تحمست فجأة وأنا أقرأ خبر فوز منتخب ليبيا للكرة الخماسية بلقب بطل اتحاد دول شمال أفريقيا، وضمت البطولة منتخبات عربية هي المغرب وتونس والجزائر وفلسطين، وقد اعتذر الاتحاد المصري عن الاشتراك في تلك البطولة لضيق وقت الاستعداد لها كما علمت من الصديق حازم الهواري المشرف علي اللعبة وعضو مجلس إدارة اتحاد الكرة. للأسف الكرة الخماسية والنسائية والشاطئية ألعاب أصبحت لها جماهيرها وبطولاتها المحلية والقارية والعالمية، وأنا شخصياً رافقت المنتخب القومي للكرة الخماسية والكرة الشاطئية في الدورة السابقة حينما كنت عضو مجلس إدارة باتحاد كرة القدم وأيضاً بنهائي كأس العالم في البرازيل. تلك اللعبات أصبح لها من يهتم بها ويعمل علي تطويرها ومواكبتها للعالمية خاصة أن اللجنة الأولمبية الدولية تفكر في ضمها لباقي الألعاب الأولمبية..أقول ذلك للأخوين حازم الهواري وسحر الهواري صاحبي الفضل حتي الآن في وجود تلك اللعبات علي الساحة المصرية، ولكن المطلوب الاهتمام بانتشار اللعبات الثلاث بالأندية المختلفة وغير المعقول أن تكون هناك منتخبات بدون قاعدة وبدون أساس، فاللعبات الثلاث لها لجان تشرف عليها، واللجان تحاول ولكن المحاولات تقف عند الإمكانيات، وأيضاً يوجد مدربون علي مستوي جيد ولكن وقف حماسهم أمام إهمال اللعبة، أيضاً انكمشت اللعبة في عدد من الهيئات التي يفكر بعضها في إلغائها. اللعبات الثلاث تناسب تماماً اللاعب المصري صاحب المهارة العالية الكبيرة خاصة أن الملاعب موجودة ومراكز الشباب موجودة والشواطئ موجودة، ولا يبقي إلا كيفية تطوير هذه الألعاب، والتطوير هنا يلزمه تطوير مدرب وضم مراكز شباب وأندية أكثر ووجود ملاعب خاصة شاطئية بالمواصفات المطلوبة وأن يتوسع الإشراف عليها، فلا نقبل لأحد أن يحتكر اللعبة خاصة أن القانون الجديد«8 سنوات» قد أطاح بسحر الهواري وسيبعد شقيقها حازم الهواري..فماذا تفعل اللعبات الثلاث وهما صاحبا القرارات فيها في كل صغيرة وكبيرة؟ ولك أن تعرف صديقي القارئ أن سحر الهواري قد تقلدت منصباً كبيراً في الفيفا، بل أسند إليها الإشراف علي إحدي بطولات كأس العالم في ألمانيا، بمعني أننا نملك الكوادر ولكن للأسف الكوادر فردية بدون أساس جماعي وانتشار في القاعدة قبل القمة. مما تقدم مطلوب مواجهة الحقائق بشجاعة وواقعية للعبات الثلاث، والاهتمام بجميع عناصر هذه اللعبات، لأننا إذا كنا الآن متفوقين علي مستوي القارة فإن القارة بدأت تهتم وأصبحت ليبيا الرائدة في لعبة الكرة الخماسية، وسحبت البساط من تحت أقدامنا بعد اهتمامهم الزائد والجدي باللعبة التي أقبل عليها جماهير كثيرة وأصبحت شبه اللعبة الرئيسية عندهم. يجب أن تعرف صديقي القارئ أننا بعيدون جداً جداً عن المستوي العالمي للعبات الثلاث بمسافات كبيرة جداً جداً في كل عناصر اللعبة باستثناء التحكيم، وقد شاهدت هذا بعيني في بطولة العالم السابقة بالبرازيل، حيث وجدت فرقاً تلعب بأداء خططي ولياقة بدنية، وكنا نشاهد شيئاً وكأننا نشاهده لأول مرة. مطلوب دوري قوي حقيقي، مطلوب زيادة القاعدة لتكون هناك منتخبات قوية، مطلوب تشجيع مراكز الشباب والأندية للاشتراك بالدوري العام، وأيضاً بدوري الناشئين؛ فمن غير المعقول أن يكون لدينا منتخبات بدون قاعدة ولا دوري قوي. ومطلوب من الإعلام التركيز والمساهمة وكشف الأمور حتي تصبح اللعبات الثلاث حقيقة وليست كلاماً خاصة أن اللعبات الثلاث تناسب جداً اللاعب المصري واللاعبة المصرية والشواطئ المصرية وتوجد الملاعب الصغيرة وليس لنا أي حجة، غير أن هناك من يريد الاحتكار والانفراد بتلك الألعاب. مطلوب من الصديق حازم والدكتورة سحر الكثير والكثير.. وأنتما فاهمان.