أغلق الجهاز الفني للمنتخب الوطني ملف مباراة الجزائر وطالب اللاعبين بالتركيز فيما هو أهم من ذلك بكثير وهو الهدف الأسمي للاحتفاظ باللقب الأفريقي للمرة الثالثة علي التوالي خوفا من الإفراط في الفرحة والاحتفال بالفوز التاريخي علي الجزائر الذي قد يفقد اللاعبين تركيزهم في مباراة غانا غدًا علي كأس البطولة مما يجعلنا نندم في النهاية، الأمر الذي قد يفسد ما حققه المنتخب الوطني حتي الآن، حيث حرص الجهاز الفني علي التوجه مباشرة إلي العاصمة الأنجولية لواندا التي تستضيف المباراة النهائية في السادسة من مساء الغد وذلك للتعود علي الأجواء هناك وخوض المران الرئيسي علي أرضية الملعب اليوم في نفس موعد المباراة. كان الجهاز الفني قد أعطي اللاعبين فرصة الاحتفال بالفوز بعد المباراة مباشرة وهو ما تسبب في إلغاء المران الصباحي، حيث سهر اللاعبون للخروج من الضغط الذي تعرضوا له قبل وأثناء المباراة وذلك رغبة من الجهاز الفني في إعطاء اللاعبين فرصة الاحتفال بالفوز التاريخي علي طريقتهم الخاصة سواء داخل الفندق أو مع ذويهم من خلال الاتصالات التليفونية تعويضًا لهم عن المهانة والضغط العصبي الذي تحملوه طوال الأشهر الماضية بسبب الخروج من تصفيات المونديال لأن الفوز علي الجزائر برباعية لا يعني الوصول للمباراة النهائية فقط ولكنه يعني رد الاعتبار وإعادة الكرامة وتصحيح الأمور من جديد خاصة في ظل إشادة جميع وسائل الإعلام العالمية بمستوي المنتخب المصري وأحقيته في الوجود في المونديال. يأتي ذلك في الوقت الذي لم تتحدد فيه إمكانية مشاركة عماد متعب في مباراة الغد بعد إصابته بشد في العضلة الضامة خلال مباراة الجزائر وخروجه من المباراة مباشرة، حيث حصل اللاعب علي راحة سلبية من مران أمس علي أن يتم التأكد من سلامته وإمكانية مشاركته في المباراة خلال مران اليوم، وإن كان الجهاز الفني بدأ فعليا في تجهيز البديل المناسب للاعب من خلال تجهيز أحمد رؤوف وإعداده نفسيًا للمباراة رغم أن الجهاز الفني لاينوي الدفع به في التشكيل الأساسي علي أن يكون ورقة رابحة علي دكة البدلاء والاعتماد علي محمد ناجي جدو بجوار محمد زيدان من بداية المباراة لأنه الأجهز فنيًا وبدنيًا ولديه طموح المنافسة علي لقب هداف البطولة الذي يتصدره بأربعة أهداف، في حين يبقي التشكيل الأساسي كما هو في ظل ضيق الوقت وعدم إمكانية إدخال عناصر جديدة خاصة قلب الدفاع الذي يتكون من هاني سعيد ووائل جمعة ومحمود فتح الله الذي حصل علي إنذار في مباراة الجزائر ويمكنه المشاركة في مباراة الغد لأن الإنذار الذي حصل عليه في الدور الأول يتم إلغاؤه بعد التأهل للأدوار النهائية حسب اللوائح المنظمة للبطولة. علي الجانب الآخر كثف مسئولو السفارة المصرية في لواندا مجهودهم علي مدار اليومين الماضيين بالتعاون مع سمير زاهر - رئيس اتحاد الكرة - وحسن صقر - رئيس المجلس القومي للرياضة - في توزيع كميات كبيرة من الأعلام المصرية والتيشيرتات علي الجماهير الأنجولية لكسب تعاطفهم خلال المباراة النهائية في مواجهة غانا والاحتمالات الكبيرة لزحف الجماهير الغانية إلي أنجولا لمؤازرة منتخبها في ظل قرب المسافة بين البلدين وسهولة الحركة بين هذه الدول التي تمثل الغرب الأفريقي. وأكد حسن شحاتة - المدير الفني لمنتخب مصر - أن الفوز علي الجزائر أكبر رد علي الذين شككوا في اختياراتنا للاعبين، والذين شككوا في طرق اللعب والخطط التي نؤدي بها، مشددًا علي أن الفوز علي الجزائر بالنتيجة الكبيرة أعاد للكرة المصرية هيبتها، وقال إن المباراة كانت نفسية بدرجة كبيرة وكان الهدف منها إسعاد الجماهير واستعادة هيبة الكرة المصرية لأن الفوز بلقب بطولة أمم أنجولا هو الأمل في الوقت الحالي، وهي نية الجهاز الفني منذ الوصول لأنجولا للحفاظ علي اللقب للمرة الثالثة علي التوالي. واعترف شحاتة بصعوبة المباراة مؤكدًا أن طرد لاعبي الجزائر رفيق حليش ومن بعده نذير بلحاج جعله يشعر بشيء من الاطمئنان، خاصة أن النتيجة كانت تقدم المنتخب بهدف وحيد. وأشاد شحاتة بلاعبيه مؤكدًا أنهم نفذوا التعليمات إلا أنه يأخذ علي البعض منهم الاستهانة بالخصم قبل نهاية المباراة، مما كلفهم إهدار فرص كان من الممكن أن تزيد حصيلة الأهداف. وأرجع شحاتة التغييرات التي أجراها في الشوط الثاني إلي حاجته لتأمين خط الوسط والدفاع تحسبًا لأي هجمات مضادة من الجزائريين. وأشاد شحاتة بالتصرف الحضاري للصحفيين الجزائريين عندما صعدوا إليه في حافلة الفريق عقب المباراة وقدموا له التهنئة وللاعبي فريقه علي التأهل للمباراة النهائية، مؤكداً أنه كان يتمني ملاقاة رابح سعدان عقب المباراة لأنه صنع فريقاً جيداً لكن ذهاب سعدان إلي جماهير الجزائر بعد انتهاء المباراة حال دون لقائه، مضيفاً أنه كلف شوقي غريب بأن يشد علي يد سعدان خلال المؤتمر الصحفي لأنها مباراة في كرة القدم وانتهت دون خلفيات.