طوال الأسبوع الماضي و نحن نتابع سيناريو توابع و عواقب قيام الثورة التونسية إللي أنا من أشد المتحمسين لكل إللي بيسموها ثورة و بالذات بعد هروب "السيد الفار" (الرئيس سابقاً) إلي المملكة العربية السعودية، قلب الشرق الأوسط. كان مشهد الذروة أو الكلايماكس كما يطلقون عليه في علوم الدراما في رأييي المتواضع هو ما أعلنته الحكومة "المؤقتة"،( و حط خطوط تحت كلمة "المؤقتة")، اليوم في أولي بياناتها علي لسان الطيب البكوش (المتحدث الرسمي) و الذي يمكن تلخيصه فيما يلي: - التصديق على مشروع للعفو التشريعي العام و الذي سيشمل المساجين السياسيين و مساجين الرأي. - الإتفاق على مبدأ فصل الدولة عن الأحزاب السياسية. - إقرار إستعادة الممتلكات العمومية التي إستولى عليها الحزب. - إقرار سحب الأمن من الجامعات و الذي يأتي في إطار إحترام حرمة الجامعة. - إقرار تعويض عائلات الشهداء و إعلان الحداد الوطني لمدة ثلاثة أيام في كافة الأراضي التونسية. يا حلاوة يا ولاد!! أنا في حلم ولا في علم؟! بركاتك يا سيدي "بو زيد"!! حلو قوي السيناريو ده لسببين. الأول هو إن إيقاعه سريع و إحنا محرومين من الأحداث المتوالية إللي بتمر بالسرعة دي، ده إحنا لايمكن نتخييل إن حاجات زي كده ممكن ناخد حتى وعد بتحقيقها بالسرعة دي و مرة واحده كده أصلاً. السبب التاني (و ده مبني على الأولاني بشكل ما) هو إنه جديد و علشان كده مشوق و ممتع... و إحنا بقالنا سنين طويلة عايشين في ركود “درامي سياسي” في الشرق الأوسط نتيجة السيناريوهات الركيكة المتكررة زي سيناريو "مشروع قرار مقدم للأمم المتحدة"، و سيناريو "الإرهاب"، و سيناريو "حقوق الإنسان"، و أخيرا و ليس آخراً السيناريو المقرر علينا بتاع جامعة الدول المليء بكل عناصر الشجب و الإدانة إللي إحنا صمناها. سيناريو تونس سيناريو جديد و مش مكتوب قبل كدة ولا كان ع البال و لا ع الخاطر. سيناريو تونس سيناريو حقيقي لأنه مكتوب بالدم مش بالحبر و الخطب و البيانات و المؤتمرات و الكرفتات! سيناريو تونس سيناريو واقعي لأنه مكتوب بإيدين الشعب و شهداءه مش بإيدين أصحاب الفخامة و الجلالة و السمو... و ده عمره ما شفناه قبل كده و لا خطر على قلب بشر من عينتنا! أخيراً لو أخدنا بالنا حنلاحظ إن لما الإيقاع بقي في إيد الشعب التونسي بقي سريع و حاسم و فرض نفسه على كبار اللاعبين الدوليين زي أمريكا و فرنسا مثلاً! و كمان صدق السيناريو فرض صدق الأداء على المسؤولين و المتحدثين رسميا في تونس و على رأسهم الرئيس المؤقت! بصوا و ركزو و شوفو الأدب و الإحترام و التواضع إللي بيتكلم بيه. أنا متأكد إن عمر ما حد فينا و لا من أجداد أجدادنا شاف حاكم عربي بيتكلم بالرقة و الإحترام ده من أيام الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم و أرضاهم. أنا متأكد تماماً إنه هو نفسه لما كان بيلعب دوره القديم في السيناريو البائد كان أداءه لا يرقى إلى هذه الروعة و ما حدش كان يتخيل إن نفس الرجل ممكن يودي الأداء ده، و ده معناه إن عندنا مواهب كتير، بس للأسف ما بتلاقيش حد يتبناها! علشان إللي قولته و البقية تأتي (و نسأل الله حسن الختام)، أنا بأرشح السيناريو التونسي إنه ياخد أوسكار أحسن سيناريو عربي سياسي في التاريخ و إلى اللحظة التي أكتب فيها هذه المقالة، و لما تقروها، و بعد ما تقروها و بعد بعده و إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولا!.. معلش إني تناولت الموضوع من الزاوية دي بس أعذروني.. الصنعة تحكم، و الطبع غلاب!