وصفت جماعة الإخوان محاكمة الرئيس المخلوع كحدث تاريخى باعتباره يمثل الحالة الأولى فى العالم العربى التى يحاكم شعب رئيسه بعد خلعه على جرائمه البشعة التى ارتكبها فى حق الشعب والوطن ، وهذا يدل دلالات عديدة : أولا:أن مصر تغيرت تغييرا جوهريا ، حيث تدل هذه المحاكمة على سيادة القانون ، فلم يعد هناك من هو فوق القانون ومن هو تحته ، ومعنى ذلك أن الجميع أصبحوا سواسية أمام القانون . ثانيا:أن مصر أصبحت ترفض الضغوط الخارجية العربية والدولية التى مورست لمنع إتمام هذه المحاكمة، بعدما كانت تأتمر بأمر كثير من الدول فى العهد البائد . ثالثا :أن الإرادة الشعبية هى الغالبة ، فالسيادة للشعب وهو مصدر السلطات ، وهذه الإرادة بإصرارها وصمودها كانت السبب المباشر فى التصدى للضغوط ، وتفعيل القانون . رابعا : أن الشعب المصري أثبت أنه شعب متحضر ، فقد كان بمقدوره أن يثأر لنفسه بيده خارج إطار القانون ، إلا أنه فوض القضاء فى تحقيق القصاص احتراما لسيادة القانون لإقامة العدل وإحقاق الحق .5 خامسا : أن الشعب لم يصر على هذه المحاكمة شماتة فى أحد ، ولكن من أجل القصاص الذى هو ضمان الحياة (ولَكُمْ فِي القِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) إضافة إلى شفاء صدور أهالى الشهداء ، وتنفيس الاحتقان المكبوت داخل أفراد الشعب المصري . سادسا : إن هذه المحاكمة تثبت أن الله هو الملك وأنه يمهل ولا يهمل ، وأنه إذا أخذ الظالم لم يفلته ، وأنها عبرة لكل المتجبرين الطغاة بأنهم سائرون – بإذن الله – إلى نفس المصير . ومن جانبه أوضح الدكتور "محمد سعد الكتاتني "-الأمين العام لحزب الحرية والعدالة- أن محاكمة الرئيس السابق ونجليه ووزير الداخلية الأسبق ومساعديه والتي بدأت اليوم-الأربعاء- تعتبر حدثًا فريدًا في تاريخ الحياة السياسية المصرية ، وانتصارًا جديدًا لإرادة الشعب المصري بعد ثورة 25 يناير يناير 2011 التي تأتي محاكمة هذه الشخصيات على رأس مطالبه منذ اندلاع الثورة . واعتبر الدكتور الكتاتني أن مثول هذه الشخصيات داخل قفص المحاكمة ومطالعة ملايين المشاهدين لها عبر شاشة التليفزيون بثت الطمأنينة في نفوس الشعب المصري بأن العدالة تأخذ مجراها ، وأنه لن يفلت مجرم بجريمته مهما كان منصبه . وأوضح الدكتور الكتاتني أن الاستمرار في هذا النهج كفيل بمد جسور قوية من الثقة بين الشعب والسلطة الحاكمة في مصر خلال هذه الفترة ، وهي ثقة يجب الدفع في اتجاه ترسيخها ؛ لأنها ستكون بوابة إلى البدء في مرحلة البناء والتنمية على كافة الأصعدة وفي جميع المجالات . وأضاف الأمين العام للحزب : إنه إذا كان ما حدث اليوم من محاكمات خطوة جيدة في إطار معاقبة قاتلي المتظاهرين خلال أيام الثورة فإنه من الضروري عدم إفلاتهم من العقاب عن جرائم تزوير الانتخابات وإفساد الحياة السياسية والاقتصادية في مصر خلال العقود الماضية ، حيث لا تقل هذه الجرائم في خطورتها عن جرائم القتل أو نهب الأموال .