طالب حزب الحرية والعدالة المنبثق من جماعة الإخوان بترشيد الخطاب السياسي من كافة الأطراف، حتى يكون هذا الخطاب له دور فاعل في تأسيس وتعميق التوافق الوطني، بما يسمح لكل طرف بإعلان تصوراته ورؤيته، دون إقصاء لأحد. لذا يرى الحزب أن بعض القوى السياسية التي تركز على تعميق الاختلافات، وتحاول نشر حالة من التخويف في المجتمع، خاصة تجاه الحركة الإسلامية،والتي تلحق ضرارا بالوطن كله، كما أنها تلحق ضرارا بدورها السياسي . وقال الحزب على لسان رئيسه الدكتور محمد مرسي مصر تمر بالعديد من الأحداث المتلاحقة، والتي تعتبر ملمح من ملامح المرحلة الانتقالية ومنها الدعوة إلى مظاهرة لتأكيد مدنية الدولة، والتي تسمى بعدة أسماء من بينها مظاهرة في حب مصر. وأكد الحزب على أن المظاهرات هي وسيلة من وسائل التعبير عن الرأي، وهي حق مكفول للجميع، كما أكد أنه يسعى مع جميع القوى الوطنية في مصر، من أجل بناء دولة دستورية ديمقراطية، يكون الحكم فيها مدنيا، رافضا كل أشكال الحكم العسكري أو المستبد، أيا كانت المرجعية التي يستند لها. كما يؤكد الحزب أهمية أن تتوجه الجهود إلى البناء، ولا تقتصر فقط على المظاهرات، و أن الخلاف السياسي مكانه داخل العملية السياسية، حيث تحسمه صناديق الاقتراع، وأن الخروج إلى الشارع لحسم الخلافات السياسية، ليس هو الممارسة الديمقراطية التي نتمنى ترسيخها،مؤكدا أن الحرية التي تشهدها مصر تسع الجميع، مؤكدا أن الحزب يحترم كل القوى السياسية والمجتمعية، ويحترم حقها في التعبير عن الرأي والقيام بدروها السياسي، بل ويرى الحزب أهمية مشاركة كل مكونات المجتمع في العمل السياسي. لذا فلا توجد خصومة بين الحزب وبين أي قوى سياسية أو مجتمعية، بما في ذلك الطرق الصوفية كما يؤكد الحزب على أهمية حل الخلافات التي تنشأ بين القوى الإسلامية، من خلال الحوار والتفاهم، خاصة ما يثار من خلافات بين التيار السلفي والطرق الصوفية، لأن التوافق بين القوى الإسلامية ضروري، كجزء من التوافق الوطني العام، الذي نبغي تأسيسه في المجتمع المصري، حتى يصبح مجتمعا قويا وقادرا على بناء دولة الحرية والعدل. ويؤكد الحزب أنه يشجع كل أشكال التحالف بين القوى السياسية والمجتمعية المختلفة، والتي يجب أن تبنى على القواعد والقواسم المشتركة، أكثر من أن تكون تحالفات قائمة من أجل تعميق الصراعات بين القوى السياسية. والحزب إذ يؤكد على موقفه الداعم لقيام دولة دستورية ديمقراطية ذات مرجعية إسلامية، فإنه يرى أن هوية الدولة محل توافق عام واسع داخل المجتمع المصري، بما في ذلك الطرق الصوفية. و يجب أن تبنى على القواعد والقواسم المشتركة، أكثر من أن تكون تحالفات قائمة من أجل تعميق الصراعات بين القوى السياسية. وعن الإشكالية التي تلاحق الحزب وعلاقته مع جماعة الإخوان المسلمين أكد الحزب أنه مؤسسة مستقلة، تتفق مع جماعة الإخوان المسلمين في المرجعية والهدف ، وأن الحزب هو المعني بالعمل السياسي الحزبي المتخصص للمنافسة على السلطة، كما أكد الحزب أن جماعة الإخوان المسلمين، تمثل القاعدة الاجتماعية المنظمة الداعمة للحزب، والرافعة الاجتماعية له، وأن الحزب ينسق مع الجماعة ويتعاون معها، في نشاطه في الشارع المصري، لذا فالحزب ينسق ويتعاون مع جماعة الإخوان المسلمين في إدارة العملية الانتخابية، حيث أن الجماعة تمثل العمق المجتمعي الداعم له، وهو أمر لا يخل باستقلالية الحزب، واستقلالية قراره، ولكن يدعم دوره المجتمعي، وعمقه الانتخابي، لذا يؤكد الحزب أن علاقة التعاون بين الحزب وجماعة الإخوان المسلمين، لا تنفي الاستقلال، بل تؤكده.