دون أن أسعي لكي أعرف الإجابة من صاحبة الشأن الأول فأنا أعرف مقدماً أن «شادية» ترفض أن تقدم حياتها في مسلسل تليفزيوني؟!مشروع إنتاج مسلسل عن حياة «شادية» مطروح بقوة في عدد من شركات الإنتاج.. المسلسل كتبه «ماهر زهدي» ويخرجه «سامح الشوادي» ورشحت للبطولة «دنيا سمير غانم».. المعروف أن «شادية» لم تُحرِّم الفن وهي أيضاً لا يمكن أن تتورط في مثل هذه التصريحات التي ينتقد فيها الفنان المعتزل أو الفنانة المحجبة الوسط الفني مثلما دأب الآخرون علي التحريم المطلق حيناً وعلي التحليل المشروط حيناً آخر.. «شادية» تحجبت ثم اعتزلت في هدوء ولم تطالب مثلاً مثلما فعلت «شمس البارودي» بحرق بعض أفلامها أو تنكرت لأي مشاهد عاطفية قدمتها.. أكثر من ذلك «شادية» من الممكن لو أعجبها أداء ممثل أو ممثلة أن تتصل به لتهنئه، وكثيراً ما صرح أكثر من نجم ونجمة عن سعادته بأنه قد تلقي مكالمة تليفونية من «شادية».. حتي الآن لم ينقطع تواصل «شادية» بالحياة الفنية ورغم ذلك فإنها تعتذر عن حضور أي حفلات لتكريمها وتواجدها اجتماعياً صار نادراً.. وهذا بالتأكيد من حقها!! هل تقدم حياة «شادية» وهي رافضة أن تري حياتها علي الشاشة؟! لا أتصور أننا من الممكن أن نسعد بذلك كما أنني لا أعتقد أيضاً أن فنانة شابة مثل «دنيا سمير غانم» من الممكن أن تتحمس لأداء دور «شادية» دون أن تحصل علي موافقتها أكثر من ذلك فإن المنطق يقضي بأن تلتقي مع «شادية» لتسألها الكثير عن تفاصيل حياتها لو صح أن «شادية» ترحب بذلك مع يقيني بأن «شادية» لا تتحمس لمثل هذا العمل الدرامي. الفنان عادة لا يرحب بأن يري من يجسد شخصيته علي الشاشة وهو علي قيد الحياة.. علي المستوي العالمي أيضاً أغلب النجمات لا يفضلن ذلك «بريجيت باردو»، «إليزابيث تيلور» رفضتا مؤخراً أن تقدم حياتهما في فيلم سينمائي وبالطبع لا يوجد ما تخشاه كل منهما لأن حياتهما مؤرخة في العديد من الكتب والمراجع الفنية، لكن كل منهما تري أن حياتها تخصها وحدها وأنه لا توجد ممثلة تستطيع أن تقنع الجمهور بأدائها لشخصيتها في مراحل عمرها المختلفة.. قد نسأل ولماذا وافقت مؤخراً صباح علي تقديم مسلسل باسم «الشحرورة»؟ الكل يعرف أن «صباح» بحاجة إلي المال وهكذا مثلاً قبلت أن تظهر في برنامج رمضاني مع زميلنا «وائل الإبراشي» وهي تتحدث عن انتظارها الموت.. أنا شخصياً لم أستطع أن أتقبل إنسانياً رؤية ملامح وجه «صباح» وأشفقت عليها ويقيني أن حاجتها الشخصية هي التي دفعتها إلي ذلك لأنها في السنوات العشر الأخيرة لم تعد تفعل شيئاً سوي البحث عن وسيلة للعيش مثل قبول الاستضافة في البرامج أو المشاركة في أدوار صغيرة في بعض الأفلام أو السماح لرولا سعد بإعادة تقديم عدد من أغنياتها القديمة.. «صباح» علي استعداد أن تروي حياتها لمن يريد وتقول كل التفاصيل لمن يدفع بل إنها عادة تقول أكثر مما هو مطلوب ومما تسمح به أيضاً الرقابة التليفزيونية.. الأمر مختلف تماماً مع «شادية» فهي قد اختارت الحياة الهادئة؟! «شادية» من حقها علينا أن نستأذنها أولاً قبل أن نشرع في تقديم حياتها ولا نعتبر سكوتها كما يحاول أن يشيع البعض هو علامة الرضا.. طوال تاريخ «شادية» الفني وحتي الآن كلما استعدنا أغانيها أو أفلامها لم تتوقف عن منحنا نسمات السعادة.. فلماذا نجرح النسمة؟!