمرين وأنا اللي قلت الأول إن الفريق ده هيعمل حاجة وأنا أكتر واحد بيحبك في الدنيا وطول عمري بحبك.. وهو ده معدن الشعب المصري الأصيل، وهي دي هي فرحة الدنيا دق يا قلبي غني يا عنية.. وتحيا الهلال مع الصليب وبكرة تروق وتحلي، وبلوا الشربات وبلوا ريقكم وهاتوا آخركم في الفرحة عشان فيه سنتين عجاف مش هنشم فيها ريحتها... إنما هنشم كمان شهرين في أبريل ريحة الفسيخ مع خبر في كل الجرائد عن ضبط كميات من الفسيخ الفاسد وتحذير للشعب المصري من أكل الفسيخ لأنه ضار جدا بالصحة ولأن الحكومة كسلت تلم الكميات الفاسدة الأخري علي أساس إن الشعب المصري هيعمل من الفسيخ الفاسد ده شربات إن شاء الله.