أثارت قرارات الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف جدلاً واسعًا في الأوساط السياسية والعسكرية الروسية. وذلك بعد صدور مرسوم رئاسي يحظر تزويد إيران بالمدرعات والطائرات والمروحيات والسفن الحربية، بالإضافة إلي منظومات «إس - 300» وأنواع أخري من العتاد الحربي، ومنع الاستثمارات الإيرانية في مجال استخراج وتخصيب اليورانيوم في إطار التزام موسكو بالعقوباتِ الدولية المفروضة علي طهران. واعتبر خبراء عسكريون أن واشنطن هللت لقرار موسكو، لأنه يعني عملياً إنهاء تعاون روسيا العسكري التقني مع شريك قديم موثوق. وأوضحوا أن الولاياتالمتحدة التي تؤلب روسيا علي إيران تجري في الوقت نفسه مفاوضات سرية مع الأخيرة بهدف إقامة علاقات دبلوماسية غير رسمية بين البلدين. وحذروا من أنه إذا ما نجحت في ذلك فلن يطول الوقت حتي تكتسب هذه العلاقات الصفة الرسمية. وبالتالي سيتمكن الأمريكيون من إقصاء روسيا عن سوق السلاح الإيرانية. من جهة أخري رأي ساسة روس أن هذا الحظر يأتي بالخسارة علي مصنعي السلاح الروس الذين سيفقدون ما يتراوح بين 11 مليارًا و13 مليار دولار. وهذه الخسارة تشمل 800 مليون دولار كان الإيرانيون سيدفعونها مقابل منظومات «إس-300» لتسليح 5 كتائب صواريخ، بالإضافة إلي عقود محتملة لتصدير منظومات مدفعية ومدرعات وطائرات ومروحيات وسفن حربية وإقامة 4 مفاعلات جديدة. واعتبروا أن المرسوم الرئاسي الذي يحظر أيضا نقل السلاح والعتاد العسكري إلي إيران عبر الأراضي الروسية، ويمنع جميع الإيرانيين الذين لهم علاقة بالبرنامج النووي من دخول روسيا، ويحرم أي نوع من المعاملات المالية معهم، سيخلق بدوره مصاعب جمة لجهة تسديد مستحقات روسيا عن بناء محطة بوشهر الكهروذرية التي أصبحت جاهزة للعمل.. وطرح الخبراء سؤالاً مهمًا حول مدي جدية وعود الغرب لروسيا مقابل إدارة ظهرها لإيران: من أجل ماذا تُقْدِم موسكو علي هذه التضحيات؟ ورأوا أن ذلك من أجل الشراكة مع الغرب التي بدأت تتضح ملامحها أخيرا. فأثناء زيارته لواشنطن أعلن وزير الدفاع الروسي أناتولي سيرديوكوف عن الاهتمام بشراء أسلحة ومعدات عسكرية أمريكية للجيش الروسي، وبالدرجة الأولي الأسلحة فائقة الدقة ووسائل الاتصال الحديثة التي لا تنتجها الصناعة الروسية. وتلقي الوزير الروسي تأكيدات من الأمريكيين بأن بوسع موسكو التعويل علي دعم واشنطن. ويبدو أن هذا الدعم لن يقتصر علي تصدير الأسلحة فحسب، بل سيشمل تقديم المساعدة في مجال تحديث مجمع الصناعات العسكرية الروسية والجيش الروسي.