نفي «محيي الدين عيسي» أحد قيادات جماعة الإخوان المسلمين وعضو مجلس الشعب السابق ما ورد في تصريحات «أبوالعلا ماضي» وكيل مؤسسي حزب الوسط حول اعتراف «مصطفي مشهور» مرشد الجماعة الأسبق بوجود جيش مسلح للجماعة، وقال «عيسي» رداً علي هذه التصريحات إن هذا الكلام «افتراء»، مشيراً إلي أن الجلسة التي أشار إليها «ماضي» واحتضنها منزله لم تتطرق إلي الحديث في هذا الموضوع من قريب أو بعيد.. وقد أرسل القيادي السابق المقيم حالياً في السعودية رداً هذا نصه.. شاء الله عز وجل لجيلي وهو جيل السبعينيات للصحوة الإسلامية أن يلتقي بصفوة العلماء والمربين من جماعة الإخوان المسلمين ويتعايش معهم وينهل من معينهم الطيب ومن هؤلاء الصفوة الرجل الرباني المربي الفاضل القدوة والمحتسب الفاضل الحاج مصطفي مشهور، عرفناه في أواسط السبعينيات من القرن الماضي، وبعد خروجه من محبسه الظالم يطوف أرجاء المدن والقري يلتقي بشباب الجامعات يحثهم علي الفضيلة ويعينهم علي الهداية ويأخذ بأيديهم إلي طريق الخير يصحح المفاهيم المعوجة ويرشدهم إلي الحنيفية السمحاء ويعرفهم طريق الوسطية ويشرح لهم أن فهم الإسلام الصحيح الوسطي هو أول طريق العمل الصحيح لم يدع يوما إلي تطرف أو عنف ورسم الطريق إلي هداية المجتمع من أول يوم عرفناه فيه ومن قبل أن يمن الله علينا لنبايع دعوة الإخوان المباركة، قالها بوضوح وجلاء طريقنا بيّن واضح، بناء الفرد المسلم، وإقامة الأسرة المسلمة، وبناء المجتمع المسلم لا طريق غيره، نافيا أن نفكر يوما بعنف أو انقلاب أو غيرة فرحمة الله عليه وأثابه بما قدم خير الجزاء. ما دعاني لهذا القول مقالة لأخي وصديق عمري أبو العلا ماضي لقد هالني وأفزعني ما ادعاه علي أستاذنا وصاحب الفضل علينا بعد الله في نجاتنا من براثن العنف الذي أحاط بالجماعات الإسلامية من كل جانب فلولاه لكنا قد انخرطنا في هذا العنف ولكن الله سلم. أفزعني ما قاله أخي أبو العلا من أن الحاج مصطفي مشهور قد نزل ضيفا في بيتي، ودعانا إلي الإخوان راغبًا في الجماعة بأنها تحمل تنظيما بالجيش. لقد هالني ما قاله وإنه عار تماما عن الصحة لأنه مخالف للمنطق والعقل والواقع الذي تحياه الجماعة منذ أمد بعيد. بعد ما يقرب من ثلاثين عاما انتماء وعملاً داخل صفوف الإخوان جنديا وفردا عاديا، وأوقاتا مسئولا عن بعض الجوانب الإدارية طوال هذا العمر أشهد الله وليس لي بهذه الشهادة مغنما ولا مطلبا لم أر ولم أسمع أو ألمح في منهج الإخوان إلا كل دعوة سلمية وسطية بعيدة عن معاني العنف والتكفير من أول يوم عرفناهم فيه. أعود إلي ما قاله اخي أبو العلا ماضي وتم نشره بتاريخ 2010/1/17 والذي أفاد فيه بأن أستاذنا الحاج مصطفي مشهور - رحمة الله عليه - قد صرح في منزلي بأن الإخوان يملكون تنظيما بالجيش وأشهد أن هذا الكلام عار من الصحة ويخالف المنطق؛ لأن الحاج مصطفي مشهور كان يبذل جهده لإقناعنا بعدم جدوي العنف الذي تمارسه الجماعات الإسلامية وأن الطريق الوحيد الذي يؤمن به ويدعو له الشرع هو طريق الدعوة السلمية والتربية، وأشهد أمام الله أن الإخوان رغم ما لاقوه من سجن ظالم وتعذيب لم يترك ذلك في نفوسهم أي ضغينة أو ميل لعنف ضد وطنهم أو نظام حكمهم ويكفي أن المرشد الثالث الأستاذ عمر التلمساني عندما بلغه نبأ وفاة الزعيم عبد الناصر ما زاد عن قوله الله يرحمه. هذه هي أخلاق ومنهج الإخوان الذين عرفناهم في أواسط السبعينيات وهي لم تتغير طوال ثلاثين عاما قضيناها بين جنباتهم. إن ما قاله أخي أبو العلا قد فاق في غلوه وتطرفه أقوال أشد المخالفين للإخوان والمخاصمين لهم. فها هو اللواء فؤاد علام وهو من هو في عدائه وبغضه للإخوان لم يصل إلي هذا القول. أن كل ما يتخوفه اللواء فؤاد علام هو أن يتحول تنظيم الإخوان يوما إلي أعمال العنف. لكن لم يقل يوما بما قاله ووصل إليه أخي أبو العلا ماضي. والسؤال الذي لم أجد له إجابة. لماذا أخي أبو العلا وصلت بك الخصومة إلي ما وصلت إليه من إساءات متكررة وفريات متعمدة بحق الإخوان؟ إن الإخوان لم يسيئوا لك يوما بل إن فضلهم بعد الله كان عليك عظيما. أخي أبو العلا ماضي تعلم أنك رفيق درب وعمر ولكن الحق أحب إلي وأقرب. لا تدع الخصومة تبلغ بك هذا الحد ولا تكن عونا علي حرب إخوان لك وإن اختلفت معهم. لقد قلت لك من قبل إن وجود الإخوان إن لم يكن فريضة شرعية فهو ضرورة وطنية وإن انفراط عقد الإخوان - لا سمح الله - هو ضرر للدين والوطن. فلتعمل كيفما شئت لكن لا يكن عملك هو حرب إخوانك وتحريض عليهم بغير حق. إن جماعة الإخوان وإن كان هناك تباين بين أفرادها في بعض المواقف ستظل هي خط الدفاع الأول عن الدين والوطن فبفضلها حفظ الله الدين من أي انحراف أو شطط وبفضلها انتشر الفهم الوسطي والسلمي في العالم أجمع وبفضلها انتشرت حركات الجهاد والمقاومة المشروعة ضد المحتل بفلسطين فلصالح من يتم إلصاق تهم قد يكون ثمنها أعواد المشانق وهي تهم بهتان وزور. أخي أبو العلا أرجو أن تتقبل مني النصح، فمثلك حرام أن ينزلق لمثل ما وصلت إليه. أرجو أن تتق الله في نفسك وإخوانك وتنشغل بما ينفعك في الدنيا والآخرة، والله يقول الحق وهو يهدي السبيل. ولله الأمر من قبل ومن بعد.