تحدث عن الفساد كما يحلو لك انتقل إلي المطالبة بتعديل المادتين 76 و77 في الدستور كما تشاء.. انتقد بضراوة زاوج رجال الأعمال بالسياسة، مؤكد أن كل المصائب التي سقطت علي رأس مصر سببها هذا الزواج القسري بينهما والذي أنجب قوانين لا يعنيها إلا مصالح رجال الأعمال وتسحق المواطن الغلبان.. افتح ع الرابع وقل كل ما تجود به فريحتك كل هذا مسموح به ولكن قف عند ثلاث نقاط لا يمكنك أن تتجاوزها اعتبر هذه النصائح التي سأقولها لك بمثابة «سلاح التلميذ» في أسلوب المعارضة اللذيذ.. قبل أن أنتقل إلي الممنوعات أعود معكم إلي المسموحات والتي تبدو ظاهرياً ممنوعات وهي أنه من الممكن أن تمتدح «البرادعي» كقيمة مصرية، ولكن إياك أن تزيد ولو بحرف عن ذلك.. وعلي هذا طالما كان آخر المسموح هو «البرادعي» فإنه سيصبح أول قائمة الممنوعات.. أولاً ينبغي إذا أثنيت علي «البرادعي» أن تضيف مباشرة ودون أي انتظار لكلمة أخري عليك أن تلحق ذلك بكليشيه بسرعة «ولكنه لا يصلح لحكم مصر» وتوضح هل يحكمنا بخط تليفون محمول كارت أو خط من «فيينا» ثم تعلنها صريحة مجلجلة وبلا لبس «البرادعي» لا يصلح لحكم مصر ولزوم التأكيد علي عدم صلاحيته عليك أن تذكر أن الرجل لم يضبط يوماً وهو يجلس علي مقهي ولم يركب يوماً أتوبيساً ولم يره أحد قط في طابور العيش.. ملحوظة من الممكن طبقاً لقواعد «سلاح التلميذ» أن تؤيد «حمدين الصباحي» أو «أيمن نور» ولكن إياك و«البرادعي».. عليك أيضاً أن تعلن بصوت واضح لا لبس فيه حق الرئيس «حسني مبارك» في دورة سادسة لو أراد وتؤكد صحة المقولة بأن التغيير سنة الحياة لأنه في هذه الحالة يصبح الجمود فرض الحياة والفروض أهم من السنن.. الممنوع الثالث هو إياك أن ترفض حق «جمال مبارك» في الترشح لرئاسة مصر إذا سألك أحد وقال لك هل توافق علي أن يرشح «جمال مبارك» لرئاسة مصر قل أن من حق «جمال مبارك» أن يرشح نفسه للانتخابات قلها مجلجلة أوافق علي ترشيحه كمواطن وليس باعتباره ابن الرئيس ثم كثف الكلمات وامنحها قدراً من الإحساس الموسيقي «أرفض التوريث، لكن من حقه الترشيح».. ينبغي أن يمهد الطريق لترشيحه للرئاسة لا أحد من حقه أن يحجب عنه هذا الحق.. ليس مطلوباً أن تعلن تأييدك الآن جمال مبارك ليس بالضرورة الآن لأن غداً لناظره قريب.. من الممكن أن تقول مثلاً اقرأ أولاً برنامجه وأقارنه بالبرنامج الآخر أفاضل بينه وبين الآخرين.. لكن الحرية المفاضلة ليست أبدية في الشهور الحالية طالما لم يتحدد بعد بشكل نهائي ترشيحه من الممكن أن تتحدث عن المفاضلة فقط لم يحن أوان الإفصاح.. تستطيع أن تجد دائماً في الإعلام الذي يوصف بالمستقل سواء المرئي أو والمقروء 90% ممن يمارسونه يعلمون أن دورهم أن يقفوا في تلك المساحة بين الحكومة والمعارضة وهم بين المعارضة حكوميون وبين الحكومة معارضون إنهم شبه حكوميين وشبه معارضين.. يشكل هؤلاء الخلايا الساكنة المترقبة لأداء الدور المنوط بها في اللحظة المناسبة عليهم أن يخرجوا في اللحظات الحاسمة مؤيدين ومشجعين لتجد أن الصورة صارت توحي بأن الدولة تتحدث عن أغلبية تؤيد بالديمقراطية الرئيس لو أراد وابنه بالديمقراطية أيضاً لو أراد.. الإعلام يتحرك في منطقة شائكة جداً ولا تصدق أن القطاع الخاص بمنأي عما يجري الكل تحت قبضة الدولة تمارس عليه نفس القواعد القاسية.. «أوربت» مثلاً في برنامجها الأشهر «القاهرة اليوم» نجد في اسم «أحمد موسي» قدراً من التوافق بين إدارة المحطة والدولة لاستمرار البرنامج تحسباً لأي تجاوز من الممكن أن يحدث لو انطلق «عمرو أديب» أكثر مما ينبغي.. مكاتب التليفزيونات العربية حتي تضمن استمرار البث صار لديها قائمة بعدد من الضيوف