نفت جماعة "الإخوان المسلمين" بشدة اتهامات الإخواني السابق، المهندس أبو العلا ماضي، وكيل مؤسسي حزب "الوسط" ل "القطبيين" بأنهم يحاولون عسكرة الجماعة، ووصفتها بأنها "افتراءات" لا أساس لها من الصحة، وطالبت بإحالته للتحقيق أمام الادعاء العسكري بعد أن زج بالمؤسسة العسكرية في الصراع بين الجماعة والنظام، متهمة إياه بأنه يستغل هجومه اللاذع على الجماعة في مسعاه للحصول على اعتراف من الدولة لحزبه بعد أن قوبل طلبه بالرفض منذ أن انشق عليها في منتصف التسعينات. واعتبر الدكتور محمود غزلان عضو مكتب الإرشاد، أن تصريحات أبو العلا عن الدكتور محمد بديع المرشد العام للجماعة لا أصل له من الصحة، وأكد استحالة ما نسبه إليه من اتهامات بأنه يُكفّر كل من يختلف معه، وقال بلهجة حادة: من المستحيل أن يقول الدكتور بديع مثل هذا الكلام، لأنه من اتقي الناس وأرقاهم خلقا وشخص رباني، على حد وصفه. وكان أبو العلا اتهم بديع بشن حملة تكفير ضد كل من يختلف مع الإخوان أو ينتقد تصرفاتهم وسياساتهم، ودلل على ذلك بمقال كتبه على الموقع الرسمي للجماعة، بعنوان: "توصيات تربوية من واقع الأحداث" كان يعلق فيه على الأحداث الحالية داخل الجماعة، حيث اتهم كل من ينتقد الإخوان بأنهم كفرة ومنافقون، وقال إنه حاول في مقاله أن يجعل من الجماعة المتحدث الرسمي باسم الإسلام. وقابل غزلان باستهجان تلك التصريحات، وقال ل "المصريون" إنه لا ينصاع وراء هذه الاتهامات غير الصحيحة وإنه يرفضها شكلا ومضمونا، وأشار إلى أنه كان يربأ في بداية عهد جديد للجماعة أن لا يبادر أي ممن انتسبوا إليها بتلك التصريحات المعادية لها، واستدرك قائلاً: "لنا طريقنا وهم لهم طريقهم والساحة واسعة". ورفض عضو مكتب الإرشاد التعليق على اتهام الإخواني السابق له بأنه وصف الذين انشقوا عن الجماعة ليؤسسوا حزب "الوسط" بالخوارج، وقال: "لا أحب أن أرد على مثل هذه الافتراءات، لأني عف القلم واللسان، ومن المستحيل أن أخطأ في أحد، مهما قال في الجماعة ومهما ادعى، وليسامحه الله". وفي كلمته بصالون الكاتب الصحفي أحمد المسلماني قبل ساعات من إعلان تسمية المرشد الجديد للإخوان، اتهم أبو العلا ماضي القطبيين المنتمين لتنظيم 1965 الذين يحكمون سيطرتهم حاليا على جماعة "الإخوان" بأنهم يحاولون عسكرتها من خلال المنهج التربوي الذين يتم تدريسه للإخوان حاليا، حيث يتم تدريس رسالة العشرين ورسالة التعليم التي كانت معدة لتلقينها لأعضاء النظام الخاص. وهي اتهامات اعتبرها القيادي الإخواني البارز الدكتور محمد جمال حشمت تخرج عن حدود التعامل الأخلاقي وستحسب عليه وسيحاسب عليها ، لأنه يعلم علم اليقين أن الأخوان لا علاقة لهم بالعنف أو التكفير وحينما يقول مثل هذا الكلام يصبح هذا مدعاة للتعجب والاستغراب، وأرجع هجومه على الجماعة إلى خصومته التي لا حدود معها، ورغبته في إشهار واكتساب شرعية لحزبه من خلال هذا الهجوم. وقال إن أبو العلا سيكتشف مع الأيام أنه أخطا عندما تكلم عن الإخوان الذي كان واحدًا منهم وعرفهم جيدا بمثل هذا الكلام الذي يستهدف سمعتهم، رغم أنه يحمل فكرهم ويتحرك باسمهم، وأشار إلى أنه وبالرغم من أن علاقة الأخير بالكثيرين من أعضاء الجماعة جيده ويعتبرونه أخًا وصديقًا لكن هناك تجاوز شديد في تصريحاته عن الإخوان. ونفي حشمت أن يكون أي من قيادات الجماعة قد وجه اتهامات إلى أبو العلا بعد انشقاقه عنها وتأسيسه لحزب "الوسط"، وأكد أنه يؤيد وجود هذا الحزب، لأن أي حزب جديد فاعل سيكون من شأنه إثراء الحياة السياسية، لكن أن يخرج ويظهر على حساب الإخوان فأغلب الظن أنها بداية غير موفقة، على حد قوله. ورفض ما ذهب إليه من تكهنات بأن الجماعة في ظل سيطرة القطبيين عليها ستعاود القيام بأعمال العنف والعمل المسلح لأن العنف شيء متأصل دخل الجماعة، وقال: هذا كلام غير صحيح ومبالغ فيه، لأن أعضاء المكتب الجديد لم يتغير منهم الكثير وهم من كانوا يديرون شئون الجماعة في ظل الانفتاح وخوض انتخابات مجلس الشعب السابقة، وتساءل: لماذا إذًا يتهمون بالانغلاق والعسكرة إلى آخر هذه الاتهامات؟. إلى ذلك، طالب حشمت المدعى العام العسكري بالتحقيق مع أبو العلا حول مزاعمه التي نسبها إلى مصطفى مشهور المرشد الأسبق للجماعة بشأن وجود تنظيم خاص من أعضاء الجماعة داخل الجيش المصري سيساعد الجماعة في الاستيلاء على الحكم، واعتبر القيادي الإخواني أن هذا الكلام خطير ويجب التحقيق فيه لمعرفة الحقيقة وتبرئة ساحة الإخوان من فكرة تأصيل العنف لديهم أو أن يتم إثبات العكس.