مبارك خرج بعد حادث الإسكندرية ليحمل الأصابع الخارجية مسئولية الحادث ثم عادت أجهزته الأمنية لتقول أن أيدى مصرية متورطة فيه تفجيرات الإسكندرية قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في افتتاحيتها اليوم الخميس إن المسيحيين في كل من مصر والعراق يعيشون تحت حصار متزايد، مشيرة إلى أن العنف ضدهم قد زاد من الإحتقان على المستويين السياسي والطائفي في كلا البلدين، داعية الجميع إلى الغضب تجاه ما يتعرض له المسيحيون. وقالت الصحيفة الأمريكية إن مصر دائما ما تضع اللوم فيما يتعلق بالتوترات الطائفية على عاتق "الأصابع الخارجية"، وقالت الصحيفة إنه بعد حادث تفجير كنيسة القديسين في الاسكندرية الذي قتل أكثر من 20 مصرياً سرعان ما خرج الرئيس حسني مبارك ليحمل "الأصابع الخارجية" مسؤولية الحادث، مضيفة أنه فيما بعد قال بعض المسؤولين الأمنيين إنه ربما قد تكون هناك أيدي مصرية قد تورطت في الحادث، مشيرة إلى أنهم في حاجة لمزيد من الوقت للبحث عن المسؤولين عن الحادث. وأضافت الصحيفة بالقول إنه لسوء الحظ فإن المتطرفون يجدون في مصر تربة خصبة لهم حيث يسود التسامح والتنوع الذي يسمح لهم بالبقاء، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن نظام مبارك اعتمد سياسة صارمة لقمع المسلمين الأصوليين، ما زاد من تطرف تلك الجماعات. وبعد تراجع الدعم السياسي الذي كانت تحصل عليه تلك الجماعات، بدأت في محاولة إرضاء المسلمين من خلال تمييزهم عن أصحاب الديانات الأخرى، خاصة الأقباط الذين يمثلون حوالي 10% من إجمالي عدد السكان. وتحولت الصحيفة إلى المسيحيين في العراق، فقالت إن آلاف المسيحيين قد فروا من العراق بعد الهجوم الذي وقع في أكتوبر الماضي على احدى كنائس بغداد مخلفا 51 قتيل ومهو ما تبعه سلسلة من الهجمات والتفجيرات التي استهدفت المسيحيين، وهي الأعمال التي أعلنت جماعة دولة العراق الاسلامية التابعة لتنظيم القاعدة مسؤوليتها عنها، متوعدة بشن المزيد من تلك الهجمات. واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول إن هجمات المتطرفين يجب ألا تكون عذرا أو حجة لمزيد من التسلط السياسي في العراق أو مصر، موضحة أنه إذا لم يستطع نظام المالكي في العراق ومبارك في مصر في السيطرة على أولئك المتطرفين وضمان الأمن لشعوبهم، فإن تلك الشعوب التي طالما عاشت في مناخ من التنوع وعدم التمييز ستعاني معاناة كبيرة، مطالبة المالكي ومبارك بإعادة التوازن إلى مجتمعاتهم.