بسقوط نظام الطاغية الثالث – معمر القذافي - اليوم في ليبيا وانتهاء عصره إلي الأبد دونما رجعة، ازدهر ربيع الثورات العربية من جديد بانتصار ثورة عربية أبية قدمت الشهداء والتضحيات علي مدار سبعة اشهر مضت . انتصرت الثورة الليبية علي ديكتاتور دموي مجنون و مريض نفسيا، هذا الديكتاتور الذي رهن إرادة شعبه طول أكثر من أربعين عاما بنظريات فاشلة و مراهقة، و منع عنه حقه في الحرية و الكرامة و امتلأت سجونه بآلاف من أبناء ليبيا الذين لم يفعلوا أكثر من أنهم عارضوا حكمه الديكتاتوري المستبد الفاسد . بسقوط ثالث طاغية عربي – بعد مبارك و بن علي – كرست الأمة العربية واقعها الجديد الذي نستطيع أن نختصره في عدة نقاط : أولا : انتهي تماما عصر الديكتاتوريات و القهر و الاستبداد و كسرت الجماهير حاجز الخوف و لم تعد تجدي نظريات القمع المدججة بالجنود و الاعتقالات و السجن و التعذيب ، و لم يعد هناك نظام عربي واحد محصنا من الثورة التي ستطيح به و بفساد نظامه . ثانيا : لم تعد تجدي نظريات بائسة فرضت نفسها علي المشهد العربي طيلة أكثر من اربعين عاما ، هذه النظريات التي تقوم علي أن هناك أنظمة ممانعة تقاتل من اجل الأمة العربية و تحرير فلسطين و تقاوم محاولات القوي الغربية السيطرة علي الوطن العربي ، فقد ثبت بالدليل القاطع ان هذه الأنظمة هي العبء الأكبر علي الأمة العربية و هي التي أخرت تحرير فلسطين عشرات السنوات و هي التي سلمت الأمة العربية إلي أعدائها بنشر الفقر و المرض و الانكسار و القمع و التخلف فضلا عن سحق كرامة الإنسان ، و قد كان واضحا أن الدول التي حررتها الثورات ستكون اقوي في مواجهة إسرائيل و ستكون أكثر تحررا و كرامة و نفوذا و قد كان في مصر بعد الثورة الدليل الأكبر و قدرتها علي مواجهة إسرائيل بدرجة اكبر مما كان قبل الثورة . ثالثا : أصبح من المؤكد أن الثورات العربية التي تعم الوطن العربي هدفها الأول و الأخير هو تحرير الإنسان من الذل و الهوان و تحرير الأوطان من مصيدة التبعية و و التخلف . رابعا : أصبح مؤكدا أن الثورات العربية مؤهلة لأن تنتشر بشكل اكبر لتشمل دول عربية أخري ، لتصبح بالفعل هي الموجة الرابعة للتحول الديمقراطي في العالم فقد كانت الموجة الأولي في عام 1776مع الثورة الأمريكية ثم كانت الموجة الثانية في أعقاب الحرب العالمية الثانية و كانت الثالثة في الفترة من منتصف السبعينيات و حتي منتصف التسعينيات و هي الموجة التي شملت دول شرق أوروبا ثم كانت الثورات العربية الأبية هي الموجة الرابعة للتحول الديمقراطي في العالم . مبروك للعشب الليبي سقوط الطاغية المجنون و أسرته و نظامه المستبد ، و مبروك للأمة العربية انتصار ثورتها الثالثة ، و قد فتح هذا الانتصار المذهل الباب لانتصار ثورات قائمة بالفعل في سوريا و اليمن و البحرين و أجج – بالتأكيد – إرادة النصر عند شعوب عربية ما زالت تنتظر ما سيحدث و أكاد أراها تستعد للانتفاض و فرض كلمتها و دخول التاريخ من بابه المضيء . عاشت الأمة العربية وعاشت الثورة الباسلة .