الكل يضرب الآن حيص بيص عندما يتناول إيرادات أفلام العيد تستمع فقط إلى أن هناك 20 أو 25 مليون إيرادات ولكن كيف تم توزيع هذه الأرقام.. لا يوجد رقم صادق تستطيع أن تستند إليه وأنت نتناول الحديث عن أفلام العيد الأربعة.. نعم أعرف أن هناك خامس باسم "بصرة" للمخرج "أحمد شوان" ولكنه خارج نطاق التقييم الرقمي.. ما نراه يجري الآن في سباق الأرقام هو أن الرقم أصبح أحد وسائل الدفاع فهو حائط صد لشركة التوزيع تؤكد من خلاله تفوق فيلمها وهو في نفس الوقت يعتبر بمثابة قذيفة تطلقها على الأفلام الأخرى التي خرجت صريعة أمامها لتؤكد أن لا أحد يدانيها أو حتى يقترب منها وهكذا مثلاً لو سألت "اسعاد يونس" المسئولة عن الشركة العربية عن توزيع فيلمي عادل إمام "زهايمر" ومحمد رجب "محترم إلا ربع" سوف تقول بكل ثقة أن إيرادات "عادل إمام" غير مسبوقة في تاريخ السينما وأنه في المركز الأول وعن جدارة وبمسافة كبيرة ولأنها لا تستطيع أن تضع فيلم محمد رجب "محترم إلا ربع" في المركز الثاني مباشرة بعد "عادل" فإنها ستقول أن "رجب" يتنافس مع "حلمي" وفيلمه "بلبل حيران" على المركز الثاني بينما "أحمد السقا" و "خالد صالح" و "غادة عادل" بفيلمهم "ابن القنصل" فإنهم قابعون في المركز الرابع والأخير ولو سألت "محمد حسن رمزي" باعتباره هو واجهة الشركة الأخرى "المتحدة" سوف يتحدث وبراءة الأطفال في عينيه مشيراً إلى أن "بلبل حيران" في مكانة بعيدة عن المنافسة فهو في المركز الأول ولا أحد يقترب منه ثم يأتي "ابن القنصل" الثاني ويأتي بعد ذلك "زهايمر" الثالث وربما يذكر أن الفيلمين يتنافسان على المركز الثاني!! أين الحقيقة الرقمية؟! المفروض أن غرفة صناعة السينما لديها الأرقام إلا أننا نكتشف أن الغرفة لا حول لها ولا قوة وأنها آخر من يعلم.. الجهة الوحيدة التي لا يمكن الكذب عليها هي مصلحة الضرائب لأن لها نسبة تحصل عليها من التذاكر المباعة فلا يستطيع أحد أن يخدعها بذكر رقم مبالغ فيه لأنه سوف يضطر في هذه الحالة إلى دفع ضريبة أكبر إلا أن أرقام مصلحة الضرائب سرية ولن يتسنى الحصول عليها ببساطة؟! لم يكن هذا هو حالنا في الماضي وأعني بالماضي قبل خمسة أعوام فقط.. وذلك قبل أن تحدث المعركة الثأرية بين شركتي التوزيع الكبيرتين "العربية" و "المتحدة" حيث أشعل توزيع فيلم "عوكل" لمحمد سعد المعركة بينهما ومن بعدها صار كل منهما لديه شركات إنتاج تعمل لحسابه وبالتالي ينفرد بعرض أفلامها التي هي بالضرورة في هذه الحالة ممنوع عرضها في دور العرض التابعة للشركة المنافسة وهكذا عشنا ونعيش أسوأ أنواع الاحتكار لأنه احتكار غير معلن رسمياً ولكنه يمارس فعلياً.. وتعيش الصحافة بناء على ذلك في مأزق فهي لا تحصل على رقم محدد ولكن عليها أن تجتهد وعلى صحفييها أن يذهبوا بأنفسهم إلى دور العرض في محاولة للعثور على رقم أو لمتابعة طوابير الجماهير على الأفلام.. ولقد حاولت أن أستقصي بنفسي وذهبت هنا وهناك للعثور على دلالة وليس بالطبع رقم وما أراه هو أن هناك تفوق لإيرادات "أحمد حلمي" وأن المركز الثاني "عادل" وربما يتطلع للأول و "السقا" بعد ذلك ويأتي بالتأكيد "رجب" في المركز الرابع وبفارق كبير بينه وبين الثلاثة الأوائل.. "حلمي" لديه تراكم ولا شك من خلال أفلامه السابقة واستطاع أن يقدم لجمهوره ضحكات وإيفيهات مباشرة ولكن بلا إشباع فني هذه المرة.. "عادل" استرد قدر من الثقة بعد فيلمه الرديء "بوبوس".. هذه المرة شاهدنا ولا شك شذرات من "عادل إمام" الممثل وهكذا عاد إليه قدر من الثقة بينه وبين الناس وعليه أن يتمسك بهذا الخيط السحري بينه وبين الناس ويقدم أفلاماً قادمة تعبر عن حالة "عادل إمام" وليس تلك الصورة الذهنية للرجل زير النساء والتي صدرها لنا في أفلام مثل "بوبوس" و "مرجان".. أما "أحمد السقا" فله فيلمين تعثرا في السينما قبل ذلك "إبراهيم الأبيض" و "الديلر" بالتأكيد "ابن القنصل" أفضل فنياً ولكنه لم يغفر له تماماً إخفاقه المتكرر.. ويبقى "رجب" الذي تتم المراهنة عليه كبطل منذ حوالي أربع سنوات وبالتأكيد لم يخسر الرهان لأن الأرقام لم تطيح به خارج القائمة ولكنه أيضاً لم يحقق حتى الآن الرقم الذي يضعه في قائمة نجوم الشباك الأوائل ولكنه لا يزال يحاول وشركات الإنتاج أيضاً لم تفقد الأمل. هذا مجرد استقراء أحاول من خلاله أن أعثر على إجابة بعد أن غابت من أمامنا كل الأرقام؟!