(قمة لاهور) نوهت بجهود كنائس الشرق الأوسط ولم تطالب بترحيل المسيحيين أيمن عبوشي أورد الكاتب الدكتور مجدي خليل في مقالته التي حملت عنوان: (انتفاضة أقباط العمرانية.. وإرهاب الدولة المصرية)، التي نُشرت في موقع "الدستور الأصلى"، يوم السبت، 27 نوفمبر 2010، معلومات بعيدة عن الصحة ذكر فيها أنه (وفي قمة منظمة المؤتمر الإسلامي في لاهور عام 1980، طالبت المنظمة بضرورة إخلاء منطقة الشرق الأوسط من المسيحيين بحلول عام 2000). وفيما لم يتوخ الكاتب الدقة في المعلومة التي أوردها، فقد دوّن عددا من الأخطاء المهنية التي لا تتماشي مع ضرورات الاقتباس والنقل، إذ لم يصدر عن القمة أية إشارة إلى الطرح الذي ذكره الكاتب، ولم تطالب أية وثيقة صدرت عن القمة حين ذاك، أو بعد ذلك، بإخلاء منطقة الشرق الأوسط من المسيحيين، أو غيرهم من أتباع الديانات الأخرى. والحقيقة، أن البيان الختامي للقمة الإسلامية الثانية في لاهور، قد تضمن جملة من البنود التي تثمن وتقدر الدور المسيحي في دعم القضية الفلسطينية، وتشدد على احترام الآخر. واللافت أن البيان الختامي لقمة لاهور، أورد ما نصه (إيمان ملوك ورؤساء الدول والحكومات وممثلو البلدان والمنظمات الإسلامية بأن دينهم المشترك إنما يمثل رابطة لا انفصام لها بين شعوبهم، وأن تضامن الشعوب الإسلامية لا يقوم محل معاداة أية جماعات إنسانية أخرى ولا على تفرقة بسبب العنصر أو الثقافة ولكن على المبادئ الإيجابية الخالدة، مبادئ المساواة والأخوة وكرامة الإنسان والتحرر من التمييز والاستغلال، والكفاح ضد الظلم والقهر). كما شدد البيان الختامي للقمة المذكورة على رغبة ملوك ورؤساء الدول والحكومات وممثلو البلدان والمنظمات الإسلامية، في (أن تكون جهودهم في سبيل تعزيز السلام العالمي القائم عل الحرية والعدالة الاجتماعية مشبعة بروح المحبة والتعاون مع الأديان الأخرى طبقا لتعاليم الإسلام). كما نوه البيان الختامي (بالجهود البناءة التي تبذلها الكنائس المسيحية في العالم كله وفي البلاد العربية وبصفة خاصة في لبنان، ومصر، والأردن وسوريا لتوضيح قضية فلسطين أمام الرأي العام العالمي وفي المؤتمرات الدينية العالمية والعمل على كسب تأييدها للسيادة العربية على القدس والأماكن المقدسة الأخرى في فلسطين). وتؤكد هذه البنود السالفة عكس الطرح الذي ساقه الكاتب في مقالته، بجانب أن مؤتمر القمة الإسلامي الثاني في لاهور بباكستان الذي استشهد به الكاتب كان قد عقد في 22-24 فبراير من عام 1974، وليس في عام 1980، كما ذكر في مقالته. إلى ذلك، تؤكد منظمة المؤتمر الإسلامي موقفها الثابت لاحترام الآخر، وصون كرامته وحقوقه، وقد كررت الأمانة العامة لمنظمة المؤتمر الإسلامي هذا الموقف المبدئي أكثر من مرة، ورسخته في مبادئها، وبخاصة في الميثاق الجديد للمنظمة الذي أورد في بنوده ضرورة أن (تعزز الدول الأعضاء وتساند على الصعيدين الوطني والدولي، الحكم الرشيد والديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات الأساسية وسيادة القانون). وأعربت المنظمة عمليا عن هذه الروح من خلال بيانات عديدة أصدرتها تندد بالعمليات الإرهابية التي استهدفت المواطنين المسيحيين في العراق، كان أبرزها المبادرة الرائدة في ضرورة صون أمن المسيحيين من أبناء الشعب العراقي في 14 أكتوبر 2008، والتي لاقت اهتماما دوليا واسعا، بالإضافة إلى البيان الصادر في الثاني من نوفمبر 2010 والذي أدان بشدة (العمل الإجرامي والإرهابي الذي استهدف مواطنين عزل كانوا يؤدون طقوسهم الدينية في كنيسة سيدة النجاة في بغداد). وللتوثيق، فإن كافة المعلومات الواردة سالفا منشورة على موقع منظمة المؤتمر الإسلامي الإليكتروني www.oic-oic.org أيمن عبوشي مسؤول ملف الإعلام العربي إدارة الإعلام منظمة المؤتمر الإسلامي