ينجح كتاب السيناريو أحياناً في ابتكار شخصية جذابة ساحرة سينمائياً، لكنهم يخفقون في صنع حدوتة درامية تليق بها، لهذا يظل حضور الشخصية فى الفيلم أكثر من حضور أي عنصر أخر، تخرج من مثل هذا الفيلم ممتن من البطل، لكن بلا مشهد محدد انطبع في ذاكرتك، أو جملة حوارية جذابة تلح على عقلك، أو حتى قفشة كوميدية ذكية تدفعك للضحك حينما تتذكرها، هذه هي المشكلة الرئيسية في فيلم كاميرون دياز الأخير (مُدرسة سيئة) Bad Teacher حيث يمثل حضورها الشخصي وخفة ظلها أهم عناصر الفيلم، وربما هي السبب الوحيد خلف نجاحه، والفيلم دراما سيئة عن مدرسة سيئة، يقف الفيلم في مساحة هشة بين الفيلم الكوميدي والسيت كوم التليفزيوني، وربما يعود ذلك إلى أن مخرجه جاك كاسادان صاحب تجربة تليفزيونية بالأساس، والفيلم عموماً يعاني من سيناريو فقير للغاية رغم كل منح وعطايا كاميرون دياز الكوميدية والأنثوية لمشاهد الفيلم. تقدم كاميرون دياز شخصية اليزابيث المعلمة الشابة الحسناء الوقحة شديدة الأنانية التي تتناقض سلوكياتها مع أي صورة يمكن أن تتخيلها لمعلمة في مدرسة إعدادية، الفيلم به لحظات مرح وقفشات كوميدية لامعة بين الحين والأخر، وهناك حس كوميدي واضح لدى المخرج، لكن في أحيان كثيرة يفلت هذا الحس الكوميدي منه فتبدو بعض مشاهد الفيلم فاترة للغاية. نحن أمام مدرسة آخر شىء تلتفت إليه هو تعليم تلاميذها، همها الأول جني المال لإجراء جراحة تكبير للثدي، والبحث عن عريس غني ينفق عليها، تعتمد الكوميديا في الفيلم بصورة أساسية على تناقض تصرفات المدرسة الفوضوية وسلوكها السىء داخل الفصل، بالإضافة إلى سلوكها الوقح مع زملائها الذين يحاولون التودد إليها، من مميزات الفيلم الاختيار الجيد لمجموعة العمل التي تجسد شخصيات الفيلم، لكن لم يمنحهم السيناريو مساحات كافية للتمثيل، فقد كانت الكاميرا تلهث خلف كاميرون دياز في أغلب مشاهد الفيلم، منافسة البطلة الوحيدة هي الممثلة لوسي بانش زميلة اليزابيث وعدوتها اللدودة، وقد نافست بأدائها كاميرون دياز، وكان لها حضور كوميدي مميز على الشاشة، و الفيلم يضم المغني جاستن تمبرلاك والممثل جيسون سيجال.