ولدت فكرة هذا المقال حين فتحت صفحة الفيس بوك فوجدت أحد الأصدقاء من الشباب الرائع يسأل سؤالاً لكل أصدقائه الذين يقرأون صفحته علي واجهة صفحتهم لأن هذا فلسفة تشابكات صفحات وأفكار وتعبيرات الفيس بوك، وسؤاله العبقري كان :«هو الطيارة فيها كلاكس»؟ لم آخذ السؤال علي محمل الخفة، لأنه حين تتسم كل الأمور بالخفة في هذا البلد فقد آن أوان الجد في الحقيقة، وطفقت أفكر..ومع كثافة حركة الطائرات ونتيجة تكرار الحوادث ربما تكون الفكرة قابلة للمناقشة. لن يكون كلاكس مثل عجلة عم حمزة في عابدين لكن بالتأكيد سيكون الكلاكس تحذيراً مهماً يتفق وطبيعة المجال الجوي . لكن هناك فكرة أخري انبثقت في ذهني أخطر..هل يستخدم المصريون الكلاكس علي الأرض حتي يهمهم التفكير في استخدامه في الفضاء؟ نسبة الحوادث واختراعات القريحة المصرية في الشارع للتحايل علي القانون (والتحايل علي الحقوق) جعلت الكلاكس وظيفته إما الشتيمة..أو يٌستخدم في الأفراح، أوالاحتفال بنصر كروي لأن الانتماء يصبح ظاهرة صوتية بالأساس حين تتحول المواطنة إلي حالة كروية، ولا عزاء للقتلي في نجع حمادي لأن أمن الدولة قبض علي من ذهبوا لتقديم العزاء! فالحكومة تتهم المعارضة دوماً بالركن في الممنوع..وشغل حيز في الشارع يعطل حركة المرور(بجد هذه التهم المعتادة في المظاهرات). هناك شاب عبقري كتب مؤخرًا مجموعة قصصية عنوانها:«احترس مصر ترجع إلي الخلف»، وليت عندنا نظام تحذير مثل الذي يستخدمه البعض في سياراتهم عند العودة «مارشدير» فيطلق صوتاً يردد هذه الجملة لأنه واضح أن فلسفة النظام تعتمد الآن علي السير عكس الطريق (في الاتجاه المعاكس للإرادة الشعبية) وعلي سرعة تتجاوز الحدود المسموح بها دوليا ً..وأخلاقياً. أرسل لي صديق يساري «فيديو» علي اليوتيوب لشيخ الأزهر يصرح فيه في حوار تليفزيوني بعد مصافحته لبيريز بأنه لن يرد علي هذه الأسئلة التي تصدر من ناس أحقر من أن يرد عليهم ويردد ألفاظاً بذيئة لا تليق بشيخ زاوية في حي شعبي، وكان رده شأن حصار غزة «واحنا مالنا»!، لكن أعتقد أن قصب السبق سيظل لوزير المالية الذي قال إن أصحاب العمارات التي قرر المحافظ إزالتها لأنها لا توافق القانون ( قانون الإسكان الذي ينصف الأغنياء ويصادر حقوق السكن للغلابة).. فهل تم تشييدها في السر؟ لكن تفوق عليهما معاً وزير الخارجية حين صرح في الصفحة الأولي من الأهرام بأن تشييد إسرائيل جداراً علي الحدود لا يعني مصر في شيء. هذا هو الفن الدبلوماسي العبقري فعلا..أن تقول كلاما في غاية البذاءة دون أن تتلفظ بلفظ سوقي. فعلاً..لا يعنينا خااالص. وهذا للتنويه لا يدخل في باب السير عكس الاتجاه، هذا سير صاعد إلي حافة الهاوية..بكل صلف. عطفاً علي سيرة المرور تصادف في أسبوع واحد أن تعطل مساري في منطقة ميدان التحرير لأن الوزير خارج. حالة من الذعر وهيستيريا لرجال المرور لتوضيب التشريفة أو التأمينة أو لا أدري ما يسمونها حين يتحرك الوزير. توقف المرور في المرة الأولي دون داع في قلب أكبر ميادين العاصمة حتي يمر سيادته علي رقاب الناس والأصل أنه خادم لهم، وفي المرة الثانية كنت أركن السيارة في شارع يمر به في باب اللوق وشاهدت كيف يرعب رجال المرور كل السيارات التي صفت للحظات لشراء شيء أو توقفت لإنزال شخص، لدرجة أن أحدهم أمرني كأنني بنت صغيرة أبيع المناديل في الشارع بأن أطفئ نور السيارة الداخلي فلم أفهم الحكمة الأمنية من توجيه الأمر الصارم لسيارة صفت في مكان غير ممنوع. هل لا يريدنا أن نراه أم لا يريد هو أن يرانا أن هذا جو حرب الاستنزاف حين كان المصريون يدهنون زجاج النوافذ بلون ويطفئون النور حين يسمعون الغارات ويبنون جدراً عازلة صغيرة أمام مداخل العمارات للاحتماء (كبرت الآن علي الحدود للاختباء ..من التاريخ). تصورت أن تأمين موكب الوزير يجب أن يكون بطريقة أفضل من ذلك، ولم أتضايق لكرامتي الجريحة كمواطن أهم من كل الوزراء في النظام الجمهوري، بل لأن التردي الأمني عاد بنا حتي علي مستوي تأمين الوزراء لنقطة «محطة المطار السري» مرة أخري. نحن بالفعل وطن يرجع للخلف. نعود لفكرة المرور التي تذكرني باقتراح الخروج الآمن التي كان أحد الإعلاميين قد ذكره في معرض التفكير في ضمانات للرئيس حتي يغادر الكرسي دون خوف من حساب أو مساءلة، وهي الفكرة المرورية التي دفعت لسؤال البعض عن «الدخول الآمن» لمرشح جديد للرئاسة (طريق ذو اتجاهين)، وأختم بالرد علي الأخ الذي سأل هل الطائرة لها كلاكس..يا صديقي الإجابة العبثية لسؤال عبثي في مشهد سياسي عبثي تكون بالضرورة سؤالاً جديداً عبثياً أهم من السؤال الأول، ألا وهو: هل النظام المصري عنده فرامل؟ اربطوا الحزام! نحن نمر بمطبات هوائية..جداً.