مازالت آثار قرار البرلمان الأوروبي بإدانة مصر في شأن حادث نجع حمادي وطلبه حماية الأقباط يتفاعل داخل دوائر السياسة المصرية والحزب الحاكم باعتباره تدخلاً في الشأن الداخلي. وكلف الدكتور فتحي سرور- رئيس مجلس الشعب- لجنة العلاقات الخارجية بعقد اجتماع طارئ لمناقشة القرار.. وبالطبع سيصدر بيان عن الاجتماع يتبناه مجلس الشعب يؤكد أن هذه القضية هي شأن داخلي ويرفض أي نوع من التدخل الأجنبي.. ثم يعود المجلس إلي «الصمت» ولا يطرح أي حلول للقضايا المثارة بما فيها حادث نجع حمادي الذي أزعج الجميع مسلمين ومسيحيين.. ورغم محاولات البعض- بما في ذلك مجلس الشعب واللجنة التي ذهبت إلي نجع حمادي- من اعتباره حادثاً فردياً.. ولا يشعرون بكارثيته وخطورته علي مستوي الوطن الآن وفيما بعد.. وربما قد أدركه الرئيس مبارك نفسه عندما اعترف ولو ضمنياً بطائفية الحادث- علي خلاف مرءوسيه في النظام- في خطابه في عيد العلم يوم الخميس الماضي عندما دعا عقلاء الشعب ودعاته ومفكريه ومثقفيه وإعلامييه إلي تحمل مسئولية كبري في محاصرة الفتنة والجهل والتعصب الأعمي والتصدي لنوازع طائفية مقيتة تهدد وحدة المجتمع وتماسك أبنائه وتسيء لصورة مصر مهد الحضارة والتسامح عبر التاريخ. لكن النظام بتصرفاته هو الذي يسيء إلي سمعة مصر.. ويدعو إلي انتقاد خارجي لسياسات وأمور داخلية. فهل لو كانت هناك ديمقراطية حقيقية.. وانتخابات حرة نزيهة وتداول للسلطة.. كان أحد يجرؤ علي توجيه انتقاد لما يحدث في مصر؟ .. فالعمل بقانون الطوارئ منذ تولي الرئيس مبارك الحكم وحتي الآن.. هو إساءة لسمعة مصر. .. تزوير الانتخابات.. هو إساءة لسمعة مصر. .. التضييق علي الحريات العامة.. هو إساءة لسمعة مصر. .. سوء الأوضاع في السجون.. هو إساءة لسمعة مصر. العمل علي توريث الحكم في نظام جمهوري.. هو إساءة لسمعة مصر. .. عدم اهتمام النظام بمطالب شعبية خاصة بإجراء تعديلات دستورية حقيقية بديلاً عن «الترقيعات» التي أدخلها النظام وخاصة علي المادة 76 الخاصة باختيار رئيس الجمهورية.. هو إساءة لسمعة مصر.. وتدعو بالفعل إلي انتقادات خارجية. فسياسات النظام وأعوانه هي التي تدعو إلي انتقادات للشأن الداخلي المصري. «2»