صباح جديد في ميدان التحرير، صباح مملوء بالثورة الباقية كالسندان، القوية كالفولاذ، الحمراء كالجمر، العميقة كالحب الوحشي للوطن، كما قال عنها أرنستو جيفارا لليوم الخامس على التوالي يواصل الآلاف في ميدان التحرير اعتصامهم واستعدادا للمليونية التي دعا إليها شباب الثورة أول أمس الإثنين، رافعين شعار "تغيير.. حرية .. عدالة اجتماعية" ومتمسكين بمطالب "محاكمة قتلة الشهداء ومحاكمة رموز مبارك ونظامه محاكمة عاجلة وعادلة وعلنية أيضا. ورغم تواصل درجات الحرارة في ارتفاعها وتواصل الشمس في إرسال أشعتها الحارقة على رؤوس المعتصمين، واصل الثوار في ميدان التحرير اعتصامهم وترديد هتافاتهم، وواصلت اللجان الشعبية عملها في تفتيش القادمين إلى الميدان، وذلك على مداخل التحرير وعلى مخارج محطة مترو السادات. وفي خيمة مقابلة لمجمع التحرير، قام شباب اللجان الشعبية بوضع 2 من البلطجية، يحملان أسلحة بيضاء، وذلك استعدادا لتسليمهم إلى الشرطة العسكرية، أحدهم اسمه إسلام مصبح حسين من الزاوية الحمراء، والثاني قال عن نفسه محمد لكن شباب اللجان قرروا على الجانب الآخر أصدر حزب الجبهة بيانا أعلن فيه رفضه لبيان عصام شرف رئيس الوزراء واستمراره في الاعتصام وطالب الجبهة في بيانه بتشكيل حكومة توافق وطني تمثل فيها جميع القوى الثورية بشرط تمثيل الحركات والأحزاب المشاركة في الاعتصام والامتناع عن ترشيح الحزب الوطني المنحل. كما رفضت حركتا شباب عدالة وحرية و6 أبريل - الجبهة الديمقراطية - بيان شرف الذي وصفوا حكومته بالغير ثورية والمخيبة لآمال المصريين، قائلين عن شرف أنه "مستسلم لقرارات المجلس العسكري". من ناحية أخرى قررت لجنة الحريات بنقابة المحامين عمل خيمة بميدان التحرير للاعتصام بالميدان لحين تحقيق مطالب الثورة. فيما أصدرت حركة ثوار ماسبيرو بيانا طالبت فيه بالإسراع في تشكيل مجلس رئاسي مدني وطرحت أسماء عددا من رموز القوى الوطنية والسياسية على رأسهم حازم الببلاوي وحسام عيسى والمستشار زكريا عبد العزيز واللواء محسن الفنجري، إضافة إلى تشكيل حكومة تعبر عن شرعية وطموحات الثورة المصرية واختارت الحركة أن يكون عبد الحليم قنديل - المنسق الأسبق لحركة كفاية رئيسا للوزراء والمستشار هشام جنينة وزيرا للعدل، وأحمد زويل وزيرا للبحث العلمي وأحمد النجار وزيرا للاقتصاد.