شيابو يرى أن الصين تحتاج لاحتلال غربي يدوم 300 سنة حتى تتحول لدولة متحضرة ليو شيابو في تقرير أعده باري سوتمان أن يان هيرونج، بعنوان: "هل يعلم داعمو ليو شيابو شيئا عن مواقفه؟"، نشرت الجارديان نبذة عن أفكار المعارض الصيني، ليو شيابو، الحائز على جائزة نوبل للسلام. استهل التقرير بالتأكيد على إن الإعلام الغربي يتجنب تماما استعراض أفكار شيابو تجنبا لمناقشات حادة، وتشكيك في مصداقية الجائزة، وهو أمر، كما يرى كاتبا التقرير، مثير للجدل، إذ أن شيابو حظى باهتمام كبير، حيث نشر عنه، منذ فوزه بالجائزة وحتى الآن، أكثر من 500 مقال، كلهم - عدا 10 مقالات - يشيدون به دون التعرض لأفكاره. يستشهد التقرير بالاستفتاء الذي أجراه أندرو جاكوب في في الهيرالد تريبيون حول شيابو بعد فوزه بالجائزة بين طلبة الجامعة، وتبين أن 85 بالمائة من الطلبة لا يعلمون شيئا عن شيابو ولا عن أفكاره، كما أجرى الباحث النرويجي المتخصص في الحضارة الصينية، رون سفارفيرود، استفتاء بين الصينيين، نشره في صحيفة "نين مانيجير - الرأي الجديد"، حول رأيهم في شيابو، وتبين أن الشباب الصيني لا يهتم بشيابو، بينما يرى المثقفون الصينيون أنه غير مستحق للجائزة. يصف تقرير الجارديان ليو شيابو بأنه "بطل حرب لا بطل سلام"، حيث أنه داعم متحمس للحرب على أفغانستان، والحرب على العراق، وضرورة استخدام إسرائيل للقوة لتتمكن من "هزيمة الإرهابيين"، وهو معجب بشدة بسياسات الرئيس الأمريكي السابق جورج دابليو بوش، بل إنه امتدح الحرب السابقة على فيتنام وشجع الحرب على كوريا في عام 2001. يعرض التقرير مقتطفا من مقال لشيابو بعنوان "دروس من الحرب الباردة"، حيث يقول: "إن كل الحروب التي قادها العالم الحر بقيادة الولاياتالمتحدة كانت ضد أنظمة تنتهك حقوق الإنسان.. لذا فكل حروب الولاياتالمتحدة هي حروب أخلاقية". كما كتب ليو شيابو عن جورج بوش في 2004: "إن الإنجازات العظيمة التي حققها الرئيس جورج بوش في الحرب على الإرهاب لا يمكن أن تمحوها افتراءات كيري.. إلا أنه يجب تكبد المزيد من المخاطرة للإيقاع بصدام حسين، لكن هذه المخاطرة هي الطريق الأسلم. لقد ثبت بعد الحرب الباردة والحادي عشر من سبتمبر أنه، مهما يكن، الحرب على صدام عادلة، وقرار بوش كان صحيحا". أما بشأن الصراع العربي الإسرائيلي، فيرى شيابو أن إسرائيل تتخذ مواقف صحيحة، وأن الفلسطينيين هم وحدهم من يقع عليهم اللوم، بل إنه يصفهم ب"المحرضون". وبعيدا عن انشغال شيابو بالحرب على الإرهاب، واتهام العرب بالتحريض، (وهو شأن لا أظنه يخصه على أقل تقدير)، لشيوبا أراء مثيرة للاهتمام والدهشة فيما يخص الصين. إذ ورد في تقرير الجارديان أن ليو: من أكثر المتحمسين "لتغريب الصين"، بل إنه قال في أحد حواراته سنة 1988: "أن تكون متغربا يعني أن تكون إنسانا"! بل إنه انتقد فيلمين تسجيليين عن الصين لأنهما لا ينتقدان الثقافة الصينية ولا يدعوان لتبني الثقافة الغربية. وقال: "لو كنت مكان صناع الفيلمين لأظهرت مدى الجبن والضعف والاهتراء الموجود في الشخصية الصينية". كما أن شيابو حزين لأنه لا يتحدث إلا لغة واحدة، وهي لغته الأم، ويقول بأن عزلته في لغته تشعره بالانفصال عن العالم المتحضر، إلى جانب مؤلف له ينتقد فيه بشدة "الشخصية الصينية". في عام 1988، قال ليو شيابو: "لم تصل هونج كونج إلى ما وصلت عليه إلا بعد 100 سنة من الاحتلال. وإذا وضعنا في الاعتبار مساحة الصين الكبيرة، فإننا نجد أن الصين تحتاج لاحتلال يدوم على الأقل 300 سنة حتى تصبح مثل هونج كونج.. بل إنني أشك في أن 300 كافية". المذكور، أو المعارض، أو الفائز بجائزة نوبل، يحصل على تمويل دائم من الولاياتالمتحدةالأمريكية، عبر منظمة "المنحة القومية للديمقراطية/ نيد" National Endowment for Democracy/ NED يقول التقرير المنشور بالجارديان، أنه، وفقا للدراسات، فإن الجمعيات الأهلية الداعمة للديمقراطية، والتي تحصل على تمويل من الولاياتالمتحدة، لا تخلق عملية ديمقراطية حقيقية، وليس لها أي أثر على الحياة الانتخابية، إلا أنها تخلق نوعا من الفوضى وعدم الاستقرار الداخلي وتتسبب في تأخير التنمية وأن هذه المؤسسات "لا هي تحقق الحكم الجيد والديمقراطية، ولا تترك الدول النامية للتطور في إطار منظومتها القانونية". يضيف تقرير الجارديان قائلا: "والآن، في دول تمر بمرحلة ما بعد الشيوعية، أو دول أخرى نامية، حدثت خطة الخصخصة، والتي يدعو لها ليو شيابو، مما تسبب في سرقات مهولة للمال العام، وتكديس الثروات لصالح قلة دون الأغلبية، مما جعل الرأي العام في هذه الدول ينقم على عملية الخصخصة، خاصة في الدول التي تمر بمرحلة ما بعد الشيوعية، حيث يرغب المواطنون في استعادة حقوقهم، كما أن النقمة على نظام الخصخصة وصلت للهند، وأمريكا اللاتينية، والصين نفسها، كما أن الدراسات في دول عديدة، أثبتت أن نظام الخصخصة يضر بالتنمية، حيث أن خصخصة الأراضي في الصين ستخلق تكديسا للأراضي لصالح فئة معينة، بينما يعيش الفلاحون بلا أراض." يذكرنا التقرير بألكساندر سوليزنيتسن، الذي حاز منذ أربعين عاما على جائزة نوبل للسلام، بسبب "تصديه للطغيان السوفييتي"، وتجاهل المانحون، بل والعالم، أراء سوليزنيتسن الرجعية، حيث يؤمن بالسلطوية، والعداء لليهود، ولوم الولاياتالمتحدة لأنها لم تكن "أكثر قسوة مع الفيتناميين في حربها عليهم"، وإدانته لمنظمة العفو الدولية لأنها "ليبرالية بشكل مبالغ فيه"، بل ودعمه للديكتاتور الأسباني فرانشيسكو فرانكو، كما يذكرنا التقرير برفض جان بول سارتر لجائزة نوبل بسبب دورها في الحرب الباردة عام 1964. ونحن إذ نتفق مع تقرير الجارديان، ومثقفي الصين، في أن المذكور لا يستحق جائزة نوبل، نوصي بعرضه على طبيب نفسي.