الحكوميين عليها إذا استضافت أحد المعارضين أن تلحقه مباشرة بأحد من مؤيدي الدولة.. في فترة زمنية قبل نحو ثلاثة أعوام كان «بلال فضل» أحد الأوراق التي فكرت في الاستعانة بهما قناة «أوربت» وكان يقدم حلقات غداً تقول الصحافة وذلك بعد انتقال «خيري رمضان» للتليفزيون المصري، لكن «بلال» أحد الشخصيات غير المرحب بها فكان لابد من تغييره ودون مبررات تم استبعاد «بلال» بعد أسابيع قليلة بعد أن وجدوا أنه ينتقل من مقعده في الصحافة ليدلي برأيه ثم وهو مع «عمرو أديب» عندما يشاركه تقديم البرنامج لا يتوقف عن إبداء الرأي الذي تري فيه الدولة قدراً غير مسموح بالانتقاد وغير محتمل من المشاغبة بل إن الدولة لم تتحمل مؤخراً «عمرو» وهكذا وحتي كتابة هذه السطور فإن «القاهرة اليوم» مرفوع مؤقتاً من الخدمة.. من الممكن أيضاً أن نجد في إبعاد إبراهيم عيسي مؤخراً عن ON.T.V شيئاً من هذا فلقد كانت لإبراهيم مساحة شبه يومية في القناة وكانت المحاذير معروفة وهو يقترب منها بحذر لكنه لم يقتحمها، ورغم ذلك فإن الاقتراب وليس الاقتحام ممنوع ولهذا تم إقصاؤه وإبراهيم يعتبر من أصحاب السوابق في هذا الشأن.. سبق أن أوقفه أيضاً «أحمد بهجت» في «دريم» قبل 6 سنوات عن تقديم برنامج سياسي لنفس الأسباب.. إبراهيم يقدم عبر «دريم» برنامجاً دينياً و«بلال» يقدم برنامجاً ثقافياً «عصير الكتب» في «دريم» حتي لو تخللته لمحات سياسية فهو في نهاية الأمر تحت السيطرة، حيث يتم تسجيله بعيداً عن أي تجاوز سياسي قد تراه العيون التي تشاهد برنامجه قبل عرضه.. الإعلام المرئي والمقروء يتحرك في مساحة تبدو مقننة جداً حتي أن «أحمد بهجت» صاحب «دريم» دائماً ما يقدم اعتذاراً للدولة في أكثر من حوار عن استضافة «مني الشاذلي» لمحمد بديع مرشد الإخوان في حلقة مسجلة، رغم أنه كان يعتبر بلغة الإعلام سبقاً تليفزيونياً فإن التعليمات المشددة هي أنهم محظورون سواء أكانوا في تليفزيون الدولة أم القطاع الخاص فكيف يتحدث مرشدهم في العاشرة مساءً!! الأحزاب أيضاً لديها خطوط حمراء.. المفروض أنها بعيدة عن الهيمنة ولكن الحقيقة أنها مسيطر عليها.. مقاطعة الانتخابات خط أحمر لا يجوز تجاوزه للأحزاب المصرية.. البعض يردد أن المقاطعة فعل سلبي والمشاركة هي الفعل الإيجابي المحمود وعلي هذا يصبح الاشتراك في الانتخابات هو الموقف النبيل الذي ينبغي أن تنتهجه كل القوي والواقع أن السلاح الذي تخشاه الدولة هو مقاطعة الانتخابات لأنه أشبه بالعصيان المدني.. الدولة في النهاية لديها خطة لتحقيق أهدافها وأول أهدافها هو أن تنجح في تلك الانتخابات والوسيلة الوحيدة للوصول إلي ذلك هي أن تعقد أولاً الانتخابات سواء البرلمانية أو الرئاسية ولهذا مسموح أن تتحدث الأحزاب عن شرط النزاهة وضرورة تحقيقها في الانتخابات، لكنه الخط الأحمر الذي لا يمكن أن تتخطاه هو المقاطعة من الممكن أن تنادي بضرورة وضع قواعد تتضمن شرط النزاهة الدولة توافق ولكن علي قوي المعارضة أن تؤكد اشتراكها في الانتخابات أولاً بعد ذلك هاجمها كما يحلو لك وقل إنها ليست نزيهة، لكنك لا يسمح لك بأن تقول لن أشترك فيها لأنها ليست نزيهة.. كما أن الإشراف الدولي أحد الممنوعات التي لن تقبلها الدولة من أحزاب المعارضة.. أن تطالب المعارضة بإشراف قضائي ممكن، لكن والرقابة الدولية ممنوعة.. وهكذا علي الكل أن يعرف أصول اللعب مع الدولة.. هناك دائماً خط يقف عنده كل اللاعبين لا يتجاوزونه.. الكل تحت السيطرة حكومة ومعارضة.. فهي معارضة مشروطة بالابتعاد عن الخطوط الممنوعة إذا أردت أن تلعب فعليك أن تعرف القواعد حتي يصبح اللعب علي رأي المعلق الرياضي «محمود بكر» شيكله - حلو!!