فازت مصر علي موزمبيق، وضمنت التأهل إلي دور الثمانية في كأس الأمم، وضمنت صدارة مجموعتها أيضًا وهو الهدف الأساسي من مرحلة المجموعات. لكن مع اعتياد المصريين علي تقديم عروض قوية وممتعة إضافة إلي تحقيق الفوز، هناك من ظهر غير مقتنع بأداء الفراعنة أمام موزمبيق رغم الفوز بهدفين نظيفين. ويتساءل الناس عن سبب البداية الضعيفة للفريق المصري أمام موزمبيق ثم تحقيق فوز متأخر، وهو نفس الأمر الذي حدث أيضًا أمام نيجيريا رغم انتهاء المباراة بانتصار كبير 3-1. وأقول: إن أسلوب الفريق المصري يظهر خبرة الجهاز الفني في التعامل مع هذه المباريات التي قد تكون خادعة، والقدرة أيضًا علي تطوير الأداء بحسب مجريات الأمور بما يضمن في النهاية تحقيق الهدف. فالكابتن حسن شحاتة يفضل دائمًا بدء المباريات بنوع من التحفظ الدفاعي ثم رفع درجة المخاطرة وهو ما يتحسن معه أداء الفريق المصري. والتحفظ الدفاعي في بداية اللعب له فوائد عديدة منها: التحكم في إيقاع المباراة، وتجنب تلقي هدف مبكر قد يربك حسابات الجهاز واللاعبين للمباراة، وهو ما ظهر أمام موزمبيق بالبدء باللعب بليبرو وقلبي دفاع ثم تحويل الطريقة إلي 4-4-2 مع مزيد من الاندفاع الهجومي الذي أثمر عن هدفين. لكن ذلك لا ينفي أن اللاعبين لم يعطوا اللقاء حقه منذ البداية، وهو ماظهر علي انفعالات الكابتن حسن شحاتة المتوترة والغاضبة طوال الشوط الأول مما يعني عدم رضاه عن الأداء الذي سمح لموزمبيق بتناقل الكرة بسهولة في منتصف ملعب مصر والخروج بنتيجة التعادل في الشوط الأول. التحول الحقيقي في المباراة جاء عند خروج هاني سعيد ودخول أحمد المحمدي، وهو ما أدي إلي فتح جبهة يمني عن طريق المحمدي وفتحي وهو ما تسبب في الهدف الأول، وزيادة التحكم في وسط الملعب عبر لاعب إضافي هو أحمد فتحي بجوار حسني عبد ربه وأحمد حسن. ويجب الإشارة هنا إلي أن خروج هاني سعيد لم يكن بسبب سوء مستواه لكنه تغيير ضروري لتطوير طريقة اللعب في الشوط الثاني. وبمناسبة الحديث عن فتحي، أود الإشارة إلي أنه استحق جائزة رجل المباراة لأنه كان أفضل من في الملعب، سواء في الشوط الأول الذي أدي فيه دورًا دفاعيًا رائعاً واستطاع التصدي لأكثر من هجمة من الجناح الأيسر لموزمبيق، أو التغطية العكسية داخل منطقة الجزاء خلف قلبي الدفاع. وواصل فتحي تألقه حينما دخل إلي عمق الملعب في الشوط الثاني، سواء بمجهوده الوفير أو بانطلاقاته الهجومية التي أتاحها له مركزه الجديد. وأري دائمًا أن فتحي يؤدي بصورة أفضل حينما يتم توظيفه في منتصف الملعب. أولاً لأن مجهوده الوفير يتيح له القيام بأدوار مختلفة دفاعية وهجومية بدلاً من الالتزام بالجانب الأيمن، كما أنه يعطي شعورًا كبيرًا بالراحة لصانع الألعاب باللعب بحرية بدلاً من الاضطرار إلي العودة للدفاع. وأنا شخصيًا حينما ألعب مع الأهلي أو المنتخب في مركز صانع الألعاب أو خلف رأسي الحربة ويكون فتحي متمركزًا خلفي أشعر براحة وثقة كبيرتين، لأن فتحي لاعب قادر علي مراقبة لاعبين من الفريق المنافس بمفرده، وذلك بسبب مجهوده الوفير ووعيه الكبير بمهام مركزه. من أهم الجوانب التي يجب تناولها في مباراة موزمبيق أيضًا هو الظهور الأول لشيكابالا والتألق المتواصل لمحمد ناجي «جدو»، الذي يسجل هدفه الثاني علي التوالي للمنتخب في مباراته الرسمية الثانية. شيكابالا أدي المطلوب منه أمام موزمبيق، لكنني أؤكد أن شيكابالا لايزال لديه الكثير ليقدمه أمام المنتخب و«عنده أحسن من كده بكتير». ونفذ شيكابالا المطلوب منه سواء بالتحرك في الجانب الأيسر أو الأيمن بحسب التعليمات الفنية، كما كاد يسجل هدفًا جميلاً في الشوط الأول الذي سيطر فيه علي الكرة وسدد لكن أخرجها الحارس، وهو أداء جيد كبداية جديدة له مع منتخب مصر. لكن شيكابالا يمكنه الظهور بمستوي أفضل كثيرًا إذا لعب حرًا في وسط الملعب وليس علي أحد طرفي الملعب، مع منحه دور صانع الألعاب بدلاً من الجناح. أما جدو، فأري أنه يثبت أقدامه من مباراة لأخري، لكنني ضد الدفع به منذ بداية المباريات المقبلة - باستثناء بنين - لأن الاحتفاظ به كورقة يمكن بها تغيير نتيجة المباراة أمر مهم للفريق والجهاز الفني. فجدو لاعب سريع ويحتاج مساحات للتحرك وإبراز مهاراته، وهو ما يكون متاحًا في النصف الثاني من الشوط الثاني في معظم المباريات، حينما ينزل وهو بكامل لياقته البدنية مثلما فعل في المباراتين السابقتين. نقلا عن موقع في الجول