الاعلام الفني، انه المارد في زمن الأقزام، محرر الشعوب و قاهر الحكام. صحيح أن كثير مما فيه، لا هو إعلام، ولا هو فني، و كثير من كتبته يفقهون في الفن، كما يفقه وزراء الصحة العرب في الصحة، و يفتون فيه كما يفتي وزراء التعليم في التعليم، إلا أن دوره المحوري في نصرة القضية العربية، أهم من الجامعة العربية. و إعلام كهذا يستحق الحرق، و لكنه لن يحرق ، لان الذين يحرقون هذه الأيام يصنفون كأبطال، إذا فهو يستحق الخَلع و يروح السعودية. فالإعلام الفني صحى من النوم على ثورة تونس، و مالقاش قدامه غير "هند صبري"، ليثبت ولائه و قدسيته للثورة، و الأحرار و جيفارا، و "هند صبري" هذه الأيام هي عدوة الثورة، لأنها تجرأت على فعل شنيع، بشع، فضيع، تقشعر له الأبدان و تشيب من هوله الولدان. و صحيح إحنا مش عارفين هي عملت إيه! لكن لو قال الاعلام أن "هند" هي سبب الظلم و الفقر في تونس، فإننا نصدقه، و لو قال أنها اشد قسوة من بن علي و ليلى الطرابلسيه، فإننا سنحلف بذلك، و لو قال أنها تخطط لإسقاط الثورة التونسية، فلن نشكك. ومش بعيد تكون هند بتهرب أمولها إلى سويسرا، و كان لها يد في قمع الحريات و حظر الأحزاب و الاستئثار بالسلطة. فلماذا نستخف من وجود اسمها في قائمة تتوسل "بن علي" البقاء في الحكم، فهل مصير الشعوب هينا، و مقدرات الاوطان بلا قيمه. صحيح أن هناك الآن فنانين عرب من الماء إلى الماء، يحلفون بحياة "مبارك" و "الأسد" و "صالح" ، لكن أي من هؤلاء الحكام لم يخلع بعد . .. لما يبقى حد يتخلع نشوف حا نهاجم مين... هي قالت إنها كانت جبانة شانها كشأن 10 ملايين تونسي كانوا صامتين كل هذه السنين، لكننا كشعوب حرة و قوية، نغير حكامنا كل سنتين، كما نغير موديلات سياراتنا الفارهة، نستنكر عليها هذا الخنوع و الصمت. خلاص هي دخلت الآن ضمن قائمة الأعداء، لأنه مش بعيد تكون الشرطية التي ضربت "بو عزيزي" قريبتها آو صديقتها أو زميلة قديمة لها في المدرسة، محدش ضامن يا جماعة. لا ندري كيف سولت لها نفسها هذا العمل، كيف تستطيع اللعب بمستقبل الشعوب، و وقعت على هذا البيان، فلولا توقيعها لما فكر "بن علي" بترشيح نفسه، هل كانت تظن أننا لن نعلم بأمرها، و كأنها في الصين مثلا ، هي مش عارفه أن الاعلام الفني سيغار على ثورة تونس. ألا تعلم أن النقاد السينمائيون يعرفون في الثورة أكثر مما يعرفون في السينما، و كان يجدون في "بن علي" عدو الحرية في العالم العربي و هذا فقط بعد تاريخ 14 يناير، أما قبل ذلك فلم يكونوا يعرفون من يحكم تونس، أو أين هي تونس. ولكنهم كانوا يراقبون كل تحركات "هند" و سكناتها بانتظار سقوط "بن علي". و بعد أن أشرقت شمس الحرية من تونس، فان للكل حرية الهجوم على هند صبري. طبعا لا يوجد أي موقف شخصي من "هند"، فنحن فقط ندافع عن الثورة، ولن يكون بو عزيزي أشجع منا في وقوفه في وجه الظالم .. الله اكبر.. يا جماعة، يجب أن نفتش وراء الخطيرة "هند صبري" و نعرف تاريخها السياسي، أصدقكم القول أن موقفها هو محل شبهه لا بد أنها من الطابور الخامس، صحيح أننا نقف كل يوم في طوابير العيش و المستشفيات و المعاملات الحكومية، لكن و الحمد لله، طوابيرنا وطنية، و علينا الدفاع عن وطنيتها، من القاهرة إلى صنعاء و كل واحد يخلي باله من طابوره. ومن اليوم و صاعدا لن نطالب بسقوط "مبارك" أو" بو تفليقة" او "صالح" او "القذافي" او "الاسد" او " البشير" و لكن لنتحرر .. سنصرخ في كل مدينة عربية و من المحيط إلى الخليج و بصوت واحد ..... "تسقط هند" كاتبة يمينة تقيم في مصر