رقص عشرات الالاف من مواطني جنوب السودان ورددوا الهتافات احتفالا باعلان دولتهم الجديدة استقلالها يوم السبت وتحقق الانفصال عن الشمال بشق الانفس ولكنه يدخل المنطقة في فترة جديدة من عدم اليقين. ووقف رئيس جنوب السودان سلفا كير الى جوار خصمه القديم في الحرب الاهلية الرئيس عمر حسن البشير الذي اضحى رئيسا للشمال فقط الان في الاحتفال باعلان ميلاد الدولة الجديدة. وحصل جنوب السودان على الاستقلال في استفتاء اجري في يناير تتويجا لاتفاق سلام انهى عقودا من الحرب الاهلية مع الشمال. وفي البداية حاولت قوات الامن السيطرة على الشوارع الترابية في جوبا عاصمة الجنوب ولكنها تراجعت امام حركة الحشود المبتهجة التي لوحت بالاعلام ورقصت وتغنت بالحرية. وقال الاعلان الرسمي للاستقلال الذي قرأه رئيس البرلمان جيمس واني ايجا "نحن الممثلون المنتخبون ديمقراطيا للشعب نعلن هنا جنوب السودان دولة مستقلة وذات سيادة" فيما انزل علم السودان ورفع علم جنوب السودان وعزف السلام الوطني للدولة الوليدة. وادي سلفا كير اليمين الدستورية. وكان وجود البشير الذي دعا لبقاء أكبر دولة افريقية من حيث المساحة موحدة مؤشر مهم على النوايا الحسنة لكنه يسبب احراجا لبعض الدبلوماسيين الغربيين نظرا لان المحكمة الجنائية الدولية اصدرت مذكرة اعتقال بحق البشير لاتهامه بارتكاب جرائم حرب في دارفور. وضمن الشخصيات البارزة التي حضرت الاحتفال الامين العام لمنظمة الاممالمتحدة بان جي مون وزعماء نحو 30 دولة افريقية. وفي مؤشر محتمل على تحالفات جديدة في السودان تضمن الحشد نحو 200 من مؤيدي زعيم متمردي دارفور عبد الواحد النور الذي تقاتل قواته الخرطوم في تمرد اندلع قبل ثمانية اعوام على حدود جنوب السودان مع الشمال و قد هنأ الرئيس السوداني عمر حسن البشير جنوب السودان بالاستقلال يوم السبت ودعا إلى علاقات جوار طيبة في الاحتفال الذي اقيم بمناسبة انفصال جنوب السودان عن شماله. وأصبح السودان أول دولة تعترف بالجنوب يوم الجمعة قبل ساعات من مولد الدولة الجديدة في لمحة لحسن النية من الشمال الذي حارب قوى الانفصال على مدى عدة عقود. وقال البشير أمام الاف الجنوبيين الذين عبروا عن بهجتهم بعد كلمته انه يهنيء الاشقاء في الجنوب على قيام دولتهم الجديدة. وأضاف انه يشاركهم ابتهاجهم واحتفالهم قائلا "ان ارادة شعب الجنوب يجب ان تحترم." وقال البشير "رغم ايماننا بأن وحدة السودان كانت الافضل والاجدى والانفع لاهلها في الجنوب" فانه يجب حماية المكاسب التي تحققت خلال السنوات الاخيرة نتيجة للاقتناع المشترك بجدوى السلام. وقال رئيس السودان الذي خسر ثلث اراضيه ونحو ثلاثة ارباع احتياطياته النفطية نتيجة للانفصال انه يجب المحافظة على علاقات "ايجابية" من خلال الحفاظ على المصالح الاقتصادية والتجارية المشتركة و علي جانب اخر اعلن الرئيس الامريكي باراك أوباما اعتراف الولاياتالمتحدة بجمهورية جنوب السودان كدولة مستقلة بعد أن انفصلت رسميا عن شمال السودان يوم السبت. وحتى مع اشادة أوباما "بميلاد دولة جديدة" عقب اعلان جنوب السودان استقلاله رسميا احجم الرئيس الامريكي عن اعلان تغييرات فورية في العقوبات الامريكية المفروضة على السودان منذ فترة طويلة والتي كانت تأمل الخرطوم ان ترفع. وجاء بيان أوباما وسط احتفالات صاخبة في جوبا عاصمة جمهوية جنوب السودان الجديدة. ونال جنوب السودان استقلاله في استفتاء اجري في يناير كانون الثاني تتويجا لاتفاق سلام انهى عقودا من الحرب الاهلية مع الشمال. وقال "افخر باعلان اعتراف الولاياتالمتحدة رسميا بجمهورية جنوب السودان كدولة مستقلة ذات سيادة من اليوم التاسع من يوليو 2011." واضاف "اليوم تذكرة بامكانية بزوغ ضوء فجر جديد بعد ظلمات الحرب ولكن ما زالت ثمة توترات خطيرة بين الشمال والجنوب وتتجه المنطقة نحو حقبة جديدة من عدم اليقين." ولم يتفق زعماء الشمال والجنوب بعد على قائمة من القضايا الحساسة ومن اهمها ترسيم الحدود بشكل دقيق ومنطقة أبيي المتنازع عليها وكيفية التعامل مع عائدات النفط شريان الحياة في اقتصاد البلدين. و من جانب آخر نقلت صحيفة "الانتباهة" السودانية الصادرة اليوم أن أحد أبناء رئيس جمهورية جنوب السودان الوليدة سلفاكير ميارديت أعلن إسلامه أمس وقبل يوم واحد من انفصال الجنوب وتعيين والده أول رئيس له ووسط تهليلات وتكبيرات عمت أرجاء المسجد الكبير بالخرطوم، قال جون سلفا إنه جاء من الجنوب ليعلن إسلامه في الخرطوم، داعيا والده أيضا إلى الإسلام. ونقلت صحيفة "الانتباهة" عن جون قوله "لقد أسلمت لأني أريد الجنة، وسأذهب إلى الجنوب وأعمل على نشر الإسلام هناك مع إخوتي المسلمين". ويشار إلى أن جون هو أحد أبناء سلفاكير من زوجته الرابعة، وقام بتغيير اسمه إلى محمد مع إشهار إسلامه، وهو متزوج ويعيش في منطقة "كيج" بجنوب السودان.