"ثورة ثورة حتى العصر" هكذا قرر الإخوان ورفض السلفيون وأمدوها إلى المغرب، وانتهى اليوم بمشاحنات كادت أن تصل للمصادمات وحتى كتابة هذه السطور كان السلفيون وأعضاء الجماعة الإسلامية مستمرين في التواجد بالميدان ولم ينسحبوا بالرغم من فض منصاتهم للفاعليات. جيفارا كان كلمة السر في مشاحنات آخر اليوم بين بعض الإسلاميين وشباب القوى المدنية الذين قرروا أن يقوموا بمسيرات داخل الميدان وخارجه. ففي داخل الميدان انطلقت مسيرة تهتف "مدنية ..مدنية" أحاطهم العشرات من شباب القوى الإسلامية لمنعهم من استكمال المسيرة خاصة وأن أحدهم كان يحمل صورة لجيفارا غير أن اللجان الشعبية الإسلامية ولجان شعبية من المعتصمين قامت بالفصل بينهم لمنع الاحتكاكات التي كادت أن تصل إلى مصادمات. وجيفارا في شارع طلعت حرب أيضا كان السبب في حدوث احتكاكات بين سلفيين وشباب آخرين كانوا يرتدوا قمصانا مطبوع عليها صورة الثائر الأرجنتيني جيفارا، الشباب قاموا بالسخرية من ترديد البعض هتافات تدعو لأسلمة الدولة، وهو ما رد عليه بعض الشباب السلفيين قائلين "على الأقل احنا مبنقبضش يا بتوع أمريكا، وقام الشباب الآخرون بالرد قائلين "انتوا كنتوا فين يوم 25 يناير". ومن نفس الشارع دخل الشيخ محمد حسان إلى ميدان التحرير والتف حوله المتظاهرين وهتفوا "يا حسان ياحسان المسلمين في الميدان" ولكن الضغط والحضور الكبير جعل حسان يخرج من الميدان بعد دقائق ولم ينزل من السيارة وبالرغم من منع السلفيين لأي شخص للصعود على منصة ائتلاف شباب الثورة التي يديرها حركة العدالة والحرية وكانوا يلتفوا حول المنصة ويهتفوا "إسلامية إسلامية.. انزل انزل". إلا أن مصطفى شوقي ومحمد القصاص عضوا المكتب التنفيذي لائتلاف شباب الثورة أن الائتلاف والقوى السياسية مستمرة في الاعتصام وأن تعليقهم للفاعليات بسبب نقد القوى الإسلامية للاتفاق المسبق بين القوى أمس الجمعة. وقبل دقائق من إنهاء المنصات عملها دارت مسيرة لمنتقبات يهتفوا ويلتف حولهم العشرات من اللجان الشعبية. وكانوا يهتفوا "إسلامية إسلامية لا مدنية ولا علمانية"، "الشعب يريد تطبيق الشريعة". وكانت تلك الهتافات التي رفعها الحضور مع خطبه للداعية السلفي الشهير حازم شومان الذي قال على إحدى المنصات: "الشعب يريد تطبيق شرع الله في أرضه وأوجه رسالتي للمصريين الذين لم يخرجوا من منازلهم عليكم أن تخرجوا لتطالبوا بتطبيق الشريعة في مصر". شومان لم يتوقف عند هذا الحد لكنه طالب بالتصدي لمن وصفهم بالعلمانيين والليبراليين والملحدين، قائلا مصر دولة إسلامية وستظل كذلك، وهنا هتف السلفيون "الصحافة فين الإسلام أهو"، "الشعب يريد تطبيق شرع الله".