واشنطن بوست: الرئيس الأمريكي يحاول تصحيح مسار حزبه بعد سلسلة من الانتكاسات.. والخطاب كان عادياً ومتواضعاً مقارنة بخطاباته السابقة ميشيل أوباما تصفق لزوجها تناولت الصحف الأمريكية الصادرة أمس خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن حالة الاتحاد بكثير من الانتقاد، فقد اعتبرت كبريات الصحف الأمريكية أن أوباما يحاول استعادة بريقه الذي لازمه خلال حملته الانتخابية قبل نحو عام مضي. وقالت صحيفة «واشنطن بوست» المقربة من دوائر صنع القرار في أمريكا إن أوباما سعي في خطابه إلي «استعادة الطاقة التي دفعت به إلي السلطة وعلي تصحيح مسار حزبه بعد سلسلة من الانتكاسات التي حدثت مؤخرا». وتابعت الصحيفة أنه بعد عام من دخول البيت الأبيض بتأييد واسع لخص أوباما سياساته في مهمة مركزية مفردة وهي «استمرار تعافي البلاد اقتصاديا، وخلق الوظائف، وأقر بأن إدارته عانت بعض العقبات والتراجع خلال العام الماضي. وأضافت الصحيفة أن أوباما لم يستغل خطابه في طرح سياسات جديدة طويلة الأمد، بل دعا الكونجرس إلي إنجاز ما بين يديه من مهام. وقالت الصحيفة إن خطاب أوباما كان عاديا ومتواضعا مقارنة بخطاباته السابقة خلال العام الماضي. لكن أقوي ما جاء في الخطاب كان في نهايته عندما طالب الديمقراطيين بالوقوف بقوة للدفاع عن سياساتهم علي الرغم من خسارتهم مقعد الكونجرس عن ولاية ماساتشوستس. من جانبها قالت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» إن أوباما حاول في الخطاب استعادة سحره الذي لازمه في شهره الأول في البيت الأبيض. إلا أن الصحيفة قالت إن قائمة المبادرات التي قدمها أوباما في خطابه كانت مكررة والعديد منها اقترحه سلفاً. وتابعت الصحيفة أن القليل من اقتراحات أوباما كانت قوية. مشيرة إلي أن أوباما اقترح عقد اجتماع دوري بين الحزبين المتناحرين الديمقراطي والجمهوري، لخلق أجواء المصالحة. ونقلت الصحيفة عن مساعد لأوباما رفض الكشف عن اسمه القول إن أوباما لا يري أي إشارة إلي رغبة النواب الجمهوريين في المصالحة معه. من جانبها اعتبرت شبكة سي إن إن الإخبارية الأمريكية أن أوباما حاول في خطابه استمالة الطبقة المتوسطة في البلاد عبر حزمة من الإجراءات. فقد اقترح أوباما تجميد الإنفاق ثلاثة أعوام في بعض البرامج الحكومية، وحدد مجالات لخفض 20 مليار دولار في ميزانية العام المقبل، ودعا مجلس الشيوخ إلي العودة إلي قواعد من شأنها الاستمرار في خفض الإنفاق. بدورها، علقت صحيفة «نيويورك تايمز» في افتتاحيتها أمس علي خطاب الرئيس الأمريكي قائلة إن خطاب حالة الاتحاد الذي أدلي به أوباما أمس الأول في حالة قلق عميق ومبرر خاص بالوظائف والرهون العقارية والحربين الدمويتين في العراق وأفغانستان. وأضافت الافتتاحية أن الرئيس أوباما لم يختلق أيا من هذه المشاكل وأنه لن يستطيع حلها في عام واحد، ورأت الصحيفة أن عام 2009 قدم دروسا قوية وفي بعض الأحيان صادمة لرئيس جديد يكافح من أجل تحقيق وعوده الانتخابية. وتري الافتتاحية أن الرئيس أوباما استخدم أول خطاب له عن حالة الاتحاد ليظهر للولايات المتحدة ما تعلمه من دروس وكيف ينوي الحكم خلال السنوات الثلاث القادمة. وفيما يبدو أنه مدح من الصحيفة لأوباما، قالت نيويورك تايمز إن أوباما كان علي صواب في قراراته الخاصة بالوظائف وإصلاح النظام المالي ووضعهما علي قائمة أولوياته، كما ذكر أوباما أن العالم يشعر بالراحة بأنه ليس جورج بوش، لأنه يتولي كيفية الخروج الضروري من العراق، وأشادت بقراره إرسال المزيد من الجنود إلي أفغانستان ووصفته بالشجاع والقرار السليم. وأبرزت رفضه في خطابه ما يسمي بالاختيار الزائف بين الأمن وحكم القانون. ورأت الصحيفة أن أوباما من خلال خطابه استطاع توبيخ الجمهوريين لمحاولتهم إعاقة مشاريعه والوقوف ضده، كما حمل لهجة تحذير للديمقراطيين من أجل تشديد مواقفهم السياسية، وذكرت الصحيفة أن خطاب أوباما يأتي في وقت عصيب من فترته الرئاسية، خاصة أن الكثير من الأمريكيين بما في ذلك بعض الديمقراطيين يشتكون من أن الرئيس فقد أولوياته أمام الناس العاديين، ولكن أوباما اعترف بأن شكوكهم سليمة كما اعترف بنكساته السياسية.