د. زكي سالم يكتب: من المسئول عن الإنفلات الأمنى؟

ثمة إجابات عدة لهذا السؤال المهم ، فهناك من يلقى بالمسئولية كلها على الثورة والثوار ! أو على أعداء الثورة ، أو على قوى خارجية ، أو وزارة الداخلية ، أو د. عصام شرف ، أو البلطجية ، أو السلفيين ، أو غيرهم . لكنى أرى بوضوح أن هذه المسئولية تقع فى المقام الأول على من يحكم مصر الآن ، وهو المجلس الأعلى
للقوات المسلحة ، فواجبه الأهم فى هذه المرحلة هو تحقيق الأمن فى الشارع المصرى ، ولا يصح أن نصمت – كشعب طيب ومسالم وصبور –على هذا الفراغ الأمنى ، فغياب الأمن لا مبرر له على الإطلاق ، إذ كيف نغلق المعسكرات على أكثر من نصف مليون عسكرى من قوات الأمن المركزى ، وكأنما نخشى عليهم
من نظرات الناس ؟!
لابد من تأمين الأماكن المهمة بقوات مسلحة من الشرطة أو حتى من الجيش ، ولابد من خروج قوات الأمن المركزى فورا من المعسكرات إلى الشوارع والطرق والميادين ، لتحقيق الأمن فى كل مكان فى مصر .
وإذا كان وزير الداخلية غير قادر على مواجهة مشكلة الإنفلات الأمنى ، فعلى رئيس الوزراء ، أو المجلس الأعلى للقوات المسلحة أن يقيله فورا ، ويعين من يقدر على تحقيق الأمن . فمصر الآن فى أشد الحاجة إلى إقرار مبادئ دولة القانون ، فمواد القانون وبنوده يجب أن تسود فوق رؤوس الجميع .
كل أهداف الثورة لما تتحقق بعد ، وبالإرادة الثورية والتخطيط السليم والمثابرة الواعية سنحقق أهداف الثورة جميعا بإذن الله ، لكننا لن نحقق أى تقدم فى مصر المحروسة ، دون أن نحقق الأمن أولا .