الغزالى حرب: مصر تحتاج إلى نظام ديمقراطي حقيقي يحقق حرية الرأي ونزاهة الانتخابات أسامة الغزالي حرب خلال الندوة التي عقدتها دار الخدمات العمالية والنقابية قال الدكتور أسامة الغزالي حرب –رئيس حزب الجبهة الديمقراطية – أن الفجوة الموجودة الآن بين الفقراء والأغنياء لم تحدث منذ عهد محمد على والتي نتجت عنها ظواهر غريبة على المجتمع المصري منها ظاهرة المعيشة داخل جدران "المدن السكنية الجديدة" التي تعيش فيها الفئات المترفة منعزلة عن باقي فئات الشعب ، مضيفا جاء ذلك خلال الندوة النقاشية التي عقدتها دار الخدمات العمالية والنقابية – مساء الثلاثاء 2 نوفمبر – بمقرها الرئيسي بحلوان ، في احد حلقات صالون يوسف درويش الثقافي تحت عنوان إشكالية العلاقة بين الحركة العمالية والحركة السياسية ، والتي حضرها مجموعة من القيادات العمالية والنقابية والسياسية، أن نحو 20 مليون مواطن في مصر يعيشون تحت خط الآدمية ويسكنون العشوائيات ويفتقدون إلى الحد الأدنى من حقوقهم الطبيعية في السكن والتعليم والصحة وغيرها من حقوق المواطنة وهو ما أدى إلى ظهور الموبقات الاجتماعية في تلك المناطق ، لافتا إلى أن حالة تدهور التعليم في تلك المرحلة لم تشهده مصر في اى فترة من عصورها ، خاصة بعد أن تحول التعليم من نظام مجاني لنظام مدفوع الأجر حتى أصبح متاحا لفئات معينة ومحرم على فئات أخرى. وأشار حرب إلى أن المستقبل أصبح غامضا بحيث لا يستطيع اى مواطن التخمين بأوضاع مصر ما بعد مبارك ، واصفا تعايش الشعب المصري مع ذلك الوضع بالشيء المؤلم والمأساوي ، مؤكدا أن الحل الوحيد للشعب المصري أن يتم طرح البديل في حالة غياب مبارك ، موضحا أن مصر تحتاج إلى نظام ديمقراطي حقيقي يحقق حرية الرأي ونزاهة الانتخابات وأحزاب سياسية حقيقية تعبر عن توجهاتها بحرية كاملة ، وحرية صحافة ونقابات ومجتمع مدني يتمتع بالحرية. ورأى حرب أن النظام السياسي في مفهومه هو الذي يوفر حياة كريمة للمواطن ، وإذا فشل في توفير تلك الحقوق يكون نظام فاشل ، مشددا على ضرورة إعادة القيم الليبرالية في الممارسات السياسية من جديد ، موضحا أن الليبرالية هي مجموعة القيم والمفاهيم السياسية التي يدور جوهرها حول حرية الفرد ، مستطردا أن مفهوم الليبرالية ظهر في مصر أبان عصر محمد على عندما أرسل بعض الباحثين بالأزهر الشريف إلى دول أوروبا وعلى رأسهم رفاعة الطهطاوي الذين انبهروا بقيم الليبرالية في بلاد أوروبا ونقلوها إلى مصر ، لافتا إلى أن الليبرالية هي التيار الفكري الثاني الذي ظهر في مصر عقب التيار الاسلامى وبعده ظهر التيار الاشتراكي بعد اندلاع الثورة البلشفية في روسيا حتى ظهر في مصر ثلاث تيارات بعد الحرب العالمية الأولى هي الاسلامية والليبرالية والاشتراكية التي استمرت كذلك حتى ظهور تيار القومية العربية في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر. وأضاف حرب أن الفترة ما بين 1922 حتى 1952 سميت الحقبة الليبرالية وهى الفترة التي تميزت بحرية الرأي والتعبير والصحافة وتعددية الأحزاب السياسية ، وأنتجت المبدعين من الكتّاب والفنانين ، وطبقت دستور 1923 الذي كان يدعم كل أشكال الديمقراطية ، مشيرا أن الشائع في مصر تناقض الليبرالية مع الحقوق العمالية وهى صورة غير حقيقية بدليل صورة الحركة العمالية والنقابية في الدول الليبرالية الأخرى.