كان من الممكن أن تصبح «حنان ترك» هي النجمة الأولي علي خريطة «خالد يوسف» لولا أن كل منهما اختار طريقاً يتناقض مع الآخر.. «حنان» كانت هي أيضاً النجمة الشابة رقم واحد لدي أستاذها «يوسف شاهين» لكنها لم تكمل المشوار بإرادتها.. «حنان» لعبت بطولة أول أفلام خالد «العاصفة» ثم ثاني أفلامه «زواج بقرار جمهوري» وكانت المرشحة الأولي لفيلمه الثالث «أنت عمري».. تفرقا بسبب الحجاب الذي ارتدته «حنان».. «خالد» لا يرفض ارتداء الحجاب ولكن يرفض فرض قانون الحجاب علي الفيلم السينمائي فهو مثلاً تحمس للفنانة «سهير البابلي» لكي تشارك بطولة فيلمه «حين ميسرة» في الدور الذي لعبته «هالة فاخر» ولم تكن ستخلع الحجاب ولكن بسبب تفاصيل فنية أخري لم يكملا الطريق.. كل من «حنان» و«خالد» عندما يتعرض الأمر للحديث عن الحجاب بين القبول والرفض يستشهدا بالسينما الإيرانية «حنان» تنظر إلي أن ارتداء الممثلات الحجاب هو السر في تبوء السينما الإيرانية هذه المكانة في العالم أجمع رغم أن سر السينما الإيرانية أنها قدمت لنا عدداً من المخرجين أمثال «عباس كيروستامي»، «محسن مخلباف»، «مجيد المجيدي»، «سميرة مخلباف» وغيرهم امتلكوا رؤية خاصة جداً في القضايا التي يتناولونها.. صحيح أن أفلامهم ملتزمة ليس فقط بارتداء البطلات الحجاب ولكن أيضاً بتحريم استخدام العنف الزائد.. أفلام تتحدث عن الحياة مثل «طعم الكرز» الحاصل علي جائزة «السعفة الذهبية» من مهرجان «كان».. أيضاً إيران لديها أفلام أخري خارج نطاق الدولة مثل «القطط الباريسية» الذي عرض في «كان» صور في إيران ثم تم تهريب النسخة إلي باريس وهو ينتقد كبت الحريات في إيران قبل عامين أيضاً عرض في «كان» فيلم معارض للنظام «بلاد فارس» ورغم ذلك فإن السينما الإيرانية داخل الدولة قدمت فيلماً مثل «أغنية العصفور الدوري» لمجيد المجيدي في مهرجان برلين حصل علي جائزة أحسن ممثل.. «خالد يوسف» عندما تنتقد أفلامه بسبب مشاهد جريئة هكذا يطلقون عليها وأنا اعتبرها مشاهد عري مجاني ومأزق هذه الأفلام ليس في العري ولكن في مجانيته فهذه ليست جرأة.. خط دفاع «خالد يوسف» علي الفور هو ورقة السينما الإيرانية مؤكداً هل تريدونها سينما شيعية فهو لا يري في السينما الإيرانية سوي المرأة المحجبة.. ويغفل «خالد» أن السينما الإيرانية لم تنجح بالحجاب ولا يمكن أن يتكرر ذلك في السينما المصرية حيث إن لدينا فيلماً واحداً خضع مباشرة لقانون الحجاب «كامل الأوصاف» بطولة «حلا شيحة» التي فرضت إرادتها علي المخرج وعلي كل تفاصيل العمل الفني.. لاقي الفيلم فشلاً ذريعاً ونسيناه بينما لا ينسي أحد لحلا شيحة فيلمها «السلم والثعبان» لطارق العريان.. السينما الإيرانية لا تساوي الحجاب ارتدته أم خلعته ولكنها تألقت بالفكر الكامن خلف الحجاب!!