وصف المهندس عبدالحكيم عبدالناصر نجل الرئيس السابق جمال عبدالناصر حالة مصر قبل ثورة شباب 25 يناير ب"جمهوريات الموز" التى لا يوجد لها صوتا فى العالم العربي والدولي ، مشيرا خلال حواره مع الزميل جابر القرموطي فى برنامج "مانشيت" على أون تي في ، الثلاثاء، أن عناد الرئيس مبارك مع المطالبين برحيله أخرج أحلي ما فيهم وهو "التحدي". وأكد أن مصر- حسب رغبة الشباب - فى حاجة الى دستور جديد تماما وليس ترقيع الدستور الحالي وتشكيل جمهورية برلمانية يكون فيها منصب الرئيس شرفي ،مع ضرورة إلغاء قانون الأحزاب وأن تكون بالإخطار فقط وأن يخرج أي معتقل سياسي من السجون وأن يعمل المسئول عند الشعب وليس عند الحاكم ، معتبرا إن عيد الثورة فى البلاد أصبح 25 يناير 2011 وليس 23 يوليو 1952. وشدد عبد الناصر على ضرورة التخلص من كل رموز النظام السابق خاصة الحزب الوطني الذى أفسد الحياة واصفا الحزب بأنه كان "بالونة وانفجرت" ولم يكن حزبا يعبر عن المصريين نهائيا بل هو الفساد بعينه الذي أستشرى فى البلاد ، فى الوقت الذى نسمع عن المليارات والمليارديرات حاليا متسائلا بدعابة..كيف كون بعض هؤلاء أموالهم..هل تعلم إن صاحب مليار واحد فقط يمكنه صرف عشرة آلاف جنيه يوميا ولمدة 274 سنة ؟؟؟ ما تصورنا لو ملك شخص عشرات المليارات فى وقت عجيب وغريب . وطالب فى إطار التغيير كل رؤساء ومجالس إدارات المؤسسات الصحفية القومية لأنهم كانوا بوقا للنظام السابق وساهموا بصورة كبيرة فى إفساد الحياة السياسية والصحفية، بالتالي لا يصلحوا لمناصبهم بعد 25 يناير 2011 ..عليهم ترك الساحة لدماء جديدة . وأضاف عبدالناصر أنه كان ينتظر ثورة الشعب المصري منذ 35 عاما عندما بدأت الهجمة الشرسة على انجازات الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وثورة يوليو التى قام بها شباب تحملوا مسئولية دولة بأكملها مؤكدا أن ثورة يناير تحمل شباب لديه الوعي والثقافة العالية التي تتيح لهم قيادة البلد وقال: لم أعد أخاف على مستقبل أولادي وأحفادي بعد ثورة 25 يناير ، معتبرا إن الإرهاصات الحقيقية لثورة الشباب بدأت منذ عام 1975 وبداية الإنفتاح الإقتصادي والبعد تدريجيا عن هموم الوطن والمواطن الحقيقية. وأشار الى أن مصر لا تحتاج الى ديكتاتور جديد يطبل له الاعلام الرسمي من جديد وأن البلد تخطت مرحلة الرمز لقائدها ..فثورة يناير 2011 تختلف عن ثورة 23 يوليو 1952 التى قادها الجيش للتخلص من الاستعمار وسار خلفه الشعب ، فثورة يناير قام بها الشعب نفسه الذي لم يبحث عن رمز بقدر ما كان يبحث عن مستقب أفضل لأولاده ، وأشار الى أن السن المناسب للرئيس القادم لابد الا يتجاوز ال 50 عاما لان السن الأكبر من ذلك لن يفهم صاحبه الشعب ولن يفهموه ، مؤكدا أن كل الاسماء التى تتردد على الساحة السياسية سواء كان الدكتور محمد البرادعي أو الدكتور احمد زويل او عمرو موسي اسماء مشرفة وجيدة لكن يجب ان يقوم النظام السياسي في البلاد على جمهورية برلمانية ويكون رئيس له سلطاته المعروفة وتدار شئون البلاد من خلال حكومة ورئيس وزراء على قدر عال من الثقة. وأضاف نجل عبدالناصر أنه عندما توفي والده لم يسأله أحد عن ثروته وقال : لم نكن نملك شئ سوي المعاش وشهادات إستثمار بقيمة 500 جنيها وحتى المنزل الذي كنا نعيش فيه كان تابعاً للدولة ، مشيرا الى أن الشباب أعادوا مصر الى حجمها الطبيعي على الساحة العالمية ودورها العربي المميز سواء بالتفاعل مع الثورة التونسية أو التأثير على باقي الدول العربية ، إذ أن ثورة 25 يناير أعادت مصر الى ما كانت عليه فى الستينات والسبعينات . وقال عبدالناصر أن مصر لم يكن لديها مشروع قومي طيلة السنوات الماضية وان الحلم القومي للمصريين كان الهجرة وقال : كانوا مستخسرين فينا الحلم ، لكن الان يجب أن يكون المشروع القومي لمصر إعادة العقول المصرية بالخارج لتعطي لمصر ما تحتاجه منها. وقارن عبدالناصر بين تنحي والده عقب نكسة 1967 وتنحي مبارك عن الحكم حيث أكد أن عبدالناصر تنحي لأنه شعر أن الدولة خسرت كثيرا أثناء رئاسته و إرادة الشعب هي التى أعادته إلى الحكم ، لكن مبارك تحدي إرادة الشعب التي نجحت فى اسقاط شرعيته وإجباره على التنحي وهو القرار الذي أفرح جميع المصريين ، مما يعني أن تنحي مبارك جاء بطلب شعبي في ما تمسك الشعب بعبد الناصر رغم إعلانه التنحي وبالتالي يكون الشعب هو الأساس فى بقاء الحاكم من عدمه .، وعلي الحاكم أن يتبع شعبه ويتحدي العالم وليس العكس. وأكد عبدالناصر أن الثورة الحقيقية فى مصر هى ثورة 25 يناير ولو كان عبدالناصر حيا حتي الآن كان سيحتفل بعيد الثورة فى يناير2011 لانه كان يسعي الى تطبيق نفس مطالب شباب الثورة من عدالة وحرية وديمقراطية واستعادة لدور مصر العربي والدولي ، فى إشارة إلى سعادة عبد الناصر في الآخرة وهو يرى تلك الثورة.