لا عميد إلا العميد

هو عميد واحد فقط في تاريخ الكرة المصرية (حسام حسن)، مع احترامي لأحمد حسن الذي يستحق كل تقدير لما يتمتع به من روح عالية وأخلاق رفيعة في الملعب، لكن برضه حسام هو العميد لأنه معجزة كروية عابرة للأجيال، يكفي أن حسام حسن نجح فيما فشل فيه أحمد حسن وهو أن يذهب بنا إلي كأس العالم بضربة رأس وهدف صحيح مش مجاملة من حامل الراية، يكفي أنه لم يحرز أبدا هدفا في نفسه وهو خطأ يحول أكبر عميد في العالم إلي موظف إداري في الأرشيف.
حسام حسن هو العميد لأنه ليس ملكا لناد واحد فهو ابن الأهلي الذي قاد الزمالك للبطولات قبل أن يدخل البهجة علي قلوب جمهور الاتحاد الذي غادره إلي بورسعيد ليعيد إلي هذا الجمهور العظيم ثقته في نفسه، حسام حسن هو العميد لان اللاعبين الذين يقفون له انتباها في التدريبات كانوا زملاءه منذ فترة بسيطة في المنتخب، هو العميد لأنه من النادر أن يتحدث عن نفسه وإنجازاته (لم يكن أحمد حسن موفقا بعد انتهاء الشوط الأول من ماتش الكاميرون عندما لم يقدر أن فريقه متعادلا بالعافية ومحاصرا بضراوة في نصف ملعبه ومع ذلك فكر في أن يحتفل بمجده الشخصي بأن رفع فانلة ال170 أمام الكاميرات في أثناء خروجه للاستراحة، الفرق بينه وحسام حسن في مثل هذه اللحظة أن حسام بكل إخلاصه التام لفريقه الذي لا يوجد فيه مساحة لذرة تفكير في المجد الشخصي كان ممكنا أن يحطم هذه الكاميرات)، هو العميد لأنه آخر لاعب في الجيل الذي لم يمسك نصف مليون جنيه علي بعضهم ولم يبن أبراجا سكنية ولم يفكر في استثمار محبة الجميع له في عمل مباراة اعتزال يجني من خلالها كام مليون (موضوع عدم اعتزاله أصلا يعطيني شعورا أنه قد يعود إلي الملاعب مرة أخري وهو قادر ويعملها)، حسام حسن العميد لأنه اللاعب الوحيد الذي لم يستطع الجزائريون أن يمسوه بسوء ولا حتي بتبريقة عين ولو كان موجودا في أم درمان لم يكن المنتخب الجزائري ليقهرنا مثلما فعل لاعبوه مع أحمد حسن في بداية الماتش، هو العميد لان العمادة ليست بأرقام المباريات ولكن بإجماع المصريين (تخيل كام في المائة من المصريين قد يقبلون بعد كام سنة أن يحمل سيد معوض مثلا لقب عميد لاعبي مصر؟)، لقب العميد الذي يحمله حسام حسن سيظل ملتصقا به مثلما التصق بعبد الحليم لقب العندليب صحيح أن عمرو دياب حصد الميوزك أورد عدة مرات بينما لم يخرج حليم من مصر إلا للعلاج لكن من المستحيل أن يسحب عمرو اللقب من حليم واخترع لنفسه لقبا جديدا (الهضبة)، لذلك فلا عميد إلا العميد حسام حسن وعلي أحمد حسن أن يبحث عن رتبة أخري، يمكنه مثلا أن يصبح (مقدم) الكرة المصرية.
بالمناسبة أنا لا أناصر حسام حسن لأنه يدرب الفريق الذي أشجعه ،كنت سأقول الكلام نفسه حتي لو كان أحمد حسن نجم الزمالك، فحسام حسن نوع من اللاعبين محبتهم عابرة للانتماءات مثل أبوتريكة والخطيب وحسن شحاتة وحمص وعلي أبو جريشة، وبالمناسبة أيضا أعتقد أن عبدالواحد السيد لن يري الملعب ثانية في عهد الكابتن حسام وأود أن أذكر الكابتن حسام أن عبدالواحد هو الذي جري ناحية احمد حسن حاملا له فانلة ال170( وربنا يقدرنا علي عمل الخير).