جاءت إشادة صحيفة «لوفيجارو» الفرنسية بحسن شحاتة مدرب المنتخب الوطني ووصفه ب«ساحر أفريقيا الأبيض» بمثابة خطوة جديدة في طريق الاعتراف بالمعلم مدرباً عالمياً من طراز فريد، وهو اعتراف أصلته الوقائع وسجل إنجازات المدرب الوطني الذي قاد فريقه للحصول علي 3 بطولات أفريقية فيما يسير المعلم بخطي ثابتة في سبيل تحقيق البطولة الرابعة في تاريخه والثالثة علي التوالي بعد أن حصد بطولتي كأس الأمم الأفريقية عامي 2006 و2008. حسن شحاتة ضرب جميع الأرقام القياسية بالقياس لمدربي أفريقيا منذ انطلاق البطولات الأفريقية عام 1957، إذ استطاع قيادة 15 مباراة متتالية دون خسارة وحقق الفوز في 12 مباراة منها وتعادل في ثلاثة، مع المغرب في 2006 وكوت ديفوار في البطولة نفسها قبل أن يحتكم الفريقان لضربات الجزاء وتفوز مصر 4-2، وأخيراً التعادل في البطولة الماضية أمام زامبيا. وبعيداً عن إنجازات حسن شحاتة علي المستوي الأفريقي ثمة ظاهرة لافتة للنظر ربما هي الأولي من نوعها خلال مسيرة المنتخب في البطولات الأفريقية الثلاث، إذ خرج مدرب المنتخب بعد مباراة بنين ينتقد ويقيم أداء لاعبيه بعد إغلاق ملف الدور الأول والصعود لدور الثمانية، شحاتة كان مصراً في البطولات السابقة علي عدم الحديث عن لاعبيه علناً أمام الرأي العام مكتفياً بتصريحات مقتضبة بعد كل مباراة، لكنه بدا هذه المرة حريصاً علي إعلان وجهة نظره وتقيماته الفنية لأداء اللاعبين قبل خوض منافسات دور الثمانية وهي المحك الأساسي أمام المنتخب الوطني في الطريق إلي البطولة الثالثة علي التوالي، وفيها سيتم محاسبة الجهاز الفني للمنتخب واللاعبين عن أي إخفاق من الممكن أن يحدث خلال المرحلة المقبلة، فالهزيمة معناها الخروج من البطولة وهي السقطة التي من المؤكد أن حسن شحاتة يبذل الغالي والرخيص من أجل تجنب الوقوع فيها بكل الطرق المختلفة. مباراة الكاميرون هي الاختبار الحقيقي أمام المنتخب الوطني بعد الأداء الباهت خلال منافسات الدور الأول والذي كان متوقعاً أن يكون بمثابة مهرجان أهداف يستعرض فيه بطل أفريقيا سيطرته علي عرش الكرة في القارة السوداء. حسن شحاتة يدرك كل هذه الأمور ويبني حسابات المرحلة المقبلة علي حصيلة المباريات السابقة، ويبدو أنه فضل مكاشفة الرأي العام بوضع الفريق فنياً قبل مباراة الكاميرون المصيرية، وهو ما يطرح العديد من التساؤلات منها: هل بات «الساحر الأبيض» كما وصفته صحيفة «لوفيجارو» مضطراً للكشف عن وضع لاعبيه فنياً؟، وهو الذي عود الجميع علي التكتم والحرص علي خروج كل أخبار المعسكرات المغلقة بحساب شديد قبل أن يخرج علي الجماهير بمفاجآته المدوية مع كل بطولة بل كل مباراة، ولعل هذا هو ما جعله محتفظاً بسحره علي الدوام في قلوب الجميع، هل قرر الساحر أن يكشف عن أوراقه فجأة في خطوات استبقاية محسوبة جيداً لمشاركة الجميع مفاجآت المستقبل أياً كان نوعها؟، ذلك ما ستكشف عنه المباراة المقبلة مع الكاميرون.. المباراة التي ستكتب مصير الساحر إلي الأبد.