تخليد سلالة مبارك ستجعل نظام أحد أهم حلفاء الولاياتالمتحدة بلا شرعية يجب على الرئيس الأمريكي أن يكشف للمصريين والعرب كيف يتعامل أوباما مع انتخابات يتعرض فيها المرشحين للضرب أو الإبعاد مبارك قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في افتتاحيتها أمس الجمعة إن ممارسات النظام المصري تجاه معارضيه حاليا تكشف إصرار الرئيس حسني مبارك على الحفاظ على نظام الحكم الفردي لمصر من خلال الإنتخابات الرئاسية العام القادم، وافساح الطريق أمام نجله جمال كي يصبح خليفته. واعتبرت الصحيفة الأمريكية أن تعامل نظام الرئيس مبارك مع المطالبات الأمريكية بوجود مراقبين دوليين أظهر الولاياتالمتحدة في صورة الضعيف، وهو ما يعد خطراً على المصالح الأمريكية في المنطقة. وإلى نص الإفتتاحية : ستبدأ الإنتخابات البرلمانية المصرية الأحد، بينما النتيجة النهائية معلومة جيداً حتى قبل أن يبدأ التصويت، بعيداً عن الحرية السياسية والديمقراطية الحقيقية. فقبل أسابيع من بدء الإنتخابات، جمعت قوات الأمن أكثر من 1000 ناشط سياسي، حيث تعرض كثيرون منهم للمعاملة السيئة. كذلك تم منع المحللين السياسيين من الظهور في وسائل الإعلام، وتم اغلاق عدة قنوات تلفزيونية وتم فرض قيود على الرسائل النصية عبر التليفون المحمول. وفي تلك الأثناء أطلقت الحكومة المصرية تصريحات عالية النغمة لرفض مطالب إدارة الرئيس باراك أوباما بالسماح بوجود مراقبين دوليين في الإنتخابات، في الوقت الذي لم تسمح فيه الحكومة المصرية لجميع الجمعيات المدنية المحلية بالمشاركة في مراقبة العملية الإنتخابية. إن أي من كل ذلك لا يعد مفاجئاً، ولكنه يكشف بوضوح شديد إصرار الرئيس حسني مبارك على الحفاظ على نظام الحكم الفردي لمصر من خلال الإنتخابات الرئاسية العام القادم وافساح الطريق أمام نجله جمال كي يصبح خليفته. ولكن ذلك له أهمية كبيرة جداً للمصالح الأمريكية في الشرق الأوسط، فالمخاطر المرتبطة بمحاولات تخليد سلالة مبارك ستجعل نظام أحد أهم حلفاء الولاياتالمتحدة بلا شرعية، ما قد يفتح الطريق أمام معارضي النظام سواء من القوميين أو من الإسلاميين. إن رفض الرئيس مبارك الخشن للمطالبات الأمريكية الرقيقة بالتغيير تضع إدارة أوباما في صورة "الضعيف" في منطقة ستتفاعل فيها الأحداث بسرعة كبيرة إذا ما أدركت تلك التصورات. وبناء على ذلك فإن نتائج الإنتخابات المصرية ليست هي المهمة الآن، إنما المهم هو كيفية تقبل أوباما لتلك النتائج. فالرئيس الأمريكي ووزيرة خارجيته طرحوا بالفعل قضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان في محادثات مع القادة المصريين، إلا أنهم يبتعدون عن الحديث في تلك القضايا بشكل معلن وعلى مسامع الجميع. كما فشلت إدارة أوباما في ربط المعونة الأمريكية التي تحصل عليها مصر كل عام بقيمة مليار دولار بالقمع الداخلي الذي يمارسه نظام الرئيس المصري، كما أنهم لا يدعمون الجهود المبذولة من جانب عدد من أعضاء الكونجرس لتمرير تشريعات أو حتى قرارات غير ملزمة من شأنها ربط العلاقات الثنائية بالإصلاح السياسي. يعتبر الأسبوع الحالي لحظة مثالية لبدء تغيير كل تلك السياسات من جانب إدارة أوباما، فيجب على الرئيس الأمريكي أن يكشف للمصريين والعرب كيف يتعامل أوباما مع انتخابات يتعرض فيها المرشحين للضرب أو الإبعاد، وتتم فيها سرقة أصوات الناخبين، ويمنع فيها وجود مراقبين. يجب على أوباما وقف ممارسات وزارة الخارجية الأمريكية التي تسمح لمصر باستخدام الفيتو في وجه مؤسسات مجتمع مدني تحصل على دعم من الولاياتالمتحدة، ويجب عليه أيضا أن يدعم الكونجرس في ربط المساعدات العسكرية بحقوق الإنسان. ومايجب على أوباما معرفته جيداً هو أنه يجب عليه توضيح أنه لا يمكن أن يتعرض الرئيس الأمريكي للمعاملة السيئة من جانب رجال العرب الأقوياء، فإذا تمادى الرئيس مبارك في ذلك، فسرعان ما سيقتدي به آخرون في ذلك.