انتقد طلعت السادات ما أسماه "ترقيع للدستور والحكومة" لأنه لا يليق بقدر الثورة المصرية، مضيفا: للأسف فلسفة الثورة الحقيقية لم تقدر حتى الآن ولم يأخذ الشباب حقهم كما لم تأخذ الثورة حقها. وتسائل السادات خلال احتفالية "النوبة تكرم شهداء ثورة 25 يناير" التي أقيمت بنقابة الصحفيين مساء الخميس: هل احترمنا فكر الشباب؟ هل شكلنا بهم الحكومة؟ أين الشباب في حكومات كل أعضائها تعدوا الخمسين عاما؟ أين عمليات التطهير؟ أين التغيير؟ واصفا الحكومات التي تم تشكيلها بأنها "بعيدة كل البعد عن الثورة، وبهذه الطريقة لن يعود جنيها واحدا من أموال المصريين المنهوبة"، مطالبا بتغيير شامل لجميع المحافظين ورؤساء المجالس المحلية وغيرهم ممن تولى المسئولية في العهد الفاسد للرئيس المخلوع، مضيفا بقوله: إما فكر ثوري وإما ترجع ريما لعادتها القديمة وتذهب دماء الشهداء هدر. من جانبه، قال منير بشير، رئيس رابطة المحامين النوبيين، أن النظام السابق سعى دائما للتفريق بين أهل النوبة وبقية المصريين في حلقة من حلقات التفرقة بين المصريين كما كانوا يتهمون الأقباط بأن لهم أجندات وتطلعات بينما الإخوان متطرفون وطاعمون في السلطة وبدو سيناء يريدون حكما مستقلا وأهل النوبة يسعون للانفصال، كل ذلك من أجل بث بذور الفتنة بين أبناء الوطن الواحد، حتى يستطيع النظام تحقيق مصالحه على حسابهم، مؤكدا أن النوبة جزء لا يتجزأ من الوطن، شارك أبنائها في الثورة وسقط منهم شهداء، وطالب بمحاكمات عاجلة لكل الفاسدين والمتسببين في سقوط ضحايا أثناء الثورة. أما المستشار عبد الله الكفراوي، فقال أن الرئيس مبارك المخلوع مازال موجودا سواء بشخصه أو برجاله، والدليل على ذلك التعديلات الدستورية، محذرا الشعب المصري من محاولات الالتفاف من رجال النظام "الملونين" الذين يغيرون لونهم – على حد قوله. وفي كلمته، أكد أحمد إسحق، رئيس جمعية "كلابشة" النوبية أن النظام البائد قام بتهميش النوبيين ولم يهتم بهم، إلا أنهم أصروا على الذوبان في المجتمع المصري، وشاركوا في الثورة، وكانوا يهتفون نفس الهتافات باللغة العربية كما هتفوا برحيل مبارك باللغة النوبية مؤكدا على وفاء أهل النوبة وولائم لمصر. يذكر أنه قد شارك في الاحتفالية الفنان سامح يسري، مقدما تحيته لشباب الثورة ولأهل النوبة، مؤكدا أنه آن أوان العمل وأن نحب وطننا بالأفعال لا بالأقوال وأن نقضي الفساد وأن هذه هي رسالة الفن الراقي. كما شهدت الاحتفالية تكريم عدد من أمهات الشهداء وأعلنت مجموعة من الشباب تحت اسم "كلنا أبنائك" عن تكريم جميع أمهات الشهداء في احتفالية كبرى يوم عيد الأم، بينما ثار الحضور بشدة عندما وصلت أنباء عن احتمال مجيئ مصطفى السيد محافظ أسوان، رافضين مشاركته في الاحتفالية، مؤكدين أنه أضاع حقوق النوبيين وأنه ذيل للنظام الفاسد وأنهم أقاموا ضده دعاوي قضائية وطالبوا بإقالته، وأنه تقدم باستقالة للمجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي طالبه بالانتظار لفترة.