اسدل أمس الجمعة الستار علي وقائع الموسم الأول من برنامج اكتشاف المواهب "arab's got talent " الذي بدأت قناة mbc4 عرضه في بداية هذا العام، وهو الموسم الذي توّج فيه المصري عمرو قطامش ليحتل المركز الأول، وقد شهدت الحلقة تنافسا شديدا بين اثني عشر متسابقا تنوعت مواهبهم مابين الرسم والشعر والإلقاء والسحر والرقص، وقد أشاد المحكمون بمستوي جميع المشاركين، وقد وصفت نجوي كرم قطامش بأنه قادر علي إضحاك المشاهد وإبكائه في نفس اللحظة ويفعل كل هذا بحرفية شديدة، وحصل قطامش على إشادة كل من عمرو أديب وعلي جابر والأهم أنه حصل على النسبة الأكبر من التصويت. عمرو قطامش الشاعر الحلمنتيشي الذي يقف علي المسرح بكرش كبير وثيابا نصف مهندمة وعلي عينيه نظارة سميكة ويضحك كما الأطفال خطف أنظار ملايين العرب ممن يتابعون البرنامج، يُغرق المشاهد بعبارات حلمنتيشية مضحكة تماما ثم فجأة يقول لهم كلاما كأنه الرثاء متنقلا بسلاسة غير عادية بين مناطق الأسي والسخرية :"ولنقضي علي المليونية أوجدنا حلا وبسرعة وبدون نقاش وجدال قد ألغينا يوم الجمعة.. ولنهدأ ليلا ونننام خلي الأسبوع ست أيام"! عمرو قطامش ذلك الحلمنتيشي الخارج لتوه من رحم الثورة أوجد لنفسه مساحة وسط زحمة المواهب المستهلكة، وصنع جمهورا يبحث عن كل جديده بشغف ويردد وراءه باستمتاع:"يامعشر تجار الثورة لم يبق مكان لغبي ..احترموا الثورة واحترموا شهداء الوطن العربي"، هو نفسه من اخترع عصيرا للثورة ونشيدا للثورة وعدد فضائلها علي الشعب المصري، وقال بحماس:"ولهذا افتخر ببلدي وعرفت هنا معني العزة وتيقنت بأنا يوما وقريبا سنطهر غزة"، ثم يستطرد في شرح معاناة مضحكة للوزراء السارقين ولصوص الحكم، دون أن ينسي أن يصف لهم دواء "الحل ..الفتن المدسوسة وعلاجك قرصان صباحا تأخذهم بعد التشميسة الأول تدعيم القتلة والثاني حرق لكنيسة". الشاعر الفوضوي.. الذي تكاد تجزم أنه يرتجل كل هذا الكلام في لحظة إلقائه بالضبط، ثم بعد لحظات تتأكد أن الموضوع كبير وكبير جدا، الشاب المصري الذي احتفي بالثورة علي مسرح " arab's got talent " شارك في عدة مسرحيات منها "لما روحي طلعت"، وله أشعار كثيرة من بينها "شقاوة عيال، ورسالة من فوق الماء، وخروف الزفة برهوم في كلية العلوم، وغراميات كيميائيه، وانتحار خروف العيد"، وحوريه من جهنم". يؤكد عمرو قطامش أنه يستوحى شعره الحلمنتيشي من صفحات الجرائد اليومية، مضيفا أن السخرية كلها تأتي من مانشيتات الصحف، كما أنه شارك في أكثر من ستاند آب كوميدي وكان يحقق نجاحا، لكن نجاحه هنا شهد عليه ملايين العرب وباركه له الثوار الذين كان يتحدث باسمهم مرة ساخرا ومرة باكيا وهو في كل الأحوال موهبة تستحق التوقف عندها كثيرا. اضغط لمشاهدة الفيديو: اضغط لمشاهدة الفيديو: