وحد النصر الجمهور المصري، لكنها أيام وسيدب الخلاف بشكل سيطعم البرامج الرياضية عيشًا طازجًا، فبعد أن استقر في الوجدان أن (الأهلي فوق الجميع) فرض «جدو» شعارًا جديدًا وهو أن (الاتحاد سيد البلد)، سباق الشعارات سيستمر فترة ولن يشارك فيه أحد غير الناديين ولا تتوقع أن تسمع فيه كلمة للزمالك لأنه قال كلمته منذ زمن (الزمالك يمرض ولا يموت). وحد النصر طريقة التفكير بين الناس، فالكل يتمني أن نستثمر هذه الفرحة وهذا التوحد والوهج الذي شهدته الشوارع المصرية في شيء آخر غير الكرة، والحقيقة أن الكلام نفسه سمعناه في 2006 وفي 2008 وخلال هذه السنوات الأربع لم نستثمر هذه الروح إلا في الكرة فقط، بل إنه لن يسمح للمصريين بالاتحاد والتضامن بهذا الشكل إلا في حالة فوز المنتخب، إذا كان المدونين والنشطاء المصريين عندما قرروا أن يسافروا إلي نجع حمادي ليتضامنوا مع أشقائهم الأقباط تم القبض عليهم! وحد النصر بين كل مكاتب التلغراف في الجمهورية، الصيغة واحدة وعنوان المرسل إليه واحد، حتي اللاعبين أنفسهم كلما تكلم واحد منهم كان يهنئ ويهدي النصر للسيد الرئيس ..اللي ما فيه واحد منهم فكر أن يهدي الكأس إلي والدته التي تعبت فيه ومعه أكثر من كل رؤساء العالم! وحد النصر جهود الأيدي العاملة في مجال البيروسول فازداد إنتاجهم خلال الأسبوع الماضي لتغطية احتياجات المحتفلين، الناس عايزة تفرح وشعار الفرح (ولعها ولعها)، يظن البعض أنها الفرحة لكنني أؤمن تماما أنه العقل الباطن. وحد النصر بين المسلمين وجعلهم يخرجون بالأعلام وقد نزعوا منها النسر وكتبوا علي المساحة البيضاء (يا حبيبي يا رسول الله)، لكننا نحتاج إلي نصر يوحد المسلمين والمسيحيين، تري كيف سيكون رد الفعل عندما يقود هاني رمزي منتخب الشباب إلي البطولة المقبلة، وهو يقف علي خط الملعب يقول بإيمان وبصدق (الله يا عدرا)؟. وحد النصر بين شاشات التليفزيون وأصبحت مضخة للمشاعر الوطنية والأغنيات المؤثرة، ستكبر الأجيال الجديدة واسم مصر محفور في قلوبها بسن البرجل، المشكلة أنه بمرور الوقت سيصبح هدف «جدو» في غانا مثيرا للقشعريرة أكثر من مشهد عبور القناة، وأن مشهد جمال مبارك يهلل فرحا في المدرجات سيصبح أكثر إثارة للوطنية من مشهد جمال عبد الناصر وهو يصدر قرار التأميم، وأن سجدة أحمد فتحي علي أرضية ستاد بانجيلا ستجري معها الدموع أكثر من مشهد سجدة أول جندي مصري تطأ قدماه أرض سيناء في أكتوبر. وحد النصر بيننا وفرحنا وانشغلنا بالفرحة، لأننا مصريون بجد، نفرح ونسخر من فرحتنا، نفرح ونقول اللهم اجعله خير، نفرح يومين ونعيش عليهم، لكننا طيبون ولهذا كان هناك شخص ما مصري بالبطاقة أذكي مننا جميعًا قرر أن يستغل انشغالنا بالفرحة حتي الصباح ليسلب البلد في اليوم التالي أوضح ما تملك ..آثارها.