فى عمليات الكوماندوز العسكرية ينفذ أفراد الفريق المطلوب منهم ويرحلون تاركين لرجال السياسة تحليل النتائج ومعالجة أثارها الجانبية.. وحينما تحدث الفوضى بعد القصف والضرب يأتى رجال السياسة ببدلهم الانيقة وسياراتهم الفارهة ونظاراتهم السوداء الغامقة التى تخفى عيونهم ومشاعرهم الحقيقية لمحاولة ازالة أثار العدوان واقناع الضحايا أن ما حدث لهم من قصف وضرب وجرح وقتل لذويهم هو فى مصلحتهم فى الاساس، وقد يخلع احدهم النظارة وتغرورق عينهه بالدموع وهو يعتذر عن الضحايا الذين ماتوا عن طريق الخطا وبنيران صديقة .. وفى عالم السياسة اذا استمع المرء لكلمة احنا بنعمل كل ده لمصلحتك أولاً عليه أن يتحسس محفظته وقفاه .. أما عملية كوماندوز تدمير الدستور العسكرية فهى عملية فاشلة بكل المقاييس .. تمت بسذاجة وبدون خطة وبأسلحة فاسدة انفجرت فى الصحفيين والملاك الجدد والقراء .. (ليه ياربى مفيش سيناريوهات مقنعة فى السينما أو فى السياسة؟ .. شوية احترام لذكاء المواطن اللى بيدفع تذاكر الأفلام الهابطة والهلس السياسى) .. هما ملاك الدستور الجدد اشتروا الدستور اعجاباً بسياسته التحريرية فقرروا تدمير سياسته التحريرية؟ هل وصل الحب الى درجة أن الحبيب قرر ان يرمى مية نار على وجه حبيبته نظراً لحسنها الفتان حتى لا يحسدها أحد؟ .. بأمارة ايه يعنى أن الدكتور البدوى يقول أن الدستور من غير ابراهيم عيسى صندوق فارغ ولهذا قررنا اقالة ابراهيم عيسى والاحتفاظ بالصندوق فارغاً يمكن نحتاجه .. ما هذا الكلام الذى يقوله رئيس حزب الوفد الذى يجلس على الكرسى الذى جلس عليه سعد زغلول ومصطفى النحاس؟ هل يستمع الى ما يقول أم هو يعتمد على سحر قناع الرزانة والابتسامات الناعمة التى يطل بها على الفضائيات ليقنع الجميع انه اشترى الدستور ليحافظ عليها من الانهيار؟.. هل أصبح قفا المواطن مكشوفاً ومستباحاً للضرب حتى ولو على طريقة قفاك شتمنى وأنا بأدبه؟ .. قرر الدكتور أن يحافظ على صحة الدستور بأن يضع لها السم فى كوباية العصير .. زيادة مرتبات وزيادة الانفاق على الجريدة كانت مجرد اغواء حتى تتخدر الضمائر وتنكس الرؤوس ومايسترو الدستور يتم ابعاده عن أعضاء الأوركسترا التى تزعج ألحانها الفاسدين والبلطجية وتجار الرقيق السياسى .. كان الهدف ولا يزال أن يتم فصل المايسترو عن الفريق ليحدث النشاز المطلوب ليأتى مايسترو جديد يقود الفريق لعزف ألحان النفاق السياسى فى انتظار أمير قادم أو بلكونة قوانين وفرمانات سياسية تسقط على دماغ المواطن قبل الانتخابات الوشيكة .. أحتفظ بالطبع للدكتور البدوى بحق الملكية الفكرية فى مصطلح البلكونة اللى وقعت عليه وهو ماشى فى حاله حينما وصف عملية شراءه جريدة الدستور والحقيقة أن جثة الدستور هى التى تم القائها من أعلى وهو فقط كان واقفاً فى المكان الغير مناسب وهو خطأ واهمال من المخرج الذى وضعه فى هذا الموقف المحرج. الخلاصة أن جريدة الدستور لم تعد جريدة الدستور ولن تعود .. المشكلة لم تعد فقط اقالة ابراهيم عيسى بهذه الطريقة التى توضح سوء النية غير المغلف بأى سيلوفان .. المشكلة هو ضياع الثقة بين ملاك جدد لا رصيد لهم وبين الصحفيين والقراء .. فشلت عملية الكوماندوز رغم قتل الصحيفة نفسها .. الدستور قبل اغتيالها بدم بارد وبمبررات ساذجة خلقت جيل يفهم ويفكر ولا يتلقى ما يقال ببلاهة ولا يردد ما يقال كالببغاء .. المشكلة لم تعد ما يريده الصحفيين .. المشكلة اصبحت ما يريده القارىء المساهم الاكبر فى تجربة الدستور والذى منحها ثقته .. قارىء الدستور لن يصدق الدستور الا بصوتها الصادق .. أى اضافات للصوت ومحسنات استديوهات الصوت لن تخطئها اذن القارىء.. عاشت تجربة الدستور بايمان قارئها وماتت بعملية كوماندوز فاشلة قام بها الدكتور البدوى والمستر ادوارد بخطة مرتجلة يستفيد منها اصحاب المصلحة الأولى فى كتم صوت الدستور .. استخدمت الدستور قربان رضا سياسى ولم يعبأ الدكتور البدوى بهذا القمار السياسى الذى اصاب حزب الوفد بشرخ شوه تجربة انتخابات رئاسة الحزب وفى وقت حساس .. يريد المستر ادوارد والدكتور بدوى استهلاك الوقت فى الحديث المترهل واللت والعجن عن مين السبب فى اللى حصل للدستور؟ .. يؤكد المستر ادوارد ان ابراهيم عيسى كان عامل جورنال كله ألفاظ نابية وهو المربى الفاضل قرر أن يكمل مهمته كتربوى باعادة رجال وبنات الدستور الى الفصول واعادة تربيتهم من أول وجديد .. يؤكد الدكتور البدوى ان الدستور لم تكن مؤسسة وهو كرجل اعمال قرر أن يصنع منها نموذج يحتذى به بين المؤسسات الصحفية .. يؤكد كلاهما انهما قدما لكل صحفى كوباية عصير مكافأة مقدماً على جهدهما المتوقع وهم يعلمون جيداً أن كوباية العصير فيها سم قاتل!