عندما بدأت «سحر الهواري» الحديث عن لعبة كرة القدم النسائية في منتصف التسعينيات لم تجد الترحاب من قبل المسئولين عن الرياضة في مصر، إلا أنها ظلت تحاول مراراً وتكراراً حتي استطاعت إقناع المسئولين داخل اتحاد الكرة ليتم تشكيل أول لجنة للكرة النسائية عام 1996 ومن هنا كانت البداية الرسمية لتلك اللعبة في مصر لتستمر وتحقق الانتشار أقيم أول دوري للكرة النسائية عام 1998 بعد أن توصلت سحر الهواري عام 97 إلي تشكيل أول لجنة عربية داخل أروقة الاتحاد العربي لكرة القدم، وظلت المحاولات مستمرة من صاحبة الريادة في وجود الكرة النسائية في الملاعب المصرية حتي يومنا هذا. وقالت «سحر الهواري» عضو اللجنة النسائية في الاتحاد الدولي ورئيس لجنة الكرة النسائية في الاتحاد المصري أنها آمنت بحق المرأة في مزاولة الرياضة بشتي أنواعها لذلك ظلت تلك الفكرة تراودها أعواماً وأعواماً خاصة أن هناك العديد من الدول الأوروبية والأفريقية التي سبقتنا في الاعتراف الرسمي بتلك اللعبة، لذلك استطعت الحصول علي موافقة المسئولين باتحاد الكرة علي تشكيل أول لجنة للكرة النسائية عام 1996 وتم تشكيل لجنة في الاتحاد العربي وإقامة بطولة عربية تحت إشراف الاتحاد المصري شاركت بها 6 دول هي المغرب وتونس وليبيا والأردن ولبنان، بالإضافة إلي مصر واستطاعت المغرب الفوز بأول لقب عربي بعد التغلب علي المنتخب الوطني حديث العهد وقت ذاك بهدفين مقابل هدف في المباراة النهائية. وأكملت «سحر الهواري» أول امرأة عربية تحصل علي جائزة اللجنة الأوليمبية للرياضة والمرأة في عام 2001 قائلة إن البطولة العربية جعلت فكرة إنشاء وإقامة دوري محلي لتلك اللعبة من الضروريات الهامة لضمان نجاح اللعبة وانتشارها خاصة أن هناك بعض الأندية التي بدأت في تكوين فرق جماعية وبالفعل كان أول دوري للسيدات عام 1998، وهذا ما جعل المشاركة في البطولة الإفريقية تبدأ ولكنها كانت مجرد احتكاك وليس منافسة علي لقب القارة السمراء عام 2002 نظراً لوجود فرق قوية في إفريقيا تتفوق علي المنتخب الوطني المصري للسيدات في تلك اللعبة مثل منتخبي نيجيريا وغانا. وعن تطور اللعبة في مصر والمنطقة العربية، قالت الهواري: إن كرة القدم النسائية أصبحت في العديد من البلدان العربية وتطور الأداء والمستوي الفني والبدني للاعبات أدي إلي قوة المنافسات في البطولات التي تقام وكان آخرها بطولة البحرين «البطولة العربية الدولية للسيدات» التي تم تنظيمها من قبل الخارجية الألمانية بالتعاون مع المؤسسة العامة للشباب والرياضة البحرينية وشارك بها 8 منتخبات عربية، استطاعت لاعبات المنتخب الوطني المصري اللائي شاركن في تلك البطولة ضمن منافسات المجموعة الأولي التي ضمت منتخبات العراق والأردن ولبنان وحققن الفوز علي العراق وعلي لبنان وأيضا علي منتخب الأردن. وفي الدور التالي للبطولة فازت مصر علي فلسطين إلا أن غياب التوفيق عن اللاعبات المصريات أدي إلي خسارة المبارة النهائية أمام الأردن في آخر خمس دقائق من وقت المباراة بعد إحرازهن هدف الفوز والبطولة. وعن الفوائد التي حققها المنتخب المصري للسيدات قالت سحر الهواري إن أولي تلك الفوائد هي مشاركة لاعبات صغيرات السن «17و18 سنة» لأول مرة في بطولة عربية مما ساهم في إكسابهن احتكاكاً قوياً وخبرة جيدة، كما أن «فوقية عمر» حارسة مرمي المنتخب حصلت علي كأس أحسن حارس في تلك البطولة. وأضافت أن المانيا استفادت من تنظيم تلك البطولة بالترويج لنفسها لأنها تستعد لتنظيم بطولة كأس العالم التي ستقام 2011 مشيرة إلي انها سوف تكون عضواً في لجنتها العليا بصفتها الدولية معربة عن سعادتها أن تضم اللجنة المنظمة لبطولة كأس العالم للكرة النسائية لاعب الكرة الألماني الشهير فرانسيس بيكنباور. وأوضحت أن المنتخب الوطني تم تكريمه مؤخراً من سفير المانيا في مصر السيد «ميشائيل بوك» بعد أن قدمت لاعبات المنتخب أداء متميزاً ومستوي فنياً جيداً أشاد به السفير الذي يعتبر أن كرة القدم لها دور أساسي في مد جسور الترابط بين شعوب العالم. واختتمت سحر الهواري حديثها بأن الأيام القادمة سوف تشهد تطوراً أكبر في اللعبة من خلال احتراف بعض اللاعبات في الخارج أو من خلال الدوري الأمريكي للسيدات.