.. الشباب المصري يرد: «مصر اللي عملت هند صبري نجمة»! هند صبري تنعزل السياسة المصرية - باختيارها - عن دول وفصائل عربية وإسلامية مثل قطر وسوريا وإيران وحزب الله وحماس، تبني الدولة سوراً فولاذياً تحت الأرض التي تفصل مصر عن غزة، ويبني الفنانون ونقاباتهم سوراً عنصرياً مع شعب وفناني الجزائر بحجة الوطنية، ومن أجل تصرفات طائشة في مباراة كرة قدم. مفهوم أن من يزرع عنصرية يحصد عنصرية مضادة، ما يحدث من رد فعل جزائري هو نتيجة قذائف الشتائم والإهانات العنصرية التي توجهت ضدهم.. لم يدرك الفنانون الذين تركوا أنفسهم أداة في يد إعلام بلا عقل، أن القذائف جرحت الشعوب العربية بشكل أو بآخر، وبشكل خاص دول المغرب العربي التي ترتبط ببعضها البعض تاريخياً وثقافياً، ولهذا خرج مؤخراً من تونس جروب علي الفيس بوك عنوانه «لا نريد فنّانين مصريين بتونس»، أنشأه شباب تونسي للتصدي للعنصرية المصرية حسبما ورد في التعريف بهدفه، وتقول البيانات الموجودة بالصفحة الرئيسية للجروب: «تم إنشاء هذه المجموعة لمواجهة البروباجندا الإعلامية العنصرية المنتجة من قبل أباطرة الانحطاط الأخلاقي في الفبركة والتلفيق والتعتيم والتشويه من أشباه الفنانين في مصر تجاه أبناء المغرب العربي عامة، والجزائروتونس خاصة، رغم أن أغلبهم أصبحوا نجوما من خلال مهرجاناتنا، ومن خلال قنواتنا التي كانت في عديد من الفترات لا تبث غير المسلسلات المصرية، لذا يطالب كل التونسيين رجالا ونساءً وزارة الثقافة والمحافظة علي التراث، واللجنة الثقافية الوطنية، وإدارة مهرجان قرطاج بالتعهد بعدم انتداب أي فنان مصري لإحياء حفل في تونس، كما يطالبون قنواتنا الوطنية التونسية قناة تونس7، وقناة21، وقناة حنبعل، وقناة نسمة التعهد بعدم شراء أو بث أي مسلسلات مصرية».. هذا الجروب قارب عدد أعضائه حوالي 13 ألف عضو حتي كتابة هذه السطور، ومن بين أنشطته التي يدعو إليها تنظيم مظاهرة يتم فيها حرق أسطوانات عليها أفلام وأغان مصرية، ومراسلة إذاعات وقنوات تليفزيونية للمطالبة بمنع بث أي أعمال فنية مصرية. لوجو الجروب صور مجمعة للفنانين «محمد فؤاد» و«إيهاب توفيق» وتامر حسني» و«روبي» و«هيفاء وهبي» عليها علامة إكس حمراء، وبالطبع الكلام غير المقبول والمهين والمتطاول المكتوب في تعريف الجروب لا يعني سوي شيء واحد، أن نجوم مصر تجاوزوا حدود الغضب إلي الإهانة والتعميم العنصري، وهم حاليا يحصدون هذه الكراهية التي تنمو كل يوم، سواء من مثل هذه الجروبات أو من خلال تصرفات مفاجئة لبعض رجال الأعمال العرب، كان آخرها قيام «الوليد بن طلال» بإنهاء بث قنوات روتانا من القاهرة، وأنهي تعاقدات جميع المصريين، وأخلي كل الاستديوهات التي كان يستأجرها في مدينة الإنتاج الاعلامي، وهو أمر مؤسف ويظهر كيف يمكن أن تنتج العنصرية والكراهية مناخًا قلقًا ومضطربًا، وكيف يمكن أن يهبط النجم من سماء وجدان وقلب المواطن العربي ليطالب حكومته بمقاطعته، بالطبع هذا الجروب صار ميداناً لحرب مضادة، خاصة حينما دخل شباب مصري يهاجم التوانسة ويطلب منهم ساخراً أن يطلب من نجومه «لطيفة» و«صابر الرباعي» ألا يغنوا باللهجة المصرية، بينما ذكرهم آخر أن مصر هي التي صنعت نجومية الفنانة التونسية «هند صبري»، في حين يؤكد آخر أن الجروب جزائري ويهدف للوقيعة بين المصريين والتوانسة، وقد بدأت جروبات مشابهة في المغرب والجزائر منها جروب «حملة المليون عربي لمقاطعة التفاهة المصرية»، تطورت موضوعات نفس الجروب إلي انتقاد السياسة المصرية، وأهم الموضوعات التي تتعرض للنقد الحاد بناء مصر الجدار الفولاذي علي حدودها، وفتاوي شيوخ ضد الجدار الذي أسموه جدار العار، كما توجد كليبات فيديو تصور اعتداء الأمن المصري علي أعضاء قافلة شريان الحياة، بالاضافة إلي فيديو بصور 40 شخصية مصرية غير مرغوب فيها أغلبها من الفنانين والفنانات. من المؤكد أن هناك مواطنين عربًا دار بخيالهم أنه كان من الممكن أن يكونوا مكان الجزائريين، وأن يري نجمه المفضل يشتم وطنه ويصف مواطنيه باللقطاء، ومطربته المفضلة تهين شهداءه، ونجمه الكوميدي الذي يعلق صورته في حجرته ويحفظ جميع إيفيهاته يتبرع برغبته في ضرب الجزائريين و«أن يخلع لهم ملابسه أيضا» أو «ملط» كما ورد علي لسان النجم الكوميدي، وانكشف أمام السعودي والسوري واللبناني والتونسي والمغربي والسوداني واليمني أن الشقيقة الكبري لم تغضب غضب الكبار، بل غضب المراهقين، وكان رد النجوم بالمشاركة في مزاد السباب والإهانة ضد الجزائر حكومة وشعباً وتاريخاً وشهداء أكبر مهزلة في تاريخ الفن المصري. لقد ظل موقف الفن محايداً في كل المشكلات السياسية التي حدثت بين مصر وبعض الأنظمة العربية، كانت أنظمة وحكومات العراق وليبيا والخليج في لحظات تاريخية بعد معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل تقاطع مصر لكنها تستثني الفن والفنانين، كل مواطن عربي كان يشعر أن الفنان المصري فنان عربي وكل فيلم مصري هو فيلم عربي، وأن مصر إيهاب التركيهوليوود الشرق هي بلد الريادة الفنية بالفعل، تعاملوا مع غرور الفن والفنان المصري بحب وتدليل، ولم يتخيلوا يوماً أن يتعالي الفنان المصري علي شعب بأكمله.