أحيت الولاياتالمتحدة اليوم ذكرى هجمات 11 سبتمبر 2001 ضد واشنطنونيويورك التي قتل فيها أكثر من ثلاثة آلاف شخص، حيث توجه الرئيس الأمريكي باراك اوباما الى مقر وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" للمشاركة في مراسم لتأبين الضحايا. وأقيم احتفال رسمي في نيويورك بحضور جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي في الموقع السابق لبرجي مركز التجارة العالمي اللذين انهارا في الهجمات"جراوند زيرو"، وخلال الاحتفال قرأت أسماء جميع الضحايا ،كما دقت الكنائس أجراسها في نفس موعد خطف أول طائرة من بين أربعة طائرات استخدمها المهاجمون في تنفيذ الهجمات ضد مقر البنتاجون في واشنطن وبرجي نيويورك. وتأتي الذكري هذا العام مترافقة مع جدل كبير حول خطط لبناء مركز إسلامي قرب" جراوند زيرو"، ويعتزم معارضو المشروع القيام بمسيرة احتجاج ضده، ويشار إلى أن عائلات الضحايا تقود حملة منذ فترة ضد مشروع المركز، حيث يتصاعد الجدل بعد تهديدات القس الامريكي تيري جونز راعي احدي الكنائس الصغيرة في ولاية فلوريدا بحرق نسخ من المصحف. وقد أكد الرئيس الأمريكي باراك اوباما خلال مؤتمر صحفي عقده في البيت الابيض أن الحرب ضد الارهاب ليست موجهة ضد الإسلام داعيا الأمريكيين إلى عدم الدخول في مواجهات والتحلي بالتسامح الديني، قائلا "سأبذل ما في وسعي ما دمت رئيسا للولايات المتحدة لاذكر الأمريكيين باننا نشكل امة امام الله وباننا ربما نسمي الله تسميات مختلفة لكننا نظل امة". وأضاف: "من الاهمية بمكان ان تظل الغالبية الساحقة من الأمريكيين وفية لما هو الافضل فينا: ايمان بالتسامح الديني، وفكرة واضحة عن هوية اعدائنا"، مشددا على ان "اعداؤنا هم القاعدة وحلفاؤها الذين يحاولون قتلنا، ولكن اكثر من قتلوهم على الارض هم المسلمون". وقال إن قتل أو اعتقال زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن يمثل أولوية قصوى بالنسبة للولايات المتحدة، مشيرا الى ان القبض عليه او قتله هو ومساعده ايمن الظواهري، امر مهم جدا للامن القومي الامريكي، على الرغم من انه لن يحل مشكلة، معتبرا فى الوقت نفسه أن القاعدة أصبحت تنظيما "غير فعال" لانه اصبح من الصعب عليه التحرك والعمل. لكن أوباما حذر في نفس الوقت من احتمال قيام جماعات او تنظيمات او افراد بتنفيذ هجمات او ضربات على اهداف امريكية، مطمئنا الأمريكيين ان الولاياتالمتحدة "ستحد" من التهديدات التي يشكلها المتطرفون، الا ان هذا "سيأخذ بعض الوقت". وفى سياق متصل قالت صحيفة نيويورك تايمز فى افتتاحيتها اليوم أن السبب الأقوى للاحتفال بذكرى الهجمات هذا العام هو اعادة بناء هذه المنطقة التى شهدت التفجيرات، مشيرة الى أن هذا الاحتفال هو الطريقة المناسبة لتحدى المتطرفين الذين تملأهم الكراهية ممن قاموا بتنفيذ الهجمات على الولاياتالمتحدة فى 11 سبتمبر. ووصفت الصحيفة الأمريكية فى الافتتاحية نفسها دعوة القس تيرى جونز لحرق المصاحف بأنها "تعصب أعمى"، مشيرة الى أن مثل هذه الخطة التى تمت الدعوة اليها من جانب القس الأمريكى هى التى تغذى المتطرفين، مشيرة إلى وجود أشخاص موجودين فى مواقع السلطة الحقيقية بمن فيهم أعضاء بارزين فى الحزب الجمهورى يؤيدون دعوة جونز، دون أن تحدد أسماءهم. ومن ناحية اخرى أدانت منظمة العفو الدولية جو "الاضطهاد" السائد ضد المسلمين في الولاياتالمتحدة الذي يشكل تهديد القس تيري جونز باحراق مصاحف آخر تعبير عنه، حيث أكد الفرع الامريكي للمنظمة المدافعة عن حقوق الانسان انها "تشعر بقلق عميق بتزايد المعلومات التي تتحدث عن جرائم ارتكبت ضد مسلمين او مشاعر معادية للمسلمين". والى جانب التهديد باحراق نسخ من القرآن، ذكرت المنظمة طعن سائق سيارة اجرة مسلم في نيويورك واحراق مسجد يجري تشييده في مدينة تينيسي وتخريب مركز اسلامي في كاليفورنيا ، مضيفا أن "هذه الجرائم تغذي اجواء من الخوف والتمييز والاضطهاد ضد المسلمين، فهذه الجرائم لا مكان لها في مجتمع قيمه هي الحرية والعدالة والمساواة". ودعت المنظمة السلطات الامريكية الى "اتخاذ اجراءات قوية ضد الهجمات" التي تستهدف مسلمين، وقالت انه "من الضروري ان تعزز السلطات الاجراءات لضمان حماية اعضاء كل الجاليات بالطريقة نفسها". يذكر أن الهجمات حدثت في يوم 11 سبتمبر منذ تسع سنوات بعد أن اختطف نحو بعض الأشخاص ممن ينتمون لتنظيم القاعدة أربع طائرات ركاب، حيث تحطمت طائرتان بعد اصطدامهما ببرجي مركز التجارة العالمي في نيويورك اللذين انهارا تماما, كما تحطمت ثالثة في مقر البنتاجون في واشنطن, فيما سقطت طائرة رابعة في بنسلفانيا. واتضح فيما بعد أن 19 شخصا معظمهم من السعودية بقيادة المصري محمد عطا هم الذين خطفوا الطائرات ونفذوا بها الهجمات التي تبناها تنظيم القاعدة.