قامت قوات من الجيش والأمن صباح اليوم –الأربعاء- باقتحام مدن زملكا وعربين وحمورية في ريف دمشق، حسبما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال المرصد ومقره لندن إن قوات الأمن قامت بمصادرة جميع الدراجات النارية وبدأت حملة اعتقال كبيرة، حيث تسمع أصوات الرصاص مسموعة حتى المدن المحيطة. وأضاف أن هناك قطعا كاملا للاتصالات عن المدن والبدء بحملة مداهمات للبيوت واعتقالات منذ الساعة الخامسة فجراً بالتوقيت المحلي. كما قالت مصادر إعلامية سورية معارضة إن أرتالا من الدبابات قامت بعملية تطويق كاملة لحي المطار في مدينة دير الزور مع بدء سماع دوي انفجارات قوية في المنطقة. وكانت أنباء أفادت باقتحام الدبابات السورية بلدة بينيش القريبة من الحدود مع تركيا، وقال ناشطون معارضون في سورية إن واحداً وعشرين شخصاً على الأقل لقوا حتفهم برصاص قوات الأمن أمس- الثلاثاء-، منهم سبعة عشر في مدينة دير الزور وحدها. من جهة أخرى أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن الولاياتالمتحدة تجري مفاوضات مع شركائها من أجل تشديد العقوبات المفروضة على نظام الرئيس السوري بشار الأسد بسبب "قمع" للمتظاهرين. وقالت المتحدثة باسم الوزارة فيكتوريا نالاند في مؤتمر صحفي إنه من المؤسف" أن يكون الرئيس الأسد لا يسمع كما يبدو صوت إدانة المجتمع الدولي الذي يزداد في حدته ومداه وفي عدد الدول التي تعلن عن مواقفها". وأشارت إلى الولاياتالمتحدة سبق لها وأن فرضت على غرار دول أخرى "عقوبات كبيرة" على نظام الأسد ومسؤولين في نظامه. وأضافت :"نريد مواصلة العمل مع شركائنا، ولا سيما مع أولئك الذين لديهم مصالح اقتصادية في المنطقة، من أجل تشديد هذه العقوبات ما زلنا نعتقد أن عملا إضافيا في الأممالمتحدة قد يكون مفيدا". كما أكدت المتحدثة أن فريد هوف المسؤول الكبير في الخارجية الأمريكية زار دولا أوروبية عدة وتركيا للبحث في إمكان زيادة الضغوط الاقتصادية على النظام السوري ولا سيما تشديد "العقوبات" عليه. واعتبرت أن دمشق لم تغتنم فرصة اليد الممدودة التي عرضتها عليها الولاياتالمتحدة لدى تولي الرئيس باراك أوباما مقاليد الحكم في2009 . وقالت إن بلادها عرضت نوعا جديدا من الشراكة إذا مكان النظام السوري مستعدا للانفتاح السياسي والعمل من أجل السلام في الشرق الاوسط، وأضافت: "ولكن هذا لم يكن الطريق الذي اختاره الأسد". واعتبرت أن ما يقوم به الرئيس الأسد " مثير للاشمئزاز وخطير ويقود بلده في الاتجاه الخطأ"، مشددة على أن واشنطن لن تجري أي تعاون سياسي أو اقليمي مع النظام السوري". وقالت: "لا يمكن أن يكون هناك أي نوع من الشراكة مع نظام يرتكب مثل هذه الأفعال بحق أبرياء". وأكدت المتحدثة أن واشنطن لا تستدعي سفيرها في دمشق لأنها تريده أن يستمر في إيصال هذه الرسائل إلى السلطات السورية. من جهة أخرى أكد الرئيس السوري بشار الأسد أنه لن يتراجع عن ملاحقة من سماها الجماعات الإرهابية، جاءت تصريحات الاسد بعد جولة من المحادثات استغرقت ست ساعات في دمشق مع وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، الذي طلب من الأسد إنهاء العمليات العسكرية ضد المتظاهرين المدنيين. أنقرة قالت إنها ستراقب الأوضاع خلال الأيام المقبلة. وقال بيان سوري إن الأسد أكد لوزير الخارجية التركي أن سورية "لن تتهاون أجل حماية استقرار الوطن وأمن المواطنين ،ولكنها عازمة أيضا على استكمال خطوات الإصلاح الشامل التي تقوم بها وهي منفتحة على أي مساعدة تقدمها الدول الشقيقة والصديقة على هذا الصعيد". وأوضح البيان أن الرئيس الأسد أطلع داود أوغلو على الأوضاع التي شهدتها بعض المدن السورية نتيجة قيام من قالت إنهم المجموعات الإرهابية المسلحة بقتل المدنيين وعناصر حفظ النظام وترهيب السكان. كما قالت الوكالة السورية إن وزير الخارجية التركي أكد أنه لا ينقل أي رسالة من أي أحد وأن تركيا حريصة على أمن واستقرار سورية مشددا على أن المراحل التي قطعتها العلاقة الاستراتيجية بين البلدين جعلت قيادتي البلدين تشعران بأن أي أمر يحصل في أي منهما هو بمثابة شأن داخلي لدى الآخر. ووصف أوغلو الأساليب التي تستخدمها القوات السورية بأنها غير مقبولة، وطرح الوزير التركي الخطوات التي يتعين على دمشق إتخاذها لوقف نزيف الدم الذي تشهده البلاد. وقال أوغلو في تصريحات للصحفيين في أثناء عودته من دمشق أن حكومته سوف تراقب الأحداث في سورية خلال الأيام القليلة القادمة. ووصف الوزير مباحثاته مع الأسد بأنه كانت صريحة وودية. وأكد أن أنقرة سوف تواصل اتصالاتها مع كل فئات المجتمع السوري،وأضاف الوزير أن تركيا تأمل في انتقال سلمي في سورية يؤدي إلى أن يقرر الشعب السوري مستقبله بنفسه. وقال داود أوغلو للصحافيين في المطار: "نأمل أن يتم اتخاذ تدابير خلال الأيام المقبلة لوضع حد لإراقة الدماء وأن يتم التمهيد للاصلاحات السياسية". وأوضح الوزير التركي أنه نقل إلى الأسد رسالة مكتوبة من الرئيس التركي عبدالله غول ومن رئيس الوزراء رجب طيب . أردوغان ولكنه رفض الافصاح عن مضمونهما، وأضاف: "أن التطورات التي ستشهدها الايام المقبلة ستكون حاسمة بالنسبة لتطلعات تركيا والشعب السوري".