سخر الصحفيون الإسرائيليون من رئيس المجلس الفيدرالي الروسي سيرجي ميرونوف الذي وضع على برنامج زيارته إسرائيل إجراء لقاء مع رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس في رام الله. وعلى الرغم من أن ميرونوف أعلن خلال زيارته تل أبيب أن: "هناك تفاهما تاما بين روسيا وإسرائيل في قضايا مكافحة الإرهاب الدولي، والتصدي لنزعة معاداة السامية، ومنع محاولات تزييف نتائج الحرب العالمية الثانية"، إلا أن ذلك لم ينقذه من سخرية وسائل الإعلام التي ذكرت "أنه (أي ميرونوف) قد لا يصل إلى الأراضي الفلسطينية أبدا". وتعود لهجة السخرية الإسرائيلية من البرلماني والسياسي الروسي المعروف إلى أنه، أثناء زيارته الأولى إلى إسرائيل عام 2002، ألغى لقاء مقررا مع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وذلك بعد مقابلته مع الجانب الإسرائيلي. ما أثار غضبا لدى الجانب الفلسطيني، ووضع موسكو في موقف حرج آنذاك. وشارك ميرونوف ووزير خارجية العدو الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان وغيره من المسؤولين الإسرائيليين في مؤتمر لذكرى السفير السوفيتي الأخير والروسي الأول لدى إسرائيل ألكسندر بوفين الذي شغل هذا المنصب في الفترة من عام 1991 إلى عام 1997. وكان بوفين من أشد المؤيدين للسياسة الاستيطانية الصهيونية في الأراضي الفلسطينية. بل ووصفته القوى الوطنية الروسية طوال تسعينات القرن الماضي بكلب إسرائيل في روسيا إلى أن توفي في أبريل 2004، وهو في الرابعة والسبعين من عمره. ويرى الإسرائيليين أنه لعب دورا حيويا في استعادة العلاقات التي جرى التحضير لإعادتها قبل سنوات طويلة من انهيار الاتحاد السوفيتي. في سياق متصل حاول ميرونوف التأكيد مجددا على ولائه لإسرائيل، مستخدما العبارة التي قالها الرئيس الروسي الحالي دميتري ميدفيديف: "ليست إسرائيل مجرد واحدة من الدول الصديقة لروسيا.. إسرائيل شريك استراتيجي وثيق"، مكررا في الوقت ذاته بأن الاتحاد السوفيتي أيد مشروع إقامة دولة إسرائيل في عام 1947، أي قبل تأسيسها بعام. إلا أن وثائق تم الإعلان عنها في موسكو وتحولت إلأى أفلام وثائقية تشير إلى أن دولة إسرائيل أنشئت بمبادرة من الاتحاد السووفيتي ورفضتها الولاياتالمتحدة 3 مرات متتالية. واضطرت في النهاية إلى الموافقة على إقامة دولةو دينية لليهود في فلسطين بعد أن رأت أن الاتحاد السوفيتي قد يسجل نقاطا تاريخية هامة في حال إصرارها على رفضها.