كشف الدكتور"محيي العيسوي"- خبير الأمان النووي بهيئة الطاقة النووية سابقاً - أن مصر شهدت بداية الاهتمام بالطاقة في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر حيث تم بناء السد العالي وكان من أهم مصادر الطاقة وقتها وذلك إيماناً من الرئيس عبد الناصر بأن الطاقة هي أساس الحياة. وأضاف العيسوي في ندوته حول "أهمية الطاقة النووية لمصر" التي أقيمت مساء أمس – الثلاثاء- بحزب الجبهة الديمقراطية وأدارها المهندس "محمد عباس"- أمين أمانة التنمية المجتمعية - أنه في وقتنا الحاضر لم يعد أحداً ينظر إلى المستقبل ولا إلى فوائد الطاقة، فالأحمال تزداد بشكل مستمر والوزارة لا تفعل شئ حيث كانت الوزارات تعتمد على سياسة التحجيم في الاستهلاك بدلاً من أن تفكر في الحصول علي الطاقة من مصادر أخرى مثل الطاقة النووية ، لأن الطاقة المتولدة عن طريق المياه تكون محدودة ، ولابد أن يكون هناك مشروع قومي للطاقة ويجب علي الشعب المصري المطالبة بهذا المشروع والضغط على الحكومة لتنفيذه ويجب عليه أيضاً المساهمة فيه. وعن رأيه في الأقاويل والإشاعات التي تصدرها الدول الأوروبية عن مخاطر الطاقة النووية قال العيسوي خلال ندوته بحزب الجبهة الديمقراطية ، أنها فزاعات تصدرها هذه الدول بأمرمن أمريكا لتخويف وترهيب الدول العربية حتي لا يقوموا ببناء مفاعلات نووية ، ويحصلوا على الطاقة ، لأن الطاقة هي أساس تقدم الدول. وقال أن الاعتماد علي البترول والغاز والفحم في توليد الطاقة لا يجدي لأن الطاقة المستخرجة منهم قليلة لا تفي بإستخدامات الشعب المصري ، ولأن هذه المصادر ستنضب في المستقبل ، فلابد من وجود البديل مثل الطاقة النووية والشمسية وطاقة الرياح ، ولكن الأفضل والأقل تكلفة هي الطاقة النووية ، لأنها أيضاً تقوم عليها صناعات عديدة. وقال أن هذه الطاقة النووية وصلت إلى أعلي شكل من التقدم ولن تزيد عن ذلك وهي مستمرة لفترة طويلة جداً ولن تنضب والوقود اللازم لتشغيلها موجود بكميات كبيرة . وأضاف أن"المفاعل" في لغة الصناعة يسمي "بنوع المبرد" فهناك تبريد بالمياه وبالمواتير وبالماء الثقيل ، واشهر المفاعلات الموجودة ، مفاعلات الماء المضغوط والبويلنج . وعن سؤاله عن مدي أمان المفاعل قال أنه آمن جداً ، لأن هناك علوم جديدة للكنترول تقضي بأنه إذا أخذ الحاسب الآلي أمراً خاطئا لا ينفذه ، وهذا لتجنب المخاطر تماماً ، وأيضاً توصل العلماء لمواد تستخدم في الأجزاء المكونة للمفاعل مثل محبس المياه ، وهذه المواد لا تتلف مثل مادة "الميموري ميتر" وهي معدن. وقال أن علم تحليل الخطر يجب أن يدرس للطلبة في الجامعات ، و أن الطاقة النووية أساس تقدم الدولة ، و السد العالي دوره إنتهي في الوقت الحالي و لابد من مصدر متجدد ومتحرر. وحث الشباب على أن يطالبوا الحكومة بالمشروع النووي لأن الكبار يتبعون سياسة التسويف. وعن سؤاله عن المخاطر الناتجة من المنشآت النووية قال أنه من النادر أن تحدث مخاطر أو مشاكل وكل المخاطر يتم السيطرة عليها ، وقال أنه لابد من الإسراع في عمل مفاعل نووي مصري ، لأن هناك عدد من دول الخليج بدؤا في عمل مفاعل وهذا أمر خطير لأنهم سوف يستقطبوا كل الكفاءات والعمالة اللازمة من مصر وذلك سيؤثر علينا بشكل كبير. وبسؤاله عن كيفية تبني حزب الجبهة لمشروع الطاقة النووية ، أجاب أنه لابد وأن يكون للحزب قاعدة شعبية للضغط علي الحكومة وأن يقوم الحزب بلقاء أحد مسئولي المحطات النووية ويتعرف علي المشاكل التي تواجههم ويتبني حلها،ويجب أيضا أن يقوم الحزب بحملة لتوعية الشعب وتعريفه بأهمية الطاقة النووية.