لأنه يمثل رمزا للتعنت الإسرائيلي ووضع العراقيل أمام أي اتفاق سلام أو مفاوضات مع الفلسطينيين لم يشعر المسمتع لخطاب بنيامين نتنياهو رئيس حكومة تل أبيب بالكنيست أمس باي اختلاف او تغيير في مصطلحاته النمطية المتكررة ، حيث تكررت تعبيرات قالها مئات المرات من قبيل ضرورة اعتراف الفلسطينيين بالدولة اليهودية ، وحل قضية اللاجئين خارج حدود إسرائيل دون ان يوضح كيف ستحل قضية لاجئ فلسطيني بعيدا عن ارضه والحل الوحيد هو عودتها له ، وبالتأكيد لم ينسى نتنياهو تعبير " دولة فلسطينية منزوعة السلاح" والحفاظ على الاستيطان وأخيرا أكثر التعبيرات تكرارا منذ عشرات السنين وهو "القدس عاصمة موحدة لإسرائيل " بعبارة أخرى لا جديد في هذا الخطاب ، مجرد حلقة جديدة في سلسلة التعنت الاسرائيلي ومحاولة كسب الوقت لبناء المزيد من المستوطنات في الضفة ، ولأان تل أبيب دولة تتكون من أحزاب مختلفة تحاول جميعا الوصول للسلطة لقمع الفلسطيني اكثر فاكثر كان لابد لزعيمة المعارضة تسيبي ليفني أن تستغل ما يقوله نتنياهو من "أسطوانات متكررة" على سبيل تحقيق شعبية له وسط الإسرائيليين ،والنجاح في اي انتخابات مقبلة ، ليفني ركزت في هجومها على خطاب رئيس وزرائها بأنه ليس اكثر من وسيلة لتدمير التأييد الدولي الذي تتمع به تل أبيب . "نتنياهو يتوجه لواشنطن دون رؤيا او برنامج عمل " " نتنياهو يدمر السلام " هذه بعض الاوصاف التي استخدمتها ليفني للسخرية من شأن خطاب اعلن نتنياهو قبل وصول سيارته للبرلمان الاسرائيلي أنه سيكون خطابا قويا ومؤثرا ، لكن على الرغم من طريقة ليفني في انتقاد نتنياهو كان هناك منافس اخر لها في الهجوم على رئيس حكومة تل أبيب وبشكل اكثر سخرية هو ياريف اوبنهايمر رئيس حركة السلام الآن اليسارية حينما وصف نتنياهو ب"مخلوق لا يتغير" رد الفعل على الصعيد الفلسطيني كان متوقعا وخروج نبيل ابو ردينة وصائب عريقات القياديين بالسلطة الفلسطينية لانتقاد تصريحات نتنياهو ليس بالجديد فهو في النهاية تسجيل موقف لرام الله احتجاجا منها على ما يقوله نتنياهو من نغمات أكل عليها الدهر وشرب ، ابو ردينه وصف الخطاب بأنه شروط مسبقة غير مقبولة ومرفوضة وطالب بالقدس عاصمة للدولة الفلسطينية المقبلة ، بينما تحدث عريقات عن املاءات تل أبيب المرفوضة واختيار نتانياهو للاستيطان بدلا من السلام. لكن ما لم يكن متوقعا هو ما فعله جلعاد اردان الوزير التابع لحزب الليكود حزب نتنياهو الذي انتظر ابو ردينة كي ينهي تصريحاته ليطلق مبادرة قد تكون مقدمة واشعالا لنيران للانتفاضة الثالثة التي تخشى تل ابيب من اندلاعها في اي وقت ، الوزير المتذاكي قرر من تلقاء نفسه أنه اذا خرق الفلسطينيون قواعد اللعبة واعلنوا عن اقامة دولة فلسطينية مستقلة فيجب على اسرائيل فرض سيادتها على الكتل الاستيطانية بالضفة الغربية ، هذا الكلام ليس بالأمر اليسير فهو يعني احتلال المزيد والمزيد من اراضي الضفة وملئها بالمستوطنين .