قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية إنه بعد هروب مئات المتطرفين الإسلاميين من السجون خلال الثورة المصرية التي أطاحت بالرئيس مبارك الشهر الماضي. يطالب المتظاهرون بإطلاق صراح المعتقلين السياسيين المتبقيين أو إعادة محاكمتهم - بما في ذلك، المتشددين المتورطين في عشرات الهجمات الإرهابية التي أثارت قلق مسئولي الولاياتالمتحدة. ونقلت عن وائل عباس – أحد المدونين البارزين وشارك في مظاهرات ميدان التحرير - إنهم ضحايا وإن ما قاموا به هو مجرد رد فعل لما كانوا يتعرضون له من تعذيب. واتفق معه في ذلك خالد دويك الذي ساعد في إدارة مدينة الخيم التي ظلت تستقبل المتظاهرين حتى الأربعاء. ونقلت عنه إن الإرهاب أمر مستحيل الحدوث في مصر الآن. فإذا كنا نعاني من كبت أو ظلم، فسوف يقتل الناس بعضهم البعض أو يقتلون أنفسهم. ولكن، إذا كان لدينا حرية، فسوف يعبر الناس عن إبداعهم ويساعدون على بناء البلد. وأضافت إن كثير من المعتقلين الإسلاميين في مصر ينتمون إلى الجماعة الإسلامية وهي حركة كانت مسئولة عن قتل المئات من السياح الأجانب ورجال الشرطة ومفكرين علمانيين. بالإضافة إلى تورطها في تفجير مركز التجارة العالمي عام 1993 في نيويورك. وقد كانت الجماعة الإسلامية إلى جانب حركة جهاد الإسلامية المصرية بقيادة أيمن الظواهري، عضو مؤسس للقاعدة. وقام عدد من زعماء الجماعة الإسلامية باستنكار العنف خلال العقد الماضي. ونقلت عن منتصر الزيات – ناشط سابق بالجماعة الإسلامية وهو الآن محامي يمثل المعتقلين الإسلاميين - إنه تم الإفراج عن بعض المعتقلين من حوالي 500 معتقل كانوا قد حبسوا بسبب ارتباطهم بالجماعة الإسلامية خلال الأسبوعين الماضيين. كما نقلت عن خوان زاراتي – نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي لمكافحة الإرهاب من 2005 إلى 2009 –"إنه لا يجب أن تجعلنا نشوة الثورة العربية الشعبية متفائلون بحقيقة الإرهاب. فالقاعدة تحاول الاستفادة من الأحداث الجارية. ومن ضمن المخاوف التي تواجهها الحكومة الأمريكية الآن هي التوصل إلى عدد الهاربين الذين ينتمون إلى حركة جهاد وما هو الدور الذي قد يلعبوه في تنشيط وجود القاعدة في مصر." وقالت وول ستريت جورنال إن الحكومة الأمريكية كانت قد صعدت قضية عمليات إطلاق صراح بعض المتشددين الخطرين السابقة والمحتملة إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة الحاكم لمصر الآن. ولكن، لم يستجيب الجيش إلى هذه الطلبات للتعليق عليها. وذكرت ما قاله أحد المسئولين الأمريكيين عن مكافحة الإرهاب إن الولاياتالأمريكيةالمتحدة قلقة حيال الإفراج عن السجناء والمعتقلين وإنها تراقب الموقف عن قرب. وأضاف، إنه رغم ذلك، لم تلحظ الولاياتالمتحدة دليل على استئناف الإسلاميين المفرج عنهم للأنشطة المتشددة المناضلة. وأضافت إن إسرائيل قلقة هي الأخرى من مقاتلي حماس الذين هربوا من السجون المصرية وعادوا إلى قطاع غزة. ونقلت عن أحد المسئولين الإسرائيليين قوله بإن هؤلاء الهاربين وهم على الأقل ستة، يشكلون تهديدًا على إسرائيل. وقال إن إسرائيل تتوقع إن تستمر مصر في تعاونها الدائم معها لضبط الأسلحة التي يتم تهريبها من مصر إلى غزة. وأضاف إن قدر المتطرفين الإسلاميين الذين ما زالوا معتقلين في مصر هو قضية مصرية داخلية. "إنه أمر حساس للغاية ونحن لا نعبر عن أي مطالب." وأضافت الصحيفة إنه تحت حكم الرئيس السابق حسني مبارك، الذي كان هدفًا لمحاولة اغتيال إسلامية، كان جهاز أمن الدولة يكبح القوات الإسلامية. وعادة كان يقوم بتعذيب المشكوك فيهم واعتقال عائلاتهم بأكملها. كما سمح قانون الطوارئ – الذي يتم العمل به منذ إن أطلق إسلاميون الرصاص على الرئيس الراحل أنور السادات – باحتجاز المشكوك فيهم لسنوات دون محاكمة. وقد استفادت الولاياتالمتحدة من ذلك بعد هجمات 11 سبتمبر 2001. ونقلت عن خالد حمزة – ناشط من قيادات جماعة الإخوان المسلمين - إنه لا يوجد مبرر للإرهاب. ولكن، إذا كان هؤلاء الأشخاص قد تعرضوا للتعذيب وتمت محاكمتهم في المحاكم الخاصة حيث لا يتم تطبيق القواعد العادية للأدلة. فينبغي إعادة محاكمتهم في محكمة مدنية. وقالت إنه في الأيام الأخيرة تم اقتحام مكاتب أمن الدولة بالقاهرة ومدن أخرى بحثًا عن أدلة إدانة. ويزعم إنه تم التخلص من كافة الملفات من قبل مسئولي أمن الدولة قبل مغادرتهم للمباني. ودخل المتظاهرون إلى هذه المباني في محاولة لحماية بعض المستندات. وقد تم نشر الكثير منها على الفيس بوك. وبدت بعض هذه المستندات أصلية. ولكن، قال النشطاء إن مستندات أخرى مزورة تهدف إلى النهوض بأجندات جديدة. وانعكاسًا لنظريات المؤامرة المنتشرة هذه الفترة في مصر، جاءت أحدهم تفيد تورط أمن الدولة نفسه في تنفيذ بعض أكبر التفجيرات، بما في ذلك، تفجير عدد من الفنادق السياحية عام 2005 والتي تسببت في مقتل 80 شخص في شبه جزيرة سيناء. ومستندات أخرى تثبت إن أمن الدولة كان وراء تفجيرات بعض الكنائس. وأخيرًا، نقلت وول ستريت جورنال عن فتحي عبد الرحمن – أحد متظاهري التحرير الذي قضى 5 سنوات في المعتقل شكًا في إنه إسلامي متطرف - إن أحد أهداف النظام الفاسد السابق السياسية كان التفريق وإثارة الفتنة بين المسلمين والمسيحيين وبذلك يمكنه التحكم في الأشخاص. وأضاف "لم يقم أي من المتواجدين داخل السجون الآن بتفجير أي شئ. كلهم ضحايا للنظام السابق ويجب الإفراج عنهم جميعًا على الفور."