أكثر لحظة، شعرت فيها بأن أيام النظام المستبد الفاسد اقتربت من تتر النهاية، كانت لحظة إقرار هذا القانون؛ لأنني استطعت رؤية ما رفض الطغاة، وترفض طبيعتهم المستبدة رؤيته، ولقد أثبتت التجربة صحة وجهة نظري، عندما حدثت تجربة صغيرة للموقف في عزبة الهجانة، فما أن حاول النظام هدم منازل، قال إنها مخالفة، وحاول الاستناد إلي القانون في هدمها، باعتباره السلطة والقوة والطغيان، حتي اشتعل أصحاب تلك المنازل غضباً، وتجاوزوا كل السياج الأمنية، وأسقطوا هيبة الأمن والنظام، الذي هددهم في استقرارهم، فلم يعد لديهم ما يخسرونه.... تصوروا إذن ماذا يمكن أن يحدث، إذا ما تهدد ثلث سكان مصر في استقرارهم؟!.... الأمن، لأنه يؤمن أيضاً بالفكرة الطغيانية نفسها، فهو يتصور أن الأمن المركزي، بعصيانه وقنابله المسيلة للدموع، سيكفي للسيطرة علي الموقف، ولكن ولأنه أيضاً صاحب فكر طغياني، فهو لم يدرس الصورة بشكل أكبر، ولم يدرك أنه في داخل كل إنسان في مصر غضب شديد من النظام، الذي جعل الفساد هو الأساس، في حكم البلاد، وأنه ما أن تبدأ الهوجة ضده، حتي ينضم إليها كل الغاضبون، وهم حوالي سبعين مليوناً فقط، ولن تكفي لحظتها كل قوات الأمن المركزي، في طول البلاد وعرضها، لإيقاف الهوجة، التي ستلتهم الأمن المركزي بضباطه، وكل النظم الأمنية، التي تحاول الوقوف في وجهها أيضاً.... هذا ليس خيالاً، ولكنه ما حدث في إيران، ورومانيا، وما يمكن أن يحدث في أي دولة أخري، إلا إذا كان عدد رجال الأمن يفوق الشعب، ولكن حتي هذا لا يكفي للوقوف في وجه أصغر موجة شعبية، لأن رجال الأمن علي كل المستويات، هم أساساً من الشعب، يواجهون ما يواجهه، ويعانون ما يعانيه، مما يعني أنهم، إذا ما احتدم الأمر، فسينضمون للشعب، وليس للنظام.... وهذا ما حدث في إيران ورومانيا أيضًا.... ولكن الطغاة جهلاء بطغيانهم، ولا يتعلمون، ولن يتعلموا؛ لأنهم طغاة، ومستبدون، وفاسدون، و.... مازال للحديث بقية